وثائق إبستين تكشف فضائحاً جنسية لرؤساء دول ورجال أعمال ومحامين

كشفت وثائق إبستين، وهي مجموعة من الوثائق المتعلقة بشبكة الملياردير ورجل الأعمال الأميركي جيفري إبستين – الذي انتحر في سجنه عام 2019 قبل محاكمته بجرائم جنسية – عن تورط عدة شخصيات بارزة، من بينهم نساء يُشتبه بأنهن من ضحايا إبستين، وآخرون يُشتبه في تواطؤهم معه.

ووفقاً لما نقله فريق كوزال نت نقلاً عن موقع قناة الجزيرة الإخباري، قضت القاضية الأميركية لوريتا بريسكا بنشر وثائق تتضمن أسماء أكثر من 170 شخصًا، كانوا إما شركاء أو أصدقاء أو ضحايا لإبستين الشهر الماضي. ويتنوع هؤلاء الأشخاص، الذين يقدر عددهم بين 150 و180، بين سياسيين وأفراد عائلات ملكية ورجال أعمال ومحامين وفنانين.

ويأتي هذا الكشف في سياق دعوى قضائية تشهير رفعتها الأميركية فرجينيا جوفري ضد إبستين وشريكته السابقة غيلاين ماكسويل، التي اعتُقلت في ديسمبر/كانون الأول 2021 بتهمة الاتجار الجنسي بقاصرات لحساب إبستين، وحُكم عليها في يونيو/حزيران 2022 بالسجن لمدة 20 عامًا.

أسماء بارزة في وثائق إبستين

وقد كشفت وثائق إبستين عن عدة أسماء بارزة كانت مرتبطة بشبكة جيفري إبستين، الملياردير ورجل الأعمال الأميركي الذي انتحر في 2019. بين هؤلاء:

الأمير البريطاني أندرو:

ومن ضمن ما كشفت عنه وثائق إبستين، أن جوانا سيوبيرغ، إحدى الفتيات العاملات لصالح جيفري إبستين اتهمت الأمير البريطاني أندرو بالاعتداء الجنسي عليها ثلاث مرات في عام 2001 عندما كانت في سن 17 عامًا، وذلك في لندن ونيويورك وجزر فيرجن البريطانية.

ورغم نفي الأمير (62 عامًا) لتلك الاتهامات، إلا أنه توصل إلى اتفاق تسوية قضائي بموجبه قام بدفع مبلغ 13 مليون دولار لسيوبيرغ، ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة ديلي تلغراف، فقد جنب هذا الاتفاق الأمير من مواجهة محكمة المدن في نيويورك.

آلان ديرشوفيتز:

أحد أساتذة القانون السابقين في جامعة هارفارد، والذي أصبح معروفًا بعمله في ميدان القانون الجنائي الأمريكي، وقد جرى تعيينه من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتمثيل الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية في الأسبوع المقبل.

وتتضمن الوثائق المتعلقة به اتهامات قُدِمت من قِبَل امرأة لم يتم الكشف عن اسمها، والتي تُشار إليها بوصف “جين دو رقم 3”. 

حيث أفادت أن إبستين “طلب منها” إقامة علاقات جنسية مع ديرشوفيتز في مناسبات متعددة عندما كانت قاصرة.

وأكدت مدبرة منزل إبستين في شهادتها أن ديرشوفيتز كان يقوم بزيارات متكررة إلى قصر إبستين في فلوريدا للاستفادة من جلسات التدليك.

رجل الأعمال الأمريكي والملياردير جيفري إبستين مع رفيقته ماكسويل (غيتي)

 

وقال ديرشوفيتز في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأربعاء الماضي إن “جين دو رقم 3” أخطأت في التعرف عليه، ونفى تمامًا أنه كان قد أجرى مقابلة معها. وأشار إلى أنه كان ضحية “نفاق” في إطار حملة “أنا أيضا”، واتهم “النسويات المتطرفات” بالتركيز بشكل مفرط على قضية إبستين ومن يشتبه في تورطهم، دون القيام بمثل هذا التركيز على أمور أخرى مثل “حماس” بسبب الأحداث التي جرت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

إيهود باراك:

وفي إفادتها كما ذكرت وثائق إبستين، نفت جوانا سيوبيرغ أنها قابلت رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك خلال فترة تواجدها مع جيفري إبستين.

وفي الربيع الماضي، اعترف باراك في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال بأنه كان يتواصل مع إبستين في نيويورك، لكنه أكد أنه لم يلتقِ خلال لقائه برجل الأعمال “مع فتيات أو قاصرات، أو حتى نساء بالغات” في سياق أو سلوك غير لائق.

ستيفن هوكينغ:

ذكرت رسالة بريد إلكتروني أن إبستين طلب من ماكسويل “تقديم هدايا” لأصدقاء جيوفري وعائلتها لدحض مزاعم جيوفري ضد هوكينغ، فيما نفى هوكينغ مشاركته في أي أنشطة غير قانونية.

وورد في البريد الإلكتروني أن هوكينغ شارك في حفلات جنس جماعية لفتيات صغيرات ضمن ما سربته وثائق إبستين.

مايكل جاكسون:

صرّحت سيوبيرغ أنها شاهدت مايكل جاكسون في منزل إبستين، ولكن لم تؤكد قيامها بتدليكه.

بيل كلينتون:

كما تطرقت وثائق إبستين إلى الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في وثائق المحكمة المتعلقة بالقضية.

وعلى الرغم من تأكيد جوانا سيوبيرغ بأنها لم تلتقِ بكلينتون، فإنها قد شهدت على تصريح إبستين الذي أكد لها أن “كلينتون يحب النساء الصغيرات”. ورغم تصريحات جيوفري في وقت سابق بشأن العلاقة الوثيقة بين كلينتون وإبستين، فإنها لم توجه له اتهامات بارتكاب أي فعل غير قانوني.

من جهة أخرى، رفض كلينتون بشكل متكرر وثابت جميع الادعاءات التي تتعلق به، مؤكدًا على عدم وجود أي تواصل بينه وبين إبستين لعدة سنوات.

دونالد ترامب:

كما جرت الإشارة أيضًا إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في وثائق إبستين، ولكن لم توجه إليه أي اتهامات.

وذكرت جوانا سيوبيرغ حادثة وقعت عام 2001 عندما غادرت برفقة جيفري إبستين وفيروز جيوفري على متن طائرة من بالم بيتش في ولاية فلوريدا. 

وعندما عجزت الطائرة عن الهبوط في نيويورك بسبب العواصف، اضطروا إلى الهبوط في أتلانتيك سيتي حيث قاموا بزيارة لأحد كازينوهات دونالد ترامب.

ديفيد كوبرفيلد:

وقد ساهمت سيوبيرغ في شهادتها على لقاء الساحر الأمريكي ديفيد كوبرفيلد في إحدى منازل جيفري إبستين، حيث أكدت أنها لاحظت وجود صداقة بين كوبرفيلد وإبستين. وفي تذكيرها بتلك اللحظة، قالت إن فتاة أخرى في العشاء بدَّت وكأنها في المدرسة الثانوية.

وأفادت سيوبيرغ بأن ديفيد كوبرفيلد سألها عما إذا كانت تعلم أن “الفتيات يحصلن على أموال مقابل العثور على فتيات أخريات”، مما يشير إلى قيام إبستين وماكسويل بتجنيد النساء ليكن “اختصاصيات تدليك”.

مزيد من الأسماء

حتى اللحظة لم يتم الكشف عن جميع وثائق إبستين، ولم تحدد القاضية الأميركية موعدا لنشر مزيد من القوائم، لكن يعتقد أنه سيتم نشر المزيد من الأسماء والفضائح خلال الأيام القادمة.

أعاد تحريريها: عبد الجواد حميد

التعليقات مغلقة.