احتفالات واسعة بإطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا
شهدت ساحة الجندي المجهول عند سفح جبل قاسيون في العاصمة دمشق، أمس الخميس، فعالية رسمية كبرى تم خلالها الإعلان عن الهوية البصرية الجديدة لسوريا، وسط حضور جماهيري حاشد تجاوز عشرات الآلاف من المواطنين.
ووفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن موقع تلفزيون سوريا، تزامناً مع بدء الفعالية في ساعات المساء الأولى، انتشرت وحدات من قوى الأمن الداخلي إلى جانب فرق الإسعاف والإطفاء في محيط الساحة، بهدف تأمين الأجواء وضمان سلامة المحتفلين بإطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا.
احتفالات عارمة بإطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا في مختلف المحافظات
وشهدت مختلف المحافظات السورية تظاهرات احتفالية متزامنة، حيث احتشد الأهالي في الساحات العامة والساحات المركزية لمدنهم وبلداتهم للمشاركة في فعالية الإشهار. ففي حلب، امتلأت ساحة سعد الله الجابري بالمشاركين، بينما توافد المواطنون في اللاذقية إلى ساحة الشيخ ضاهر للاحتفال بإطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا.
كما شهدت ساحة الدبلان وسط مدينة حمص، وساحة السبع بحرات في كل من دير الزور وإدلب، بالإضافة إلى ساحة البانوراما في درعا وساحة العاصي في حماة، تجمعات مماثلة إحياءً للمناسبة.
وكان المواطنون قد تلقوا في وقت سابق من اليوم رسائل نصية من شركات الاتصالات المحلية، تضمنت رابطاً إلكترونياً لموقع الهوية البصرية الجديدة، ودعتهم لمتابعة تفاصيل إعلان الإشهار.
ومن المنتظر أن تُستكمل هذه الخطوة بسلسلة من الإجراءات التنفيذية، من أبرزها تحديث الوثائق الرسمية، وعلى رأسها بطاقة الهوية الشخصية وجواز السفر السوري، بما ينسجم مع الهوية البصرية الجديدة للدولة.
الشرع: الهوية البصرية الجديدة لسوريا تجسد الوحدة وترفض كل أشكال التجزئة والانقسام
وأكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن الهوية البصرية الجديدة لسوريا تمثل رمزاً للقوة والإرادة، وتعكس صورة “سوريا الواحدة الموحَّدة، التي لا تقبل بأي شكل من أشكال التجزئة أو التقسيم”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مراسم إشهار الهوية البصرية الجديدة للدولة السورية، مساء أمس الخميس، في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، ضمن احتفالية وطنية شارك فيها الآلاف من أبناء الشعب السوري في مختلف المحافظات.
ووصف الرئيس الشرع هذا الحدث بأنه “تتويج لهوية سوريا وأبنائها في مرحلتها التاريخية الجديدة”، مشيراً إلى أن الهوية المستحدثة “تستمد عناصرها من رمزية الطائر الجارح، بما يعكس القوة والعزيمة والسرعة والإتقان وروح الابتكار في الأداء”.
وشدد على أن هذه الهوية تعبر عن سوريا التي ترفض الانقسام، وتؤمن بالتعدد والتنوع كعنصر إثراء للهوية الوطنية، لا كعامل خلاف أو انقسام. كما أكد أن الهدف من الهوية البصرية الجديدة هو إعادة بناء الإنسان السوري وترميم الثقة الوطنية، مضيفاً: “نعيد للهوية السورية حضورها وكرامتها، ونُرجعها إلى مكانها الطبيعي في الداخل والخارج، بعد سنوات من الهجرة والبحث عن الأمن والمستقبل”.
وخصّ الرئيس الشرع بالشكر والتقدير جميع الشباب السوريين الذين أسهموا في صياغة الهوية البصرية الجديدة، مشيداً بروحهم الإبداعية ومبادراتهم التي تخطّت الحدود الجغرافية وتحدّت الظروف الصعبة، ليبرهنوا بإيمان راسخ أن سوريا تستحق الأفضل.
وأضاف: “لقد أعلنتم، من خلال هذا الإنجاز، قطيعة واضحة مع منظومات القهر والاستبداد، وفتحتم أبواب الأمل على مصراعيها نحو مستقبل أكثر إشراقاً.”
وأكد الشرع أن التجربة أثبتت أن سوريا لا تفتقر إلى الطاقات والمواهب، بل تحتاج فقط إلى من يمنحها الثقة والرعاية، قائلاً: “ها نحن اليوم، نبدأ معكم ومنكم، فصلاً جديداً يُكتب بنور العزيمة والإبداع، نور لا يعرف الانطفاء.”
دلالات الهوية البصرية الجديدة للدولة السورية
وامتازت الهوية البصرية الجديدة بتوازن دقيق بين البساطة في التصميم والعمق الفني في الرموز والدلالات، حيث تجسّد ملامحها الجوهر الرمزي للدولة السورية.
ويتكوّن الشعار الجديد من طائر العقاب السوري وهو يبسط جناحيه في وقفة مهيبة، تعلوه ثلاث نجمات مستوحاة من علم البلاد، بينما يتفرع من كل جناح سبع ريشات تمثل في مجموعها 14 ريشة، دلالة على السنوات الأربع عشرة لمسيرة الثورة.
أما الذيل، فيحمل خمس ريشات ترمز إلى ركائز الصمود، في حين تجسّد الساقان والمخالب المفتوحة معنى الثبات والاستعداد الدائم للدفاع عن وحدة التراب السوري.
وترمز النجمات الثلاث إلى مبادئ السيادة، فيما يعكس انبساط جناحي العقاب قوّة الدولة وسرعة نهوضها، بينما تشير الريشات إلى اتساع الجغرافيا السورية من دير الزور شرقاً حتى الساحل غرباً، ومن حلب والجزيرة شمالاً إلى درعا والسويداء جنوباً.
ويحمل الشعار في تفاصيله رسالة واضحة مفادها: سوريا الموحدة المحمية بإرادة أبنائها، تحت جناحي عقابها الوطني.
أعاد تحريرها: عبد الجواد أمين حميد
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.