لماذا حل اللواء الثامن في درعا نفسه ونقل أصوله لوزارة الدفاع السورية؟
قرر اللواء الثامن في درعا حل نفسه ونقل أصوله العسكرية إلى وزارة الدفاع السورية، بعد أن شهدت مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي مظاهرات شعبية حاشدة ضد اللواء إثر مقتل قائده بلال الدروبي على يد عناصر من اللواء، حيث طالب المشاركون ببسط سلطة الدولة في المدينة.
ووفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن موقع “INDEPENDENT” نقلاً عن مصدر أمني لـ “تجمع أحرار حوران” إن اللواء الثامن في درعا قرر حل تشكيلته بالكامل، حيث تم تكليف النقيب محمد القادري بالتنسيق المباشر مع السلطات المعنية لضمان إتمام عملية التسليم بسلاسة.
وأضافت مصادر مطلعة في المدينة لـ “الأوسط” أنه تم الاتفاق بين إدارة الأمن العام واللواء الثامن على تثبيت ست نقاط في بصرى الشام حتى تهدأ الأجواء العامة.
وفي سياق متصل، أفاد “تجمع أحرار حوران” أن قوات وزارة الدفاع سيطرت على عدد من مقرات اللواء الثامن في درعا، مشيراً إلى أن القوات التابعة لوزارة الدفاع وإدارة الأمن العام نشرت عناصر مشتركة في عدة مقرات، بما في ذلك القلعة التي تعد من أهم مقرات اللواء الثامن في المدينة.
كما تم تسليم سجنين في المدينة إلى قوات الأمن العام ووزارة الدفاع، في حين تم نقل 14 سجيناً، بينهم أربعة سجناء بقضايا أمنية وعشرة موقوفين في قضايا جنائية إلى مراكز أمنية في مدينة درعا.
تصاعد الغضب الشعبي بعد اغتيال قائد اللواء الثامن في درعا
أفادت مصادر مطلعة في مدينة بصرى الشام لـ”الشرق الأوسط” إن حالة من الغضب عمّت بين الأهالي تجاه قادة وأفراد اللواء الثامن في درعا، وذلك عقب اغتيال قائده بلال الدروبي، وخرج المئات في مظاهرة حاشدة بعد صلاة الظهر، مطالبين بتسليم المتورطين إلى الدولة، وبسط سلطتها في المدينة لضمان الاستقرار.
وأوضحت المصادر أن المحادثات بين قادة إدارة الأمن العام القادمين من دمشق وقادة اللواء الثامن، ومن بينهم أحمد التومة وعبد الله النجم وأبو علي مصطفى، استمرت حتى اتخذ قرار حل اللواء.
وأضافت المصادر أنه نتيجة للمفاوضات، تم الاتفاق على إقامة مراكز للنظام العام في المدينة حتى تهدأ الأوضاع، وتسليم ثلاثة أشخاص متورطين في مقتل الدروبي، وبحسب المصادر، فقد تم تسليم اثنين منهم، وهما أبو الليل وفايز العمر، في حين فر الشخص الثالث عبد الكريم الدوس.
وشملت مطالب العائلة “منع وجود أي تشكيلات مسلحة خارج سلطة الدولة داخل المدينة، ومنع إدراج أي عناصر من بصرى أو من اللجان المركزية السابقة، التي كانت ناشطة قبل سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، ضمن الأجهزة الأمنية المسؤولة عن المدينة”.
كما طالبت عائلة الدروبي بتسليم خمسة أشخاص، بينهم اثنان سلّموا أنفسهم سابقاً وثلاثة آخرون ما زالوا فارّين.
كما شددت على ضرورة إنهاء وجود أي مجموعة مسلحة خارج سلطة الدولة داخل المدينة، مؤكدة أنه “لا يمكن أن تكون هناك دولة داخل الدولة”، ودعت إلى تسليم الأسلحة المنتشرة في المدينة إلى الدولة.
وكان بلال الدروبي قد توفي يوم السبت متأثراً بجراحه التي أصيب بها في مدينة بصرى الشام بمحافظة درعا، جراء إطلاق النار عليه من قبل عناصر تابعين للواء الثامن.
دخلت قوات من الأمن العام إلى مدينة بصرى الشام ليلة الجمعة إلى السبت الماضي، وبدأت عملية تمشيط سريعة في المدينة والبلدات المجاورة، في ظل توتر شديد ساد المنطقة، وبحسب مصادر محلية، نفذت قوات الأمن اعتقالات طالت شخصيات بارزة في درعا.
جاء ذلك بعد انسحاب اللواء الثامن بموجب اتفاق تم التوصل إليه خلال اجتماعات ضمّت قادة محليين وممثلين عن الإدارة السورية، حيث نص الاتفاق على تسليم اللواء أسلحته في مختلف بلدات المحافظة، وسحب الأسلحة الخفيفة والثقيلة من معقله في بصرى الشام.
تجدر الإشارة إلى أن اللواء الثامن، الذي يقوده أحمد العودة، كان سابقاً جزءاً من الفيلق الخامس التابع لقوات النظام السابق، وقد شكلته روسيا من فصائل المعارضة التي رفضت تسليم سلاحها عقب الاشتباكات بين قوات الأسد والمعارضة في درعا عام 2018، ويُعد من أقوى ألوية المحافظة.
ولم يُدرج اللواء الثامن ضمن التشكيل الجديد لوزارة الدفاع السورية، إلى جانب المجموعات التي توحدت في محافظة درعا وأعلنت قبولها بقيادة أحمد الشرع خلال المرحلة الانتقالية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.