في مؤتمر صحفي عقده مع المستشار الألماني أولاف شولتس، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن أبواب بلاده ستكون مفتوحة إذا جاء أشخاص لاجئين من لبنان.
ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن موقع “euronews“، فقد التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع المستشار الألماني أولاف شولتس يوم السبت في قصر دولمة بهجة بإسطنبول.
وأجرى الزعيمان اجتماعًا مغلقًا استمر حوالي ساعة، وبعد الاجتماع، عقد أردوغان وشولتس مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا.
وأشار المستشار الألماني شولتس أن ألمانيا تتفق مع تركيا بشأن قضية روسيا وأوكرانيا، ولكنها تختلف معها بشأن الكيان الصهيوني.
أبوابنا كانت ولا تزال مفتوحة في حال قدوم لاجئين من لبنان وسوريا!
وعقب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، غادر آلاف اللبنانيين بلادهم بعد الهجمات الصهيونية على حزب الله في لبنان.
وتحدث الرئيس أردوغان عن الحرب في المنطقة، مشيرًا إلى وجود تركمان في لبنان. وأكد قائلاً: “سنستقبل أبناء جلدتنا من التركمان بنفس الطريقة، لقد أبقينا أبوابنا مفتوحة لهم وقلت ذلك سابقًا وأكرره الآن.”
وذكّر أردوغان بأنه بعد الحرب في سوريا، استقبلت تركيا 4 ملايين سوري، وأشار إلى أن “أبواب تركيا ما زالت مفتوحة أمام السوريين وستكون مفتوحة في حال قدوم لاجئين من لبنان.”
من جهته، شكر المستشار الألماني شولتس تركيا على استقبالها للاجئين ورحب باستعداد تركيا لاستقبال لاجئين من لبنان، وقال: “العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بشأن قضايا الهجرة ستستمر. يقدم الاتحاد الأوروبي مساعدات مالية في هذا الصدد، ويبدو أن هذه العلاقات ستستمر بشكل جيد. لكننا نرغب في إعادة المجرمين والمذنبين. لقد قمنا برحلة ترحيل إلى أفغانستان، ونرغب في القيام بترحيلات مماثلة للسوريين، لأن من يرتكب الجرائم يجب أن يتم ترحيله.”
“الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة والأراضي الفلسطينية”
وأكد الرئيس رجب طيب أردوغان مجددًا على أن الكيان الصهيوني يرتكب إبادة جماعية في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال: “كانت الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك الهجمات في لبنان، موضوعًا هامًا آخر ناقشناه. للأسف، يستمر الوضع الإنساني المأساوي في المنطقة. كما ذكرت مرارًا وتكرارًا من قبل، من الضروري أن نعمل كأمة دولية على فرض وقف دائم لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وممارسة الضغط اللازم على إسرائيل.”
وأشار أردوغان إلى أن استمرار المجازر في فلسطين ولبنان يجعل من المستحيل تحقيق السلام في المنطقة وما وراءها، موضحًا أن أكثر من 50 ألف شخص قتلوا حتى الآن.
وأضاف: “نتوقع من جميع الفاعلين السياسيين الذين يتحلون بالضمير والرؤية الواضحة أن يتخذوا المبادرة ويوقفوا السياسات العدوانية لإسرائيل. سنواصل الحفاظ على موقفنا الأخلاقي منذ اليوم الأول كموقف دائم لتركيا.”
حق ما يُسمى بـ “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها!
من جانبه، أعرب المستشار الألماني شولتس عن رغبته في تعزيز العلاقات مع تركيا.
وفي إشارة إلى تزايد الصراعات في السنوات الأخيرة، أكد شولتس أنه بينما تتفق تركيا وألمانيا بشأن قضية روسيا وأوكرانيا، يختلفان حول إسرائيل. وأوضح: “كان هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جريمة مروعة. نحن نؤمن بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.”، متجاهلاً أمام أردوغان مذابح الإبادة الجماعية المستمرة التي خلفت أكثر من 42 ألف شهيداً حتى الآن.
وعن غزو روسيا لأوكرانيا، قال شولتس: “رأينا جميعًا الهجوم الروسي على أوكرانيا كخرق للقانون الدولي. ولكن ما الذي يمكننا فعله لضمان عدم استمرار هذه الحرب إلى الأبد؟ روسيا تعرض أمن أوروبا بأكمله للخطر.”
وفيما يتعلق باللاجئين والمهاجرين، أشار شولتس إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها تركيا، وقال: “سنواصل دعمنا لتركيا فيما يتعلق بنتائج الحرب في سوريا. ونأمل في تطوير العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.”
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد