أعلنت اليوم رئاسة الهجرة التركية “Göç İdaresi bakanlığı” التابعة لوزارة الداخلية التركية اليوم أن عدد الأجانب الذين يحملون تصريح الإقامة في تركيا قد انخفض بمقدار 247 ألف شخصٍ في عام 2023 مقارنةً بالعام السابق، وذلك في إطار تغيير هادئ في السياسة وبما يشكل رقماً قياسياً للأجانب في الهجرة العكسية من تركيا.
وبحسب ما ترجمه فريق كوزال نت، فقد أشارت رئاسة الهجرة التركية أن الرقم السالف الذكر غير مسبوق، منوهةً إلى أن الرقم فاق ما قد تم تسجيله خلال فترة جائحة كورونا لأرقام الهجرة العكسية من تركيا، إذ بلغ عدد الأجانب الذين غادروا تركيا 214 ألف شخص في حينها.
أرقام الهجرة العسكية من تركيا لا تقتصر على الأجانب فقط!
وخلال عام 2023، غادر تركيا حوالي 250 ألفًا من الأجانب حاملي تصاريح الإقامة، فيما بلغ عدد الأجانب الذين غادروا تركيا حتى خلال فترة الجائحة 214 ألف شخص.
من ناحية أخرى في العام الماضي، تقدم حوالي 63 ألف مواطن تركي بطلب لجوء إلى ألمانيا.
وقد أعلنت رئاسة الهجرة في تركيا أعداد الأجانب الذين يحملون تصاريح الإقامة في تركيا وتوزيعهم حسب المدن لعام 2023.
ووفقًا لبيانات الرئاسة، فقد انخفض عدد الأجانب الذين يحملون تصاريح الإقامة في تركيا خلال عام 2023 بمقدار 247 ألفاً و62 شخصًا، ليصل إلى مليون و107 آلاف و32 شخصًا.
فيما كان هذا العدد في عام 2022 هو مليون و354 ألفاً و94 شخصًا.
ووفقًا لتقرير نشر على موقع “ekonomim.com“، فإن عدد الأجانب الذين غادروا تركيا في عام 2023 شهد أكبر انخفاض منذ بدء نشر الإحصائيات في تلك الفترة.
وقد سُجل أكبر انخفاض سابق في أرقام الهجرة العكسية من تركيا خلال عام 2020 خلال فترة جائحة كورونا، حيث غادر 214 ألفاً و377 شخصًا من الأجانب حاملي تصاريح الإقامة تركيا.
خلال آخر 12 عاماً..تسلسل تاريخي لعدد الأجانب الحاصلين على تصاريح الإقامة في تركيا
وحسب بيانات رئاسة الهجرة، كان عدد الأجانب الذين يمتلكون إقامة في تركيا يتراوح حوالي 200 ألف شخص في المتوسط حتى عام 2011.
وقد بدأ عدد الأجانب زيادة بعد أحداث الثورة السورية وما شهدته من عنف ضد المدنيين السوريين، والتي بدأت في نفس العام.
وقد ارتفع عدد الأجانب سنويًا بمعدل 50 ألف شخص، حيث وصل في عام 2016 إلى 460 ألف شخص بزيادة قدرها 50 ألف شخص سنوياً.
وفي عام 2017، ارتفع عدد الأجانب بمقدار 132 ألف شخص ليصل إلى 593 ألف شخص.
ثم في عام 2018، ارتفع بمقدار 263 ألف شخص ليصل إلى 856 ألف شخص. وقد تخطى عدد الأجانب الذين يمتلكون تصريح إقامة في تركيا حاجز المليون لأول مرة في عام 2019 بإضافة 245 ألف شخص جديد، ليصل إلى 1 مليون و101 ألف شخص.
وفي عام 2020، مع اندلاع جائحة كوفيد-19 وإغلاق الجامعات والانتقال إلى العمل عن بعد في أماكن العمل، زاد عدد الأشخاص الذين عادوا إلى بلدانهم في إطار الهجرة العكسية من تركيا.
وخلال هذه الفترة، انخفض عدد الأجانب بمقدار 214 ألف شخص، لينخفض مرة أخرى إلى ما دون المليون وليصل عدد الأجانب الحاصلين على الإقامة في تركيا إلى 886 ألف شخص.
وقد شهد عام 2021، أكبر حصيلة لمنح تصاريح الإقامة في تاريخ تركيا، حيث ارتفعت بمقدار 427 ألفاً و 528 شخصًا لتصل مرة أخرى إلى أكثر من مليون إقامة ويصل عدد الأجانب الحاصلين على إقامة إلى مليون و314 ألف شخص.
وفي عام 2022، ازدادت الأرقام بمقدار 40 ألف إقامة جديدة لتصل إلى مليون و354 ألف شخص.
أسباب الهجرة العكسية من تركيا
في العام الماضي، اضطر 247 ألفاً و62 أجنبيًا يعيشون في مدن مختلفة في تركيا، بدءًا من إسطنبول وأنطاليا، إلى الرحيل إما إلى بلادهم أو إلى بلدان أخرى.
وقد شملت أسباب رحيل الأجانب، تزايد تكلفة المعيشة والمشكلات الاقتصادية بالإضافة إلى العقوبات الدولية المفروضة على روسيا الاتحادية، والدعوة للشبان الروس لأداء الخدمة العسكرية، وتعقيدات تصاريح الإقامة.
توزيع الهجرة العكسية من تركيا وفقاً للولايات وللجنسية
وخلال عام 2023، غادر تركيا 148 ألفاً و555 أجنبيًا كانوا يقيمون في إسطنبول، و44 ألفاً و383 أجنبي من أنطاليا، و14 ألفاً و248 أجنبياً في أنقرة.
خارج هذه الثلاث مدن، انتهت تصاريح الإقامة لـ 6 آلاف و705 أجنبياً في موغلا، وفي سامسون لـ و5 آلاف و339 في سامسون، و3 آلاف و170 في قونيا في العام الماضي.
أكثر الولايات التي تضم أجانباً حاصلين على تصاريح الإقامة في تركيا
فيما يتعلق بعدد الأجانب الذين يعيشون في تركيا بتصاريح الإقامة، تأتي إسطنبول في المرتبة الأولى بـ 556 ألفاً و578 شخصاً، تليها أنطاليا بـ 117 ألفاً و52 شخصاً، وأنقرة بـ 70 ألفاً و98 شخصاً، وبورصة بـ 51 ألفاً و537 شخصاً، ومرسين بـ 43 ألفاً و944 شخصاً.
وتصنف ولايات إزمير وموغلا ويالوفا وسكاريا وكوجالي وغازي عنتاب ضمن المدن التي يعيش فيها أكثر من 10 آلاف أجنبي.
ومن حيث التوزيع حسب الجنسية، يتصدر تركمانستان وروسيا الاتحادية والعراق. من حيث نوع تصاريح الإقامة، يشكل أصحاب تصاريح الإقامة القصيرة الأكبر حجمًا بعدد 638 ألفاً و764 شخصاً، تليهم تصاريح إقامة الطلاب الأجانب بعدد 161 ألفاً و426 طالباً، ثم تصاريح الإقامة العائلية بعدد 117 ألفاً و579 شخصاً.
الهجرة العكسية من تركيا لا تقتصر على الأجانب..63 ألف مواطن تركي تقدموا بطلب اللجوء في ألمانيا
من جانب آخر، أعلنت هيئة الهجرة واللجوء الألمانية “BAMF” أن عدد طلبات اللجوء التي تم تقديمها في عام 2023 ارتفع بنسبة 51 % مقارنة بالعام السابق، ووصل إلى 351 ألفاً و915 طلبًا.
ووفقًا لبيانات “BAMF”، جاء السوريون في المرتبة الأولى بعدد 104 آلاف و561 طلبًا بين الأجانب الذين تقدموا بطلبات لجوء، تلاهم الأتراك بعدد 62 ألفاً و624 طلبًا في المركز الثاني.
ويليهم بعد ذلك لاجئون من أفغانستان بـ 53 ألفاً و582 طلبًا، ومن ثم العراق بـ 12 ألفاً و360 طلبًا، وإيران بـ 10 آلاف و206 طلبًا.
وكانت الحكومة الائتلافية المركزية اليسارية في ألمانيا قد تشددت في موقفها من قضية الهجرة، وذلك وفقًا لاستطلاعات الرأي العام في ألمانيا.
وفي الأشهر الأخيرة، بدأت ألمانيا في إجراء عمليات تفتيش مؤقتة على حدودها، وتعمل على تسريع عمليات الترحيل من أجل توقيع اتفاقيات هجرة.
يذكر أن عام 2023، شهد حملات أمنية منظمة وصارمة ضد الأجانب المقيمين بشكل غير قانوني في تركيا، ما أدى إلى ترحيل العديد من الأجانب، بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة الخطاب المعادي للأجانب في تركيا وما نجم عنه من حالات اعتداء على السياح العرب والمقيمين، الأمر الذي انعكس بالسلب على الأجانب المقيمين في تركيا، والذي يعتبر سبباً آخراً من أسباب الهجرة العكسية من تركيا، ولم تتطرق له رئاسة الهجرة في تقريرها.
إعداد وتحرير: عبد الجواد حميد