توعد بمحاربة خطاب الكراهية ضد السوريين، ويعد أحد مهندسي الاقتصاد التركي ومن مؤسسي حزب العدالة والتنمية الحاكم، واليوم بات زعيما لحزب الديمقراطية والتقدم المعارض! فمن هو علي باباجان؟
في هذا التقرير الذي أعده لكم فريق موقع كوزال نت، سنتعرف معا على علي باباجان، أحد أبرز الشخصيات المعارضة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة التنمية.
نشأة علي باباجان وتعليمه
ولد باباجان عام 1967 في العاصمة التركية أنقرة، وقد تخرج من كلية تيد عام 1985، ثم من جامعة الشرق الأوسط التقنية وحاز على البكالوريوس في الهندسة الصناعية.
درس باباجان في الولايات المتحدة بمنحة من مؤسسة فولبرايت لإكمال دراسته العليا، وفي عام 1992 حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من معهد كيلوغ للإدارة في جامعة نورث في ولاية إلينوي، ثم استمر عمله في القطاع الخاص حتى عام 2001.
علي باباجان يدخل الحياة السياسية
باباجان بدأ حياته السياسية مع حزب العدالة والتنمية وكان أحد أبرز مؤسسيه، ثم انتخب عضوا في مجلس النواب عن ولاية أنقرة العاصمة، وعين وزيراً للشؤون الاقتصادية عام 2002، وكان أصغر وزيرا في مجلس الوزراء بسن الـ 35 سنة. وساهم في إصلاح الوضع الاقتصادي، محققاً الانتعاش بعد سنتين من مباشرة عمله.
منهجية علي باباجان الناجعة ومناصبٌ رفيعة تقلدها
باباجان يُعد من الشخصيات التي تركز على الاقتصاد بدلاً من السياسة، ولذلك لقبه بعض الأتراك بـ “مهندس الاقتصاد” في إشارة إلى دراسته بالهندسة والاقتصاد ونجاحه بتحقيق نقلات نوعية تحت قيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقد تولى منصب كبير المفاوضين الأتراك في محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005.
بذور الخلاف بين علي باباجان والعدالة والتنمية
في عام 2015، بدأ الانعطاف في حياة باباجان مع حزب العدالة والتنمية، حيث تم تعيينه بدور هامشي “مستشار اقتصادي” ليتضاءل دوره تدريجيا، ولينتهي عام 2019 بإعلان استقالته من الحزب. وبعدها بعام واحد أسس حزبه الجديد حزب الديمقراطية والتقدم ” Demokrasi ve Atılım Partisi” الذي يركز على الاقتصاد أولا.
لاحقا، ضم الحزب بعض الشخصيات التي شغلت مناصب رفيعة في حكومات العدالة والتنمية بجانب باباجان.
ويعد وزير العدل السابق سعد الله أرغين ووزير العلوم والصناعة والتكنولوجيا السابق نهاد إرغون ووزيرة الدولة السابقة سلمى عليا قاواف والرئيس السابق لبلدية “بالك أسير” أحمد أديب أوغور أبرز رموزه.
أسباب تحول علي باباجان من الحزب الحاكم إلى المعارضة
باباجان قال في تصريحات سابقة له أن خروجه من حزب العدالة والتنمية، كان بسبب تدهور الوضع في الحزب، حيث أصبح القرار فيه “للشخص الواحد”، وأن موارده البشرية قد نضبت ولم تعد تدخل فيها أفكار جديدة على حد تعبيره.
وقد انضم باباجان إلى تحالف الطاولة السداسية المعارض، بعد أن تعهد التحالف بتحويل النظام من رئاسي إلى برلماني وإعادته إلى سابق عهده قبل تغيير الدستور كما توعد بحل مشكلة اللاجئين السوريين والأكراد.
موقف علي باباجان من اللاجئين السوريين
أما عن السوريين فقد قال باباجان في تصريحاته الشهيرة: “لن نحيد عن بوصلة سيادة القانون بشأن ملف الهجرة، سنقف ضد أصحاب اللغة القذرة الذين يقومون بتحريض المجتمع ضد المهاجرين”.
وأضاف باباجان “يجب تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي، واتخاذ خطوات لتقاسم عبء الهجرة مع الدول الأخرى من خلال وزارة الخارجية”
وأردف “سنعمل ضد من ينشر معلومات مضللة حول اللاجئين، مشيرا إلى أن ابتعاد الحكومة عن هذا النهج يسهم في خلق بيئة توفر أساساً للاضطرابات الاجتماعية، كما سنتخذ التدابير اللازمة لمنع انتشار المعلومات المضللة والأخبار المزيفة التي تولد العداء تجاه اللاجئين وتحرض ضدهم”.
كما انتقد آلية التجنيس التي يتم منحها للسوريين، ومنح الجنسية التركية كهدية مقابل العقارات للأجانب، وأكد أن اللاجئين الذين يعودون من دول آمنة عليهم أن يرحلوا وفق بروتوكولات وخطط واضحة.
علي باباجان يحرج كيليتشدار أوغلو
باباجان قال سابقا أن زعيم حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض كمال كيليتشدار أوغلو لا يستطيع ترحيل السوريين وأن عليه أن لا يخدع الناس بتصريحات زائفة، لكن رغم ذلك ورغم خلافات في تحالف المعارضة فجرتها ميرال أكشنار حول ترشيح كيليتشدار أوغلو كمرشح للتحالف في انتخابات الرئاسة، اتجه باباجان قبل أيام لدعم ترشيح كيليتشدار أوغلو لانتخابات الرئاسة المُزمع اجراؤها بتاريخ 14 مايو/ أيار من العام الحالي 2023.
إعداد: عبد الجواد حميد