أعلن عن إخلاء المزيد من القواعد الأمريكية في سوريا، فيما تزعم قوات سوريا الديمقراطية “قسد” أن تنظيم داعش عاد إلى الساحة من جديد، وبذلك يرتفع عدد القواعد التي انسحبت منها الولايات المتحدة في سوريا منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه إلى أربع قواعد على الأقل.
وفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن موقع “euro news”، زعم قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، إن هذه الانسحابات مهدت الطريق أمام تنظيم داعش لاستعادة قوته.
وقد جرى إخلاء القاعدتين اللتين زارهما الصحفيون في الأسبوع الماضي إلى حد كبير، بينما تقوم وحدات صغيرة من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، _التي -يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة منذ حوالي عقد من الزمن_ بحراسة القاعدتين.
كما جرى تفكيك كاميرات المراقبة التي كانت تُستخدم سابقًا في القواعد، وبدأت الأسلاك الشائكة التي تؤمن محيطها في التداعي.
من جانبه، قال سياسي كردي يقيم في إحدى القواعد، أن القوات الأمريكية لم تعد موجودة هناك. كما أكد جنود قوات سوريا الديمقراطية في القاعدة الأخرى أن القوات الأمريكية غادرت مؤخراً، رغم عدم تحديدهم لتاريخ الانسحاب بدقة، وفي سياق متصل، رفض البنتاغون التعليق على هذه التطورات.
إخلاء قاعدتين جديدتين من القواعد الأمريكية في سوريا وسط تقليص واسع للقوات الأمريكية
كذلك، أكد صحفيون من الميدان لأول مرة انسحاب الولايات المتحدة من قاعدتي الوزير وتل بيدر في محافظة الحسكة، مما يرفع عدد القواعد التي انسحبت منها الولايات المتحدة في سوريا منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه إلى أربع قواعد على الأقل.
وكانت إدارة ترامب قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري نيتها الانسحاب من سبع قواعد من أصل ثماني قواعد في شمال شرق سوريا، لتبقى قاعدة واحدة فقط.
وفي أبريل/نيسان، أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن عدد القوات الأمريكية قد ينخفض من 2000 إلى 500 جندي.
وفي الوقت ذاته، رفضت قوات سوريا الديمقراطية الإجابة على أسئلة تتعلق بعدد القوات الأمريكية المتواجدة حالياً في المنطقة وعدد القواعد المفتوحة.
وقال قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، إن وجود بضع مئات من الجنود في قاعدة واحدة لا يكفي لمنع تهديد داعش، وأوضح أن خطر التنظيم ازداد بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وأضاف: “هذه كانت خطة الجيش الأمريكي، نحن نعرف ذلك منذ وقت طويل، ونعمل معهم لضمان عدم وجود ثغرات واستمرار الضغط”.
أدلى مظلوم عبدي بهذا التصريح يوم الجمعة، وهو اليوم نفسه الذي شنت فيه الطائرات الصهيونية غارات جوية على إيران، وقال: “أشعر بالأمان هنا في القاعدة الأمريكية”، وامتنع عن التعليق على ما إذا كانت الحرب المتجددة بين الكيان الصهيوني وإيران ستمتد إلى سوريا.
وبعد ساعات من المقابلة، استهدفت ثلاثة صواريخ إيرانية الصنع قاعدة الشدادي، لكن أنظمة الدفاع الأمريكية أسقطتها، وفقاً لمصدرين أمنيين في قوات سوريا الديمقراطية.
تنظيم داعش يستأنف عملياته في المدن السورية
وكان تنظيم داعش قد سيطر على مناطق واسعة من العراق وسوريا بين عامي 2014 و2017، وخلال تلك الفترة نفذ التنظيم عمليات إعدام علنية في ساحات المدن، واختطف النساء الأيزيديات كعبيد للجنس، وأعدم صحفيين أجانب وعمال إغاثة.
ومن معاقله في الرقة في سوريا والموصل في العراق، نظم التنظيم هجمات مميتة على دول أوروبية وشرق أوسطية.
وكان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ويضم أكثر من 80 دولة، قد تمكن من إنهاء سيطرة تنظيم داعش على الأراضي عبر عملية عسكرية طويلة الأمد نُفذت بدعم من الجيش العراقي وقوات سوريا الديمقراطية.
ومع ذلك، بحسب مزاعم قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، فإن تنظيم داعش بدأ في استعادة قوته بعد أن أطاحت المعارضة السورية بنظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024.
وزعم عبدي أن خلايا التنظيم عادت إلى النشاط في بعض المدن، وأن بعض الجهاديين الأجانب الذين قاتلوا سابقاً ضد النظام السوري انضموا إلى صفوف داعش، دون أن يقدم تفاصيل إضافية.
وأضاف أن التنظيم استولى على مستودعات أسلحة وذخيرة تابعة للنظام، مستغلاً حالة الفوضى التي أعقبت سقوط النظام في بعض المناطق.
فيما قال بعض المسؤولين الأكراد لوكالة رويترز إن مسلحي تنظيم داعش بدأوا يتحركون بحرية أكبر في المناطق المحيطة بالقواعد التي أخلتها الولايات المتحدة، لا سيما قرب مدينتي دير الزور والرقة.
وفي المناطق الواقعة شرق نهر الفرات والخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، شنّ التنظيم مؤخراً عدة هجمات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن عشرة من مقاتلي قسد وأفراد الأمن، وشملت هذه الهجمات تفجير عبوة ناسفة استهدفت قافلة صهاريج نفط قرب القاعدة الأمريكية التي جرت فيها مقابلة مع مظلوم عبدي.