في العاصمة السورية دمشق، وبمبادرة من وزارة التربية السورية، وبمشاركة منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، أُطلقت حملة “أعيدوا إليّ مدرستي” بهدف تسليط الضوء على عملية إعادة تأهيل المدارس المدمرة جراء الحرب.
وقد جرى حفل إطلاق الحملة في أحد فنادق دمشق، بحضور وزير التربية محمد عبد الرحمن تركو، إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية وعشرات منظمات المجتمع المدني المحلية.
حملة أعيدوا إليّ مدرستي تسلط الضوء على حاجة 7 آلاف و215 مدرسة للإعمار والترميم
ووفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت، صرّح مدير هيئة التربية والتعليم السورية، محمد حنّون، في حديث لوكالة الأناضول التركية الرسمية عن حملة أعيدوا إليّ مدرستي، أن الجهود مستمرة لإعادة المدارس التي تضررت بشدة بسبب الحرب إلى الخدمة التعليمية. وأوضح أنه تم حتى الآن ترميم 448 مدرسة، فيما تتواصل أعمال الصيانة في 330 مدرسة أخرى، مضيفًا: “هناك نحو 7 آلاف و215 مدرسة بانتظار الترميم. وفي هذا السياق أطلقنا خطة استثمارية بالتعاون مع وزارة المالية السورية.”
وأشار حنّون إلى أن خطط الترميم وضعتها وزارة المالية، لافتًا إلى أن هذه العملية يمكن أن تتسارع بفضل تضافر جهود السكان المحليين والدعم الدولي، مؤكداً: “هدفنا تقديم مستوى تعليمي جيد لطلابنا، والمدارس الجديدة التي يتم تجهيزها ستكون مطابقة للمعايير الدولية.”
“إعادة تأهيل المدارس تعني عودة آلاف العائلات”
من جانبه، في حديثه عن حملة أعيدوا إليّ مدرستي أوضح مدير مؤسسة “ملهم تيمي”، وهي من كبرى منظمات المجتمع المدني في سوريا، عاطف نانو، أن التعليم لا يقتصر على إعادة تأهيل المباني المدرسية، بل يرتبط بشكل مباشر بملف النزوح وظروف الأسر المعيشية.
وقال نانو: “العائلات التي تعيش في المخيمات لن تعود إلى مناطقها إذا لم تتوافر فيها مدارس. لذلك، فإن هذه الحملة مرتبطة بشكل وثيق بعملية العودة وتحسين ظروف المعيشة والسكن.”
ولفت إلى أن ما يقارب 8 آلاف مدرسة في عموم سوريا تعرضت للتدمير الجزئي أو الكلي، مشددًا: “نحن بحاجة إلى ملايين الدولارات لإتمام عملية الترميم. فبعض المدارس نعيد تأهيلها، بينما يتم هدم أخرى وإعادة بنائها من جديد. إن إصلاح المدارس يعني عمليًا عودة آلاف الأشخاص إلى مناطقهم.”
إعداد وتحرير: عبد الجواد حميد