بسبب الأمطار الغزيرة وبرودة الطقس، تحولت حياة اللاجئين السوريين في إدلب شمال سوريا إلى جحيم بمعنى الكلمة، إذ يعيش اللاجئون في خيام المخيمات التي غمرتها المياه وأصبحت ظروف الإيواء والحياة فيها صعبة للغاية.
ووفقاً لما نقله فريق كوزال نت عن وكالة الأناضول التركية الرسمية، انخفضت درجة الحرارة إلى الصفر، حيث يكاد يكون من المستحيل العيش في الخيام الغالبة مصنوعة من القماش في منطقة المخيمات، وهو ما انعكس بالسلب على حياة السوريين في إدلب.
معاناة اللاجئين السوريين في إدلب.. بين مطرقة الخيام وسنديان البرد القارص
ونظرًا لعدم وجود وسائل تدفئة، يحاول السوريون النازحون تدفئة أنفسهم من خلال حرق مواد مثل النايلون والإطارات.
وبسبب الأمطار الغزيرة، لا يمكن إخلاء النازحين من المخيمات، لا سيما مع وجود مطالبات بضرورة تعزيز البنية التحتية للمخيمات وتغيير الخيام.
وبسبب الأمطار الغزيرة في محافظة إدلب، شمال غرب سوريا، باتت الحياة في خيم المخيمات جحيماً، إذ تبتل الخيم وتمتلئ بالمياه، بشكل يجعل الإقامة فيها صعبة للغاية.
14 عاماً على الأزمة السورية ولا يزال السوريين في إدلب يعيشون في الخيام!
ويواجه السوريون النازحون بسبب هجمات نظام ومليشيات الأسد بدعم من روسيا، ظروفًا صعبة خلال السنة الرابعة عشرة للثورة وبداية المأساة، حيث يكافحون مع المزيد من الأمطار والظروف الجوية الباردة والقاسية.
وتتساقط الأمطار بشكل متكرر في المنطقة حيث تنخفض درجات الحرارة لتصل إلى الصفر في ساعات الليل، لتصبح الخيام، التي يسكنها النازحون والمصنوعة معظمها من القماش،غير صالحة للإقامة بسبب التبليل والمياه تقريبًا.
النازحون في سوريا ومن ضمنهم السوريين في إدلب، الذين ليس لديهم وسائل للتدفئة، يحاولون التدفئة بحرق مواد مثل النايلون، والإطارات، والملابس، والأحذية، كما أن الأرض الطينية التي تشكل أرضية المخيمات تجعل من الصعب إجلاء السكان خلال هطول الأمطار.
“النساء والأطفال يبيتون في المسجد بسبب هطول الأمطار”
محمد داميس، المسؤول في مخيم الأندلس الواقع في قرية زيردانة شمال شرق إدلب، أفاد أن العديد من الخيام في المخيم تعرضت للغمر بسبب الأمطار الغزيرة.
وأشار داميس إلى أنهم اضطروا لإخلاء العديد من العائلات في ساعات الليل بسبب تعرض الخيام القديمة للغمر.
وقال “بسبب قدم الخيم، غمرت المياه كل الأشياء. النساء والأطفال قضوا الليل في المسجد بسبب الأمطار.”
وأكد داميس على ضرورة استبدال الخيام في المخيم على وجه السرعة، وإنشاء بنية تحتية لتصريف المياه المتراكمة، وترصيف الأرض بالحصى.
“لأن خيمتنا كانت قديمة، بدأت المياه تصل إلى كل مكان”
محمد تيرمان أحد اللاجئين السوريين في إدلب، والذي هاجر من معرة النعمان في عام 2019، أشار إلى أن الأمطار الغزيرة التي استمرت طوال الليل جعلت حياتهم أكثر صعوبة.
ووصف تيرمان معاناتهم في كل هطول مطر شديد، قائلاً: “تجمعت المياه في الخيام. قمنا برفع المياه مع الشبان في المخيم. تعرضت أغراضنا مثل الملابس والفراش الإسفنجي والبطانيات للغمر بالمياه.”
وأوضح تيرمان أنهم لا يستطيعون شراء وقود بسبب تكلفته العالية، قائلاً: “نحن نحاول التدفئة عن طريق حرق النايلون والعجلات والملابس والأحذية والشباشب التي جمعناها.”
أما خالدية علي، التي تسكن في المخيم الأخرى، أشارت إلى أن الخيام قد دخلت المياه فيها بسبب الزخات المفاجئة التي هطلت.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد