ما الدلالة التي يحملها الهجوم على كنيسة مار إلياس في دمشق؟

أعلن فصيل جهادي جديد يُدعى “سرايا أنصار السُّنَّة” مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق وأسفر عن مقتل 25 شخصًا.

ووفقاً لمتابعة فريق تحرير منصة كوزال نت، كانت وزارة الصحة السورية قد أفادت بأن الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق والتي تعود لطائفة الروم الأرثوذكس يوم الأحد، الموافق 22 حزيران/يونيو، أسفر أيضًا عن إصابة 63 شخصًا، وفق ما ذكر موقع “ بي بي سي بالتركية“.

وقد أعلن المسؤولون السوريون أن منفذ الهجوم مرتبط بتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش).

ولم يُصدر التنظيم حتى الآن بيانًا رسميًا يتبنى فيه العملية.

ويُعد هذا الهجوم أول هجوم دموي تشهده دمشق منذ أن أطاحت إدارة العمليات العسكرية بقيادة أحمد الشرع بحكم بشار الأسد في شهر كانون الأول/ديسمبر 2024.

كيف وقع الهجوم على كنيسة مار إلياس في دمشق؟

وفقاً لبيان صادر عن وزارة الداخلية السورية، فقد وقع الهجوم مساء الأحد أثناء قدّاس في كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس الواقعة في حي دويلا، حيث دخل رجل إلى الكنيسة وفتح النار على الحاضرين، قبل أن يفجّر نفسه باستخدام عبوة ناسفة كان يرتديها.

شاهد عيان يُدعى لورانس معماري، تحدث لوكالة الأنباء الفرنسية (AFP) قائلاً: “دخل رجل مسلح  إلى  كنيسة مار إلياس في دمشق من خارج موقعها وبدأ بإطلاق النار”، مضيفاً: “حاول الناس منعه قبل أن يفجّر نفسه”.

أما زياد، وهو رجل كان داخل متجر قريب، فقال إنه سمع صوت انفجار “حطم الزجاج”، تلاه صوت إطلاق نار.

وأضاف زياد: “رأينا النيران تندلع داخل الكنيسة، والمقاعد الخشبية المتكسرة تطايرت حتى وصلت إلى المدخل”.

وتظهر الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو التي التقطت من داخل الكنيسة أن المذبح قد تضرر بشدة، وكانت المقاعد مغطاة بالزجاج المكسور والجدران مغطاة ببقع الدم.

 “سرايا أنصار السُّنَّة تتبنى”

وفي بيان صدر في 24 يونيو/حزيران 2025، أعلن تنظيم جهادي يُدعى “سرايا أنصار السنة” مسؤوليته عن الهجوم على كنيسة مار إلياس في دمشق.

ووفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية (AFP)، فقد ورد في البيان المنشور عبر قناة التنظيم على تليغرام أن أحد مقاتليه “فجّر الكنيسة”، مشيراً إلى أن ذلك جاء “رداً على استفزاز” وقع في وقت سابق.

وكان التنظيم قد تبنّى في وقت سابق، عبر قناة تُدعى “العاديات”، هجمات استهدفت الطائفة الدرزية في بيانات نُشرت خلال شهر نيسان/أبريل 2025.

وقد ركّزت هجمات الجماعة سابقاً على مؤيدي النظام السوري والعلويين، لكنها عمدت مؤخراً إلى التحريض على مهاجمة الدروز، بمن فيهم المدنيون، في سياق التصعيد الأخير.

ما ردود الفعل على هجوم كنيسة مار إلياس في دمشق؟

وجاء في بيان صادر عن بطريركية أنطاكيا للروم الأرثوذكس:
“في هذا المساء امتدت يد الشيطان الغادرة لتستهدف أرواحنا، فاختطفت أحبّاءنا الذين استُشهدوا أثناء القدّاس المسائي”.

من جهته، دعا الرئيس السوري، أحمد الشَرَع، في بيان خطي، إلى الوحدة والتضامن، مؤكداً:
“نتعهّد بتحريك جميع أجهزتنا الأمنية المختصة لملاحقة كل من شارك في هذه الجريمة الغادرة أو خطط لها، وتقديمهم إلى العدالة لينالوا العقاب الذي يستحقونه”.

كما أدان مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، جير بيدرسن، الهجوم، ودعا الشعب السوري إلى “التوحد في رفض الإرهاب والتطرف والتحريض واستهداف أي جماعة أو مكوّن اجتماعي”.

أما المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، فقال:
“لا مكان لأعمال الجُبن هذه في نسيج التسامح والشمولية الجديد الذي يسعى السوريون إلى بنائه”.

وفي بيان حول الهجوم، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان:
“لن نسمح بجرّ سوريا إلى موجة جديدة من عدم الاستقرار عبر التنظيمات الإرهابية الوكيلة”.

من جهتها، أدان الاتحاد الأوروبي بشدة الهجوم، واصفاً إياه بـ”الخسيس والجبا”، وأكد على ضرورة تكثيف الجهود بشكل عاجل لمواجهة “التهديد الإرهابي” والقضاء الكامل على تنظيم داعش والمجموعات المتطرفة الأخرى.

كما أدانت جامعة الدول العربية الهجوم على كنيسة مار إلياس في دمشق الذي وقع في 22 يونيو/حزيران 2025، وأعرب الأمين العام أحمد أبو الغيط عن أمله في أن “تتمكن الحكومة السورية من التعامل بفعالية مع هذه التنظيمات الإرهابية”.

ما هو الوضع الحالي لداعش في سوريا؟

وشنّ تنظيم داعش في سوريا العديد من الهجمات التي استهدفت المسيحيين وغيرهم من الأقليات الدينية بشكل متكرر.

وكان التنظيم قد تبنّى عام 2016 سلسلة تفجيرات قرب مقام السيدة زينب، أحد المواقع الشيعية جنوب العاصمة دمشق، ما أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصًا.

وسيطر داعش في أوج قوته على مساحة بلغت 88 ألف كيلومتر مربع، تمتد من غرب سوريا إلى شرق العراق، وكان يقطن تلك المناطق نحو ثمانية ملايين نسمة.

وعلى الرغم من الهزيمة العسكرية التي مُني بها التنظيم في سوريا عام 2019، فقد حذّرت الأمم المتحدة من أن الخطر الذي يشكله تنظيم داعش والجماعات المرتبطة به لا يزال مرتفعًا.

وفي تقرير صدر في شهر فبراير/شباط 2025، أُشير إلى أن التنظيم قد يستغل فترة الانتقال السياسي في سوريا لتكثيف هجماته، وتحويل البلاد إلى مركز جذب جديد للمقاتلين الأجانب.

وقد نُفذت أولى الهجمات التي تبنّاها التنظيم بعد تولي الحكومة الانتقالية السلطة في 22 و28 مايو/2025، حيث أعلن عن استهداف قوات الأمن في منطقتين منفصلتين بصحراء السويداء جنوب سوريا.

ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره المملكة المتحدة، فقد شنّ التنظيم أكثر من 100 عملية في سوريا منذ بداية عام 2025، شملت هجمات مسلّحة وتفجيرات.

وبيّن المرصد أن هذه الهجمات تركزت على وجه الخصوص في المناطق الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرقي البلاد، ولا سيما في دير الزور والحسكة والرقة.

وفي 9 مارس/آذار 2025، أعلنت كل من تركيا والأردن والعراق ولبنان وسوريا عن اتفاقها على إنشاء آلية مشتركة للتنسيق الأمني وتبادل المعلومات الاستخباراتية لمواجهة داعش.

ويُقدّر عدد مقاتلي التنظيم في سوريا والعراق المجاور بما يتراوح بين 1,500 و3,000 مقاتل، يُعتقد أن غالبيتهم، بمن فيهم القادة الرئيسيون، يتمركزون داخل الأراضي السورية.

كما أُفيد بأن نحو 300 مقاتل ينتشرون في صحراء سوريا، حيث يعملون من هناك كمركز لتخطيط العمليات الخارجية.

ويُحتجز في سجون شمال شرقي سوريا أكثر من 9 آلاف عنصر من عناصر داعش، فيما يُقيم نحو 40 ألف شخص مرتبطين بالتنظيم، معظمهم من النساء والأطفال، في مخيمات مختلفة.

ووفقًا لتحليل صدر عن “مركز لاهاي الدولي لمكافحة الإرهاب” في مايو/آيار 2025، فإن الولايات المتحدة، وهي أكبر ممول لتلك المخيمات، أعلنت مؤخرًا عن تقليص تمويلها بمقدار 117 مليون دولار.

وبحسب المركز، فإن هذا الخفض في التمويل قد يؤدي إلى تدهور أكبر في الأوضاع المعيشية داخل المخيمات، مما يزيد من خطر تحوّلها إلى بيئة خصبة لتجنيد عناصر جدد في صفوف داعش.

ويُعدّ ضمان أمن الأقليات في سوريا أحد أبرز التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة في البلاد، وفق مزاعم “بي بي سي”

وكان الرئيس السوري ، قد تعهّد عند تسلمه السلطة باحتضان جميع مكونات المجتمع السوري دون استثناء.

وبحسب مزاعم المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قُتل ما يقارب ألفي شخص في الأشهر الأخيرة في هجمات استهدفت الأقليات، وعلى رأسها الطائفتين العلوية والدرزية.

وقد وُجّهت في هذه الهجمات أصابع الاتهام إلى قوى أمنية تابعة للحكومة، بينما وعد الشَرَع بمحاسبة جميع المتورطين في قتل المدنيين وتقديمهم للعدالة.

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التفجير الإنتحاري في كنيسة مار إلياس في دمشقالشامالششامالعاصمة السورية دمشقالهجوم الإرهابي على كنيسة مار إلياس في دمشقالهجوم على كنيسة مار إلياس في دمشقتفجير كنيسة مار إلياس في دمشقتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)تنظيم داعش في سورياتنظيم سرايا أنصار السُّنَّة في سورياحصيلة الهجوم على  كنيسة مار إلياس في دمشقحي دويلادمشقردود الفعل الدولية على كنيسة مار إليياس في دمشقردود الفعل على هجوم كنيسة مار إلياس في دمشقسرايا أنصار السُّنَّةعدد القتلى في هجوم  كنيسة مار إلياس في دمشقعدد ضحايا هجوم  كنيسة مار إلياس في دمشقكنيسة دمشقكنيسة مار إلياس في الشامكنيسة مار إلياس في دمشقكنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس الواقعة في حي دويلاكنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي دويلاكنيسة مار إلياس للروم الأرذوكس في دمشقكيف وقع الهجوم على كنيسة مار إلياس في دمشق؟هجوم على كنيسة في دمشقهجوم كنيسة دمشقوزارة الداخلية السوريةوزارة الصحة السورية