صرح وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، بأن سوريا وتركيا صنعتا تاريخًا جديدًا.
ووفقاً لما ترجمه ونقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن وكالة الأناضول التركية الرسمية، جاءت تصريحات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في أنقرة مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، عقب اجتماع بصيغة “3+3” جمعهما مع وزير الدفاع التركي يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم كالين، ووزير الدفاع في الإدارة الجديدة بسوريا، مرهف أبو قسرة، ورئيس جهاز الاستخبارات في الإدارة الجديدة أنس خطاب.
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يشكر تركيا وشعبها
وشكر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني تركيا وشعبها على وقوفهم إلى جانب بلاده منذ “الثورة في سوريا”، مؤكدًا أن ما تحقق بين البلدين يُعد تأسيسًا لتاريخ جديد مبني على الأخوة. وأشار إلى أن هذه الأخوة تهدف إلى تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
وأكد الشيباني على رغبة الإدارة الجديدة في تضميد جراح الشعب السوري، مشددًا على أهمية وحدة الأراضي السورية.
وقال: “وحدة أراضينا أمر بالغ الأهمية. نحن نسعى لأن تكون جميع أراضينا تحت مظلة حكومة مركزية واحدة، فهذا ضروري لاستعادة وحدة سوريا وسيادتها.”
وأشار إلى أن العلاقات بين سوريا وتركيا ستشهد في المستقبل القريب تطورًا إيجابيًا في مختلف المجالات، قائلاً: “الإدارة الجديدة تؤمن بضرورة ضمان عدم استخدام الأراضي السورية كتهديد ضد تركيا والشعب التركي.”
وعبّر الشيباني عن شكره لتركيا على الثقة التي أظهرتها للإدارة الجديدة، داعياً إلى دعم دولي لإعادة إعمار بلاده. وقال: “سواء من الدول العربية أو المجتمع الدولي، يجب أن نكون صوتًا واحدًا لدعم سوريا.”
كما قدّم شكره لوزير الخارجية التركي فيدان على حفاوة الاستقبال، وللرئيس رجب طيب أردوغان على دعمه، مؤكدًا أن سوريا ستواصل دعم علاقتها مع تركيا.
وأضاف أسعد الشيباني: “لقد أثبت الشعب السوري رفضه للديكتاتورية.”
وأوضح أن الهدف الحالي هو بناء سوريا جديدة تكون متكاملة مع المنطقة والعالم، وتستعيد دورها الاستراتيجي. وشدد على أن النظام البعثي المنهار لم يكن في مصلحة الشعب السوري، مؤكدًا أن الإدارة الجديدة تعمل على بناء دولة جديدة تستند إلى المؤسسات وتضع مصلحة جميع المواطنين في صميم أولوياتها.
“اليوم أيدي الشعب السوري مفتوحة للجميع”
كما صرّح أسعد الشيباني قائلاً: “(سوريا) مصممة على الاستمرار في هذه العلاقات المبنية على مبادئ حسن الجوار. كذلك، فإن الإدارة السابقة لم تفعل ذلك. اليوم أيدي الشعب السوري مفتوحة للجميع. لذلك، نرغب في تحقيق ما هو لصالح الشعب السوري والمنطقة.”
وأكد الشيباني حاجة الشعب السوري إلى الوحدة وسعيه لتضميد جراحه، قائلاً: “نريد أن ينال الجميع حريتهم.”
دعوة لدعم دولي وتعاون لإعادة إعمار سوريا
شدد وزير الخارجية في الإدارة الجديدة بسوريا، الشيباني، على أهمية تحسين المؤسسات التعليمية وتوفير حياة كريمة للشعب السوري، قائلاً: “سوريا اليوم بحاجة ماسة إلى دعم حقيقي من أجل إعادة الإعمار. نحن نتطلع إلى مساعدة المجتمع الدولي، خاصة من الدول الشقيقة والصديقة، في هذا الصدد.”
وأكد الشيباني استعداد سوريا للتعاون الدولي من أجل إعادة الإعمار، قائلاً: “سواء كانت الدول العربية أو المجتمع الدولي، يجب أن نكون صوتاً واحداً لدعم سوريا بهذه الطريقة.”
وأضاف أنهم سيعملون على احتضان الشعب السوري، وإعادة سيادة المؤسسات والمنظمات، والسعي لتحقيق السلام والعدالة، قائلاً: “مع أشقائنا في جمهورية تركيا، سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق ذلك. سنعمل من أجل استقرار البلدين ومصلحة شعبيهما.”
“يجب ألا تشكل سوريا بأي حال من الأحوال تهديداً لجارتنا”
بعد خطابات الوزراء، بدأت جلسة الأسئلة والأجوبة.
ورداً على سؤال حول المبادرات التي ستُتخذ لمواجهة تهديد منظمة حزب العمال الكردستاني PKK/YPG الإرهابية التي تستخدم اسم قوات سوريا الديمقراطية (SDG)، قال الشيباني: “بعد أن نحرر سوريا، لن يكون هناك حاجة لوجود هذه الكيانات. لذلك، كما هو الحال دائماً، نؤكد أن سوريا يجب ألا تشكل بأي حال من الأحوال تهديداً لأي دولة، وخاصة جارتنا.”
وأشار الشيباني إلى أن “المنطقة ستعود مجدداً تحت سيادة الحكومة المركزية، وسنعمل على إعادة الهوية العربية. نريد أن تكون إدارة دمشق المركزية صاحبة السيادة على كافة الأراضي السورية.”
“نريد حواراً يقبله كل مكونات سوريا بتوافق”
ورداً على سؤال حول مؤتمر الحوار الوطني، شدد الشيباني على أهمية المؤتمر لتحديد مستقبل جميع السوريين.
وقال الشيباني: “نريد حواراً تقبله كل مكونات سوريا بتوافق وانسجام. سيكون هناك 1200 ممثل من الشعب السوري يشاركون في هذا المؤتمر. وستتم مناقشة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.”
وأكد أسعد حسن الشيباني أن السوريين سيجلسون لأول مرة خلال هذا المؤتمر لمناقشة مستقبلهم بأنفسهم.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد