التقى وفد تركي في دمشق بالرئيس السوري أحمد الشرع، في وقت أثارت فيه أعمال العنف التي تسبب بها فلول النظام البائد في الساحل السوري ردود فعل دولية.
ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن موقع “euronews” الإخباري الأوروبي، وصل وفد تركي، يضم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات الوطنية (MİT) إبراهيم قالن، إلى العاصمة السورية دمشق يوم الخميس للقاء الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع.
وكان الوفد قد شارك في 9 مارس/آذار الماضي في اجتماعات استضافتها الأردن بمشاركة ممثلين من سوريا ولبنان، بهدف “إيجاد حلول مشتركة لقضايا الشرق الأوسط”، و”اتخاذ مبادرات إقليمية”، و”مكافحة الإرهاب”.
وقبيل الزيارة، أعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان خطي أن الوفد التركي سيجري “زيارة عمل” إلى سوريا.
وبحسب ما نقلته وكالة الأناضول التركية (AA)، فمن المتوقع أن يلتقي الوفد خلال الزيارة بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع.
وتأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد الضغوط الغربية، إذ أعلن الرئيس أحمد الشرع عن تشكيل لجنة وطنية لتحديد هوية المسؤولين عن أعمال العنف ومحاسبتهم.
مواضيع عدة وضعت على طاولة النقاش خلال اللقاء مع وفد تركي في دمشق
تحدث الوزير التركي هاكان فيدان عن تفاصيل زيارته إلى دمشق، مشددًا على أن “تركيا تتحمل مسؤولية تاريخية في دعم سوريا، ومن الضروري تقديم كل أشكال الدعم الممكنة في إطار إمكانيات الدولة الحديثة”.
وأضاف: “لدينا في تركيا مصالح حيوية، وعلى رأسها أمننا القومي. لقد استغلت بعض التنظيمات الإرهابية الأوضاع في سوريا، وكان من المهم بحث هذه القضايا، إلى جانب مناقشة المستجدات الحالية وملفات أخرى مثل الطاقة والمساعدات”.
وأشار إلى أن الزيارة كانت مثمرة، موضحًا: “رافَقَني وزير دفاعنا ورئيس جهاز الاستخبارات، حيث أجرينا مناقشات معمقة حول هذه القضايا”.
كما لفت إلى مشاركة تركيا مؤخرًا في اجتماع بالأردن، حيث “تم وضع الأسس لمنصة مكافحة داعش، وهي مبادرة حددت تركيا إطارها مسبقًا، وتعتبر سوريا جزءًا أساسيًا منها”. وأضاف: “ناقشنا هذا الموضوع بالتفصيل، وراجعنا الجوانب الفنية للآلية الجديدة وبعض المعايير المرتبطة بها”.
وأوضح فيدان أن المحادثات تطرقت أيضًا إلى “الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين دمشق وتنظيم واي بي جي”، إضافة إلى “قضايا الأمن الإقليمي بشكل عام”.
تحذير من الاستفزازات الطائفية
واستهل وزير الخارجية التركي تواجده على رأس وفد تركي في دمشق، بالتحذير من أن الاستفزازات التي تشهدها سوريا ليست بالأمر الجديد، ولن تكون الأخيرة، مشددًا على ضرورة اتخاذ تدابير إدارية وسياسية فعالة لمواجهة مثل هذه المحاولات.
وأوضح: “نرى أن هذا الاستفزاز ليس عفويًا، بل هو جزء من مشروع يستهدف إثارة الطائفة العلوية”.
وأشار إلى أن “عناصر من النظام السابق نصبوا كمينًا للقوات الحكومية، ما أسفر عن مقتل عدد من الجنود، قبل أن تمتد المواجهات لتشمل عناصر مدنية من كلا الجانبين”.
وأضاف: “هناك منطقة شهدت في الماضي القريب صراعات دموية، وتتمتع بحساسية طائفية بين العلويين والسنة، حيث لا تزال الجروح مفتوحة، مما يجعلها بيئة خصبة للاستفزازات والتحرض”.
وأكد الوزير التركي أن الأهم في هذه المرحلة هو اتخاذ التدابير الإدارية والسياسية المناسبة، لافتًا إلى أن “عدم تبني الإدارة الجديدة لأي نهج انتقامي دفع بعض الأطراف إلى تنظيم هذه الاستفزازات بأنفسهم”.
رفض تصدير أزمات سوريا إلى تركيا
ووجّه فيدان انتقادًا لبعض الجهات في تركيا التي تسعى لاستغلال التوترات الإقليمية لخدمة أجندات داخلية، معتبرًا أن “من المؤسف أن بعض الأطراف تلجأ إلى خطاب سياسي رخيص، وتسعى إلى إسقاط التطورات الإقليمية على المشهد التركي، في محاولة لخلق تطابق مصطنع بين الأحداث”.
وأضاف: “تحويل التوترات الخارجية إلى أداة لمكاسب سياسية داخلية، ومحاولة توظيفها لإيجاد قاعدة داخل تركيا، يُعد نهجًا مؤسفًا للغاية”.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد