كتب الصحفي التركي مصطفى كاراكاش في مقال نشره أمس الأربعاء :
عندما بدأت الحرب الأوكرانية ، بدأت مجموعات من النخب العنصرية الجاهلة بتركيا في نشر بروبوجاندا تحريضية ضد السوريين تقول” حتى النساء الأوكرانيات لا يهربن من الحرب ، لكن السوريين جميعهم في بلدنا “.
لقد أعلنت الأمم المتحدة عن عدد الأوكرانيين الذين أجبروا على مغادرة بلادهم في عملية الغزو الروسي.
بالطبع ، يجب ألا تكون هناك حرب في أي مكان في العالم ، وجميع الحروب تضر بالمدنيين الأبرياء. ومع ذلك ، في هذا البلد (تركيا) وفي الغرب ، يمكن للعنصريين غير الأخلاقيين ، المتحذلقين ، الجاهلين الذين يدعون حب الوطن أن يشتبكوا مع الأموات على وسائل التواصل الاجتماعي.
بطبيعة الحال ، لن يتم نسيان آراء قسم عديمي الأخلاق والشرف ، والذين قالوا في الأيام الأولى للحرب بازدراء شديد “دع المرأة الأوكرانية تأتي إلى بلدنا” !
ولكن هناك قسم آخر ! هذا القسم الذي حتى لو لم يفعل السوريين شيئاً تجده يحرض عليهم بصبغة وطنية عنصرية ! عقلية هذا القسم تٌصر على أن “السوريين جبناء ، بينما الأوكرانيون شجعان وأبطال”! ، ومن المثير للاهتمام أن هذه العقلية المتعفنة كانت تطلق على المقاتلين السوريين اسم “الإرهابيين”!!
إذا كان السوري يقاتل ، فهو “إرهابي” ، وإذا كان يهرب من الحرب ويلجأ إلى بلد آخر ، فهو “جبان “!
هذا خطاب عنصري مليء بالكراهية!
حسناً ألا يفر الأوكرانيون من الحرب ؟
وفقاً لمارتن غريفيث ، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ، غادر ربع سكان أوكرانيا البلاد!
بالطبع, هدفنا بكل تأكيد هو ليس السقوط في مستنقعات العنصرية اللعينة ، فنحن لا نقول ،” السوريون شجعان ، والأوكرانيون جبناء ” ، فبلا شك فإن الأشخاص الذين هطلت عليهم القنابل وأعدموا-وخاصة النساء والأطفال وكبار السن – سيبحثون عن مكان آمن.
الحرب مأسأة. الحرب تعني فقدان الهدوء البشري ، وقصف المدن ، واستعباد الناس ، والنساء والأطفال يعانون فيها أكثر بكثير من الرجال.
كذلك العنصرية إنها مضرة تماماً كالحرب ، فالحرب تقتل الأجساد والعنصرية تقتل العقول !