أعلن معهد الإحصاء التركي (TÜİK) عن بيانات التضخم لشهر سبتمبر/أيلول 2024، والتي أشارت إلى انحسار التضخم في تركيا إلى ما دون 50%، وبهذا الشكل، انخفض معدل التضخم السنوي لأول مرة منذ ثلاث سنوات إلى ما دون معدل الفائدة السياسة.
ووفقاً لما ترجمه فريق منصة كوزال نت عن صحيفة “bloomberght” التركية، فبينما يستمر الاتجاه التنازلي في معدل التضخم، وصل انحسار التضخم في تركيا على أساس سنوي إلى أقل من 50% لأول مرة منذ صيف عام 2023.
ووفقًا لبيانات معهد الإحصاء التركي (TÜİK)، ارتفعت أسعار المستهلكين في سبتمبر بنسبة 49.38% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، في حين بلغ معدل التضخم الشهري في سبتمبر/أيلول 2.97%.
استمرار انحسار التضخم في تركيا للشهر الثالث على التوالي
وعلى صعيد التضخم الأساسي السنوي، استمر التباطؤ في شهر سبتمبر/أيلول لهذا العام.
ووفقًا لبيانات TÜİK، تم تسجيل التضخم الأساسي السنوي بنسبة 49.10%، بينما بلغ التضخم الأساسي الشهري 3.57%.
كما تباطأ معدل ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين مقارنة بالشهر الماضي. حيث تراجع معدل الزيادة السنوية في أسعار المنتجين إلى 33.09% في سبتمبر/أيلول، في حين بلغ معدل التضخم الشهري لأسعار المنتجين 1.37% خلال نفس الفترة.
أعلى زيادة شهرية في قطاع التعليم
ووفقًا لبيانات معهد الإحصاء التركي (TÜİK) حول انحسار التضخم في تركيا، سُجلت أعلى زيادة شهرية بنسبة 14.21% في مجموعة التعليم. تلتها المشروبات الكحولية والتبغ بنسبة 4.16%، ثم قطاع السكن بنسبة 3.86%. وفي المقابل، لوحظ تراجع الأسعار في مجموعة الاتصالات بنسبة 0.88% شهريًا.
أعلى زيادة سنوية في قطاع السكن
أما على الصعيد السنوي، فقد سُجلت أعلى زيادة بنسبة 97.87% في قطاع السكن، وتبعه قطاع التعليم بنسبة 93.59%، وقطاع المطاعم والفنادق بنسبة 65.41%.
ومن بين 143 مجموعة رئيسية مشمولة في المؤشر، شهدت 27 مجموعة انخفاضًا في المؤشر، بينما لم يحدث أي تغيير في 6 مجموعات، كما سجلت 110 مجموعات رئيسية زيادة في المؤشر.
تجاوز التوقعات
في استطلاع بلومبرغ HT، كانت التوقعات أن يصل معدل التضخم السنوي في تركيا إلى 48.3%، وأن يبلغ التضخم الشهري 2.2%.
وفي أغسطس/آب 2024، سُجلت زيادة سنوية في أسعار المستهلكين بنسبة 51.97%، بينما بلغ معدل التضخم الشهري 2.47%.
وتشير بيانات شهر سبتمبر/أيلول إلى أن التضخم السنوي في تركيا، بناءً على معدل الفائدة البسيط، أظهر للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات وجود فائدة حقيقية إيجابية.
ومع تراجع التضخم إلى أقل من 50% في سبتمبر/أيلول، جرى تسجيل مستوى أقل من معدل الفائدة السياسية.
وفي شهر يوليو/تموز 2024، تسارع معدل التضخم الشهري ليصل إلى 3.23% نتيجة لزيادة أسعار السجائر والوقود في منتصف العام، إضافة إلى الزيادات في الضرائب والأسعار المُدارة.
ومع ذلك، انخفض معدل التضخم السنوي في تركيا إلى 61.78% بسبب تأثير الأساس.
وفي أغسطس/آب، سُجل التضخم الشهري بنسبة 2.47%، بقيادة قطاع التعليم، بينما تراجع معدل التضخم السنوي إلى 51.97%.
وأبقى البنك المركزي التركي (TCMB) على سعر الفائدة عند 50% في سبتمبر/أيلول، وفي توجيهاته للفترة المقبلة، لم يُذكر تعبير “التشديد” الذي ورد في قرارات سابقة.
وفي البرنامج الاقتصادي متوسط المدى الذي يحتوي على التوقعات الاقتصادية للحكومة للثلاث سنوات المقبلة، توقع أن ينخفض معدل التضخم إلى 41.5% في عام 2024، وأن يصل إلى 17.5% بنهاية عام 2025.
الزيادة الشهرية في المؤشرات المبكرة كانت ملفتة
وأظهرت بيانات غرفة تجارة إسطنبول “İTO” واتحاد النقابات العمالية التركية “Türk-İş“، التي تُعتبر مؤشرات مبكرة للتضخم، ارتفاعًا شهريًا في شهر سبتمبر.
ووفقًا لنتائج “دراسة حدود الجوع والفقر” التي أجرتها “Türk-İş” في سبتمبر/أيلول، ارتفع التضخم في أسعار المواد الغذائية بنسبة 2.90% ليصل إلى أعلى مستوى له خلال أربعة أشهر، كما سُجلت زيادة سنوية بنسبة 48.72%.
أما فيما يتعلق بـ “İTO”، فقد ارتفعت أسعار التجزئة في سبتمبر/أيلول بنسبة 3.9%، بينما بلغ الارتفاع السنوي 59.18%.
ويشير معدل التضخم الشهري بنسبة 3.9% إلى تسارع مقارنة بشهر أغسطس/آب.
“التوقعات بزيادة الأسعار لا تزال مستمرة”
وعلق البروفيسور الدكتور إيجا يازجان، رئيس جامعة “Bilgi”، على انحسار التضخم في تركيا سنوياً، وحول التضخم في شهر سبتمبر/أيلول، قائلاً:
“المؤشر الحقيقي الذي يظهر ما إذا كان التضخم يتسارع أم لا هو التضخم الشهري. البنك المركزي لديه هدف بنسبة 1.5% تقريبًا، لكن الزيادة كانت بنسبة 2.97%.
لقد ارتفعت النسبة بسبب قطاع التعليم الذي جاء بمستويات عالية هذا الشهر. التعليم هو فئة خاصة بهذا الشهر، لكنها، بغض النظر عن ذلك، الزيادات ما زالت مرتفعة. نرى أن التضخم في قطاع الخدمات يتزايد بسرعة كبيرة. حتى عندما تنظر إلى الفئات التي تقع دون المتوسط الشهري لـ”TÜFE”، فإنها ما زالت مرتفعة.
وعلى سبيل المثال المطاعم والفنادق، وكذلك المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 2.48%، وهو معدل منخفض مقارنة بالمتوسط لكنه لا يزال مرتفعًا للغاية.
ومن الواضح أننا لا نستطيع التحكم بالتضخم عبر سعر الصرف. لا يمكنك التحكم في تضخم الخدمات، وكذلك لا يمكنك التحكم فيه باستخدام سعر الصرف. ما يدعم تضخم الخدمات هو التوقعات القوية بارتفاع الأسعار. وبالتالي، نرى أن سلوكيات التسعير لا تزال مضطربة. والشيء الذي يعزز هذه الديناميكية هو الطلب، فعندما يكون هناك توقع بعدم انخفاض التضخم، يتقدم الناس بشراء احتياجاتهم حتى إن لم تكن ضرورية، متوقعين أن ترتفع الأسعار، وبالتالي يستمر هذا النمط.”
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد