تُعد مرحلة الطفولة من أكثر الفترات التي يشهد فيها الطفل حركة ونشاطًا مفرطًا، مما يجعلها أيضاً المرحلة التي تُسجَّل فيها أعلى نسب الإصابات والحوادث، ومن بين هذه الحوادث، تشكل صدمة الأسنان عند الأطفال واحدة من أبرز المشاكل التي قد تواجهم، نتيجة للسقوط، أو الاصطدام، أو حتى لحظات اللعب التي تنقلب إلى مواقف مؤلمة.
قد تأخذ صدمة الأسنان عند الأطفال أشكالًا متعددة، مثل: كسر الأسنان، أو انزياحها من مكانها الطبيعي، أو خلعها بالكامل، أو حتى غرسها داخل اللثة.
ويُعد التصرف السريع والمدروس في مثل هذه الحالات أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على صحة فم الطفل، إضافةً إلى سلامته النفسية.
في هذا المقال الذي أعده فريق تحرير منصة كوزال نت، سنسلط الضوء على أكثر صدمات الأسنان شيوعًا لدى الأطفال، وسنقدم إرشادات إسعافية فعالة، إلى جانب استعراض أساليب العلاج المناسبة.
فاتباع خطوات صحيحة بعد صدمة الأسنان عند الأطفال لا يحافظ فقط على صحة الأسنان، بل يقي الطفل من مشاكل محتملة في المستقبل.
الأسباب الشائعة لوقوع صدمة الأسنان عند الأطفال
تشمل الأسباب الأكثر شيوعًا لإصابات الأسنان لدى الأطفال ما يلي:
- السقوط من أماكن مرتفعة
- الحوادث أثناء ممارسة الرياضة
- استخدام الدراجة الهوائية أو السكوتر
- وضع أجسام صلبة في الفم
- التصادمات أثناء اللعب العنيف
ويزداد خطر هذه الإصابات بشكل خاص لدى الأطفال الذين بدأوا لتوّهم تعلم المشي، وكذلك لدى الأطفال في سن المدرسة الذين يتميزون بالنشاط الزائد.
وتؤثر هذه الصدمات على كلٍّ من الأسنان اللبنية والدائمة، مع تسجيل أعلى معدلات الإصابة في الأسنان الأمامية القاطعة.
كسر الأسنان: فقدان في الشكل واللون والوظيفة
يُعد كسر الأسنان من أكثر أنواع الصدمات شيوعًا لدى الأطفال، وقد يشمل الكسر الطبقة السطحية فقط (الميناء)، أو يمتد إلى العاج، وأحيانًا يصل إلى لب السن (العصب). الكسر البسيط غالبًا ما يكون غير مؤلم، لكنه يُسبب إزعاجًا جماليًا. أما الكسر العميق فقد يُسبب ألمًا شديدًا، وحساسية، وتغيرًا في لون السن.
في مثل هذه الحالات، ينبغي على الأهل محاولة العثور على الجزء المكسور من السن والاحتفاظ به في شاش معقم أو كوب من الحليب، ثم التوجه مباشرة إلى العيادة. وفي بعض الحالات، يمكن إعادة لصق الجزء المكسور بالسن. ويُعد التدخل العاجل أمرًا ضروريًا.
انزياح الأسنان: الخطر الصامت
قد تؤدي صدمة الأسنان عند الأطفال إلى تحرك السن من موضعه الأصلي إلى الأمام أو الخلف أو أحد الجانبين، سواء في الأسنان اللبنية أو الدائمة.
وقد لا يُلاحظ هذا التغيير على الفور، لكنه يظهر من خلال صعوبات في المضغ، أو ألم عند اللمس، أو حساسية في الفك العلوي.
هذا النوع من الانزياح قد يُلحق ضررًا بالأنسجة المحيطة، وقد يؤدي لاحقًا إلى فقدان حيوية السن. لذلك، يُوصى بمراجعة طبيب الأسنان دون تأخير.
خلع السن بالكامل (Avülsiyon): سباق مع الزمن
في حال خروج السن من مكانه كليًا نتيجة صدمة الأسنان عند الأطفال، يجب التعامل مع الموقف بسرعة فائقة. يجب الإمساك بالسن من التاج (وليس الجذر)، ووضعه في حليب، أو مصل ملحي، أو لعاب، والتوجه إلى طبيب الأسنان في غضون 30 إلى 60 دقيقة كحد أقصى.
بالنسبة للأسنان اللبنية، لا يُنصح بإعادة السن إلى مكانه، حتى لا يؤثر ذلك سلبًا على السن الدائم الذي ينمو تحته. أما في حالة الأسنان الدائمة، فإعادة الزرع أمر بالغ الأهمية.
انغراس السن في اللثة (Intrüzyon): إصابة خفية لكن خطيرة
يحدث هذا النوع من الصدمات عندما يُدفع السن إلى الأعلى لينغرس داخل اللثة، وهو من الإصابات النادرة ولكن المعقدة. وغالبًا ما تمر دون أن تُلاحظ، ولكن قد تظهر مؤشرات مثل عدم إغلاق الفم بشكل طبيعي، نزيف طفيف، أو تغير في لون اللثة.
تختلف طريقة العلاج تبعًا لدرجة الانغراس وعمر الطفل، وقد تتراوح بين المتابعة والمراقبة، أو الانتظار حتى يظهر السن من تلقاء نفسه، أو التدخل الجراحي.
أهمية المتابعة بعد الصدمة
لا تقتصر العناية على التدخل الأولي بعد التعرض للصدمة، بل تشمل أيضًا المتابعة المستمرة، والتي تعتبر أساسية للحفاظ على صحة السن على المدى الطويل. يجب إجراء فحوصات منتظمة في الأسابيع الأولى، ثم بعد 6 أشهر، ثم سنويًا، لمراقبة حيوية السن، وضعه، وتغير لونه. إن اكتشاف المضاعفات المتأخرة مبكرًا يُسهل علاجها ويزيد من نسبة النجاح.
توصيات للأهل: تَصَرّفوا بهدوء واتخذوا الخطوات الصحيحة
عند حدوث صدمة سنية، يجب على الأهل التزام الهدوء واتباع التعليمات التالية:
- افحصوا السن المصاب، واحتفظوا بأي جزء مكسور منه
- إذا وُجد نزيف، اضغطوا بلطف بقطعة شاش معقم
- لا تحاولوا إعادة السن إلى مكانه، خاصةً إذا كان سنًا لبنيًا
- تواصلوا فورًا مع طبيب أسنان مختص
- لا تتركوا السن جافًا، بل ضعوه في حليب أو لعاب
تذكّروا أن التدخل الصحيح والسريع قد يُنقذ السن ويُحافظ عليه لسنوات طويلة.
كريستال كلينيك في إسطنبول
عيادة “كريستال كلينيك” في إسطنبول تُعد وجهة مثالية للعائلات الباحثة عن رعاية متخصصة في صحة الفم والأسنان، لا سيما للأطفال المعرضين لحوادث الأسنان الشائعة كما ورد في النص السابق حول إصابات الأسنان في الطفولة.
فكما تؤكد التجربة على أهمية التدخل السريع والمهني عند حدوث الصدمات، تلتزم “كريستال كلينيك” أيضاً بتقديم علاجات دقيقة مصممة خصيصاً لكل حالة، باستخدام تقنيات حديثة ومواد آمنة، لضمان أفضل النتائج سواء في حالات التجميل أو الطوارئ.
ويعزز فريق العيادة، بخبرته وحرصه على راحة المرضى، من شعور الطفل بالأمان، مما يساهم في تجاوز الآثار النفسية والجسدية لأي إصابة. لذا، فإن “كريستال كلينيك” ليست فقط مركزاً للعلاج، بل شريكاً موثوقاً في حماية صحة أسنان الأطفال والكبار على حدّ سواء.