بينما لقي ما يقرب من 6000 شخص مصرعهم في سوريا على إثر الزلازل التي ضربت تركيا، يواجه الناجون من الحرب صعوبات جمة في البقاء على قيد الحياة.
ووفقا لمتابعة كوزال نت نقلا عن يني شفق التركية، أفاد الصحفي السوري فريد المحلول، أن هناك نقصًا شديدًا في كل الضروريات الحيوية، وأن المستشفيات تعاني من ظروف مؤلمة مشيرا إلى تفاقم الوضع في المنطقة، رغم وصول المساعدات الدولية، إلا أنها لا تكفي، إذ تحتاج المنطقة إلى المزيد من المساعدات.
ويعاني السوريون الذين يكافحون آثار الحرب الداخلية منذ 12 عامًا من الهزات الأرضية المركزة في كهرمان مرعش.
وقد تسببت هذه الهزات الأرضية في وفاة حوالي 6 آلاف شخص وإصابة آلاف آخرين، وأدت أيضًا إلى تشرد مئات الأطفال.
وتعمل المناطق الشمالية الغربية للبلاد التي تخضع لسيطرة المعارضة والنظام على مواجهة آثار الزلزال. وفي حديثه إلى صحيفة “يني شفق”، صرح الصحفي السوري فريد المحلول أن الوضع الإنساني في المنطقة أصبح شديد الصعوبة وأنهم بحاجة ماسة إلى الدعم الدولي.
نقص في الطعام والملابس والتدفئة في سوريا
وقال المحلول الذي يتابع أعمال الإنقاذ في المنطقة منذ اللحظة الأولى للزلزال، وبعد 14 يومًا، أن عمليات الإنقاذ التي يقوم بها فريق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في المنطقة قد انتهت وبدأت أعمال إزالة الأنقاض.
وأوضح الصحفي السوري أن النازحين الذين فقدوا منازلهم نُقلوا إلى مراكز إيواء مؤقتة، حيث يعانون من نقص في كافة الحاجيات الأساسية مثل الطعام والمواد الطبية الأساسية والحاجيات الأساسية الأخرى للأطفال مثل الحليب والملابس واحتياجات التدفئة في الأجواء الباردة.
الوضع في المستشفيات مأساوي للغاية
ويوضح المحلول أن المصابين في المنطقة -التي تعرضت لأضرار جسيمة في البنية التحتية للرعاية الصحية بسبب سنوات من الهجمات الجوية من قبل نظام الأسد-، يعانون من ظروف صعبة للغاية.
وأضاف المحلول أن الزلزال قتل آلاف الأشخاص وأصاب عددا كبيرا آخر، مشيرا إلى أن الوضع في المستشفيات مؤلم للغاية، وأن المساعدات الدولية وصلت، لكنها غير كافية!
5 وفيات على إثر الزلزال الأخير في سوريا
وقد تسبب الزلزال الذي وقع مساء يوم الاثنين في مركز هاتاي في إثارة خوف كبير في المنطقة، إذ أعلن مرصد حقوق الإنسان في سوريا أن خمسة أشخاص قد لقوا حتفهم في سوريا جراء الزلزال الذي بلغت شدته 6.4.
وقال فرق “الخوذ البيضاء” إن 190 شخصًا أصيبوا بالكسور والهلع وغير ذلك من الأسباب بسبب الزلزال، وتضررت بعض المباني أيضًا.
وقد دفع الزلزال المواطنين إلى قضاء ليلتهم في الشوارع والسيارات والحدائق في ظل الظروف الشتوية القاسية، خشية الهزات الارتدادية، إذ تجنب الكثير من الناس دخول منازلهم.
كما أدّت شدة الزلزال إلى حدوث حالة ذعر كبيرة في مستشفى في مدينة حارم التابعة لإدلب، فيما أصيب الأطفال الذين يتلقون العلاج في المستشفى من الزلزال بنوبات خوف وذعر، وبدأوا بالصراخ والبكاء بشدة.
الأمم المتحدة تدعو لتسريع المساعدة إلى سوريا
من جانبها، دعت الأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى المساهمة بشكل أسرع في حملة المساعدات التي أطلقت لتركيا وسوريا بعد الزلزالين.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، “من الصعب القول إننا مسرورون للغاية بالمساعدات لسوريا وتركيا، لأننا بحاجة إلى المزيد من الأموال، بشكل أسرع بكثير”.