ألغت الإدارة الجديدة في سوريا حق التشغيل الذي كانت روسيا تمتلكه في ميناء طرطوس، منذ 49 عامًا، لتبطل بذلك الاتفاقية البحرية مع روسيا.
ووفقاً لمتابعة فريق تحرير منصة كوزال نت، يُعتبر هذا القرار تطورًا مهمًا يمكن أن ينهي الوجود البحري الروسي المستمر لعقود في شرق البحر المتوسط، بعد قرار الإدارة الجديدة في سوريا الذي يُلزم روسيا بإلغاء ميناء طرطوس.
وفقًا لتقرير نشرته The Maritime Executive، رست سفينة شحن عسكرية روسية في رصيف البحرية الروسية في طرطوس بعد أن ظلت تنتظر لعدة أيام قبالة السواحل السورية. ويُعتقد أن السفينة تحمل معدات وآليات عسكرية تُجهَّز لإخلائها. ونقلت وكالة الأنباء المحلية السورية Levant24 عن مديرية الجمارك في طرطوس قولها: “تم إلغاء الاتفاقية المتعلقة بميناء طرطوس مع الشركة الروسية، وأصبحت جميع العائدات الآن ملكًا للدولة السورية.”
وفي ديسمبر/كانون الأول 2024، أطاحت إدارة العمليات العسكرية بالدكتاتور السوري بشار الأسد. ومع انهيار نظام الأسد، انسحبت القوات العسكرية الروسية إلى قاعدتي طرطوس وحميميم. وخلال فترة حكم بشار الأسد، كانت روسيا قد وقعت اتفاقية تجديد إيجار لمدة 49 عامًا لميناء طرطوس. ومع ذلك، فإن استيلاء “المعارضة السورية” على الحكم وضع هذه الاتفاقية طويلة الأمد في حالة من الغموض. ومن المعروف أن روسيا نفذت غارات جوية خلال الحرب الداخلية السورية استهدفت المعارضة وحلفاءها.
وفي ديسمبر/كانون الأول، انسحب أسطول البحر المتوسط التابع للبحرية الروسية من ميناء طرطوس، متمركزًا قبالة السواحل السورية.
وفي يناير/كانون الثاني 2025، انضمت سفينتا الشحن العسكريتان الروسيتان “سبارتا” و”سبارتا 2″ إلى هذا الأسطول، واستمر وجودهما في المنطقة لأسابيع. ومع ذلك، تواجه روسيا صعوبات في إخلاء المعدات العسكرية المتراكمة في طرطوس.
وادعت وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية (HUR) أن الإدارة الجديدة في سوريا لم تمنح روسيا الإذن لإخلاء المعدات من الميناء. ويُقال إن ميناء طرطوس يشهد تراكم معدات عسكرية متطورة مثل أنظمة الدفاع الجوي S-400، إلى جانب مئات المركبات العسكرية.
إلغاء الاتفاقية البحرية مع روسيا من قبل الإدارة الجديدة في سوريا
وبعد الإعلان عن إلغاء اتفاقية الإيجار طويلة الأمد الخاصة بروسيا في طرطوس، دخلت سفينة “سبارتا 2” إلى الجزء الداخلي من الميناء، متجهة نحو المنطقة التي تُجمع فيها المعدات. وتنتظر صور الأقمار الصناعية لتأكيد ما إذا كانت السفينة قد بدأت في تحميل المعدات أم لا. وتُشير التكهنات إلى أن السفينة قد تتجه إلى روسيا أو إلى منطقة أخرى في البحر المتوسط.
الأهمية الاستراتيجية لطرطوس بالنسبة لروسيا
وفي تصريح للاستخبارات العسكرية البريطانية، ورد أن “روسيا لا تملك قاعدة بديلة تعادل قاعدة طرطوس في المنطقة. وفقدان هذه القاعدة قد يؤثر بشكل كبير على الدعم اللوجستي لعملياتها العسكرية الخاصة في إفريقيا، بالإضافة إلى الإضرار بسمعتها بسبب الهزيمة التي تعرضت لها في سوريا”.
علاوة على ذلك، ظهرت تقارير تفيد بأن روسيا تحاول نقل وجودها العسكري في المنطقة إلى ليبيا. وصرّح وزير الدفاع الإيطالي، جويدو كروسيتو، أن روسيا تنقل معداتها العسكرية من قاعدة طرطوس في سوريا إلى ليبيا، محذرًا من أن هذا الوضع يشكل خطرًا أمنيًا كبيرًا في البحر المتوسط. وأضاف قائلاً:
“موسكو تنقل مواردها من القاعدة السورية في طرطوس إلى ليبيا. هذا ليس خبرًا جيدًا بالنسبة لنا. سفن روسيا وغواصاتها في البحر المتوسط كانت دائمًا مصدر قلق، لكن وجودها بالقرب منا بدلاً من أن تكون على بعد ألف كيلومتر يشكل تهديدًا أكبر بكثير”.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد