شكلت زيارة أردوغان لمصر تحولاً حاداً في منعطف العلاقات المصرية التركية، إذ زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصر بعد انقطاع دام 11 عامًا بعد تدهور العلاقات بين الطرفين على إثر الأزمة التي أعقبت الإطاحة بالرئيس المصري المدنى المنتخب الوحيد الراحل محمد مرسي عام 2013.
ووفقاً لما نقله فريق كوزال نت عن “BBC Türkçe“، قبل زيارة أردوغان لمصر الأخيرة، بدأت وسائل الإعلام الموالية للحكومة المصرية التي كانت توجه انتقادات حادة لأردوغان وتركيا تتبنى نبرة أكثر اعتدالًا بعد إعلان إعادة إقامة العلاقات الدبلوماسية رسميًا في يوليو/تموز 2023 بعد فترة انقطاع دامت 11 عامًا وظهور إشارات التقارب بين البلدين.
والتقى الرئيسان في القصر الرئاسي في 14 فبراير/شباط 2024، وجرى توقيع العديد من اتفاقيات التعاون.
وكان أردوغان قد انتقد بشدة الانقلاب الذي قام به الجيش المصري ضد الرئيس السابق لمصر، محمد مرسي، وكان أردوغان يدعم جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنت حكومة السيسي أنها غير شرعية واعتبرتها منظمة إرهابية.
كما كانت هناك خلافات بين البلدين أيضًا بسبب الصراع في ليبيا.
زيارة أردوغان لمصر.كيف تلقتها وسائل الإعلام المصرية الموالية للدولة؟
وقد بثت كثير من القنوات التلفزيونية المصرية الموالية للحكومة المصرية استقبال السيسي لأردوغان في مطار القاهرة الدولي والمؤتمر الصحفي المشترك بينهما.
وقدم مقدمو البرامج والمعلقون إشادات بسياسات مصر التقارب مع تركيا.
وادعى الصحفي إبراهيم عيسى أن الزيارة تظهر “نجاح” القيادة المصرية في “إجبار” تركيا على تغيير موقفها تجاه مصر.
ووصف عيسى لقاءات السيسي وأردوغان بأنها حدث سياسي مهم جدًا يعكس سياسات مصر على الصعيدين الإقليمي والدولي.
كما أشاد المذيع الموالي للحكومة، أحمد موسى، من قناة صدى البلد بأن مصر في الطريق الصحيح، وأشاد بجهود السيسي في الحفاظ على علاقات طيبة مع قادة العالم. أكد أن الاجتماع بين الرئيسين في القاهرة كان “غير متوقعاً في وقت مضى” وأظهر تغييرًا كبيرًا في العلاقات بين البلدين.
كما أجرت قناة “MBC Masr” مقابلة مع سفير تركيا في القاهرة، حيث أشار إلى نجاح زيارة أردوغان بالرجوع إلى التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين.
وأكد السفير على ضرورة أن يفكر كل بلد في “مستقبله” وفتح “صفحة جديدة” في العلاقات بينهما.
“دعم كبير للقضية الفلسطينية”
كثير من الصحف في مصر نشرت خبر زيارة أردوغان لمصر على الصفحة الأولى في 15 فبراير/شباط 2024.
وجرى التأكيد على أنه قد جرى الانتقال إلى “صفحة جديدة” في العلاقات بين مصر وتركيا، في معظمها، جرى نشر صورة للقاء بين السيسي وأردوغان وهما يتصافحان.
كما ركز العديد من المعلقين على “حكمة” مصر.
نشرت صحيفة الدولة “Al-Akhbar“عنوانًا يقول: “السيسي وأردوغان متفقين على ضرورة فورية لوقف إطلاق النار في غزة”.
أما صحيفة اليوم السابع الخاصة، فقد كتبت “مصر وتركيا: علاقات تاريخية ودعم كبير لقضية فلسطين”.
وكتب عبد اللطيف المناوي في صحيفة المصري اليوم: “الرئيس التركي أردوغان في الآونة الأخيرة حاول بناء الثقة بين بلاده ومصر. لقد ساهمت حكمة مصر وموقفها المنطقي والقوي منذ بداية الأزمة في هذا الجهد”.
بالمثل، في مقال رأي في صحيفة الدولة الأهرام، أُشير إلى أن “القمة التاريخية بين السيسي وأردوغان” حدثت “في إطار جهود القيادة السياسية في مصر لتحقيق متطلبات الأمن القومي لمصر، وذلك ضمن جهودها لتكون مفتوحة للجميع وتنويع علاقاتها”.
فيما علقت بعض وسائط الإعلام المعارضة حول زيارة أردوغان بطريقة معاكسة، إذ أكدت أن مصر ليست في موقف يمكنها من ممارسة الضغط لتغيير موقفها تجاه تركيا، ولكنها أشارت إلى أن تركيا تحتاج إلى “شريك” لتعزيز وضعها السياسي والاقتصادي.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد