في قطاع غزة الذي تعرض فيه الكيان الصهيوني لاتهامات بارتكاب جرائم إبادة وفقًا للاتحاد العالمي للدفاع عن الأمن، يظهر أن وفيات الأطفال والنساء في غزة الذين استشهدوا فيه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جراء الهجمات الصهيونية يفوق 6 أضعاف عدد القتلى في حرب روسيا وأوكرانيا المستمرة منذ عامين.
ووفقاً لما نقله فريق كوزال نت، قام مراسل وكالة الأناضول التركية بجمع معلومات حول عدد السكان المدنيين الذين قتلوا في الهجمات الصهيونية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مقارنةً بعدد القتلى في حرب روسيا وأوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير/شباط 2022.
وتستمر قوات الاحتلال الصهيوني في قصف قطاع غزة، الذي يعيش فيه نحو 2.3 مليون فلسطيني، بشكل متواصل من الجو والبر والبحر منذ ذلك التاريخ.
ووفقًا لمصادر فلسطينية، استخدمت قوات الاحتلال الصهيوني في هجماتها هذه أكثر من 66 ألف طن من المتفجرات. وهذا يعني أنه قد جرى إلقاء 183 طنًا من المتفجرات لكل كيلومتر مربع في قطاع غزة البالغ مساحته 365 كم فقط!
ومع تدمير غزة بسبب الهجمات، نزح نحو 1.9 مليون فلسطيني عن منازلهم.
عدد وفيات الأطفال والنساء في غزة
وفي هجمات الكيان الصهيوني، استشهد 29 ألفاً و410 فلسطينيًا وأصيب 69 ألفاً و465 آخرون، وبلغ عدد وفيات الأطفال والنساء في غزة 21 ألفاً و17 طفلاً وإمراة، إذ يشكل الأطفال ما لا يقل عن 12 ألفاً و660 من الشهداء والنساء 8 آلاف و570 شخصًا.
وفقًا للأمم المتحدة، يعاني 378 ألف شخص في قطاع غزة من مستوى 5 المعروف باسم “الكارثة” والمصنف وفقًا لمقياس تصنيف الأمان الغذائي المتكامل (IPC)، بينما يواجه 939 ألف شخص من مستوى 4 المعروف باسم “الطوارئ” التي تعرف أيضًا بالجوع.
وقد وصل مستوى الإنسان في قطاع غزة المعرض للجوع الحاد إلى 16.2٪، وهو ما يتجاوز الحد النسبي الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بـ “حرج” والبالغ 15٪.
واتخذ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP) قرارًا بوقف توزيع المساعدات الغذائية الحيوية في شمال قطاع غزة حتى تتحقق ظروف التوزيع الآمن.
أعلنت وكالة الأمم المتحدة للإغاثة والتشغيل للاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط (UNRWA) أن الفلسطينيين في شمال قطاع غزة يواجهون حافة المجاعة بسبب سياسات إسرائيل القسرية التي تؤدي إلى حدوث كارثة إنسانية.
ويُذكر أن الفلسطينيين في شمال قطاع غزة يتعين عليهم طحن أعلاف الحيوانات لتناولها بسبب عدم توفر الدقيق بشكل كافٍ.
وعدا عن عدد وفيات الأطفال والنساء في غزة السالف الذكر، فإن أكثر من 70٪ من الجرحى هم من النساء والأطفال.
ورغم الإبلاغ عن وجود آلاف القتلى تحت الأنقاض، فإن المؤسسات الطبية والتعليمية التي يلجأ إليها الناس تتعرض للهجوم، مما يؤدي إلى تدمير البنية التحتية المدنية.
وفي حين يكافح الفلسطينيون من جهة للنجاة من هجمات الاحتلال الصهيوني والبقاء على قيد الحياة، يعانون أيضًا من مواجهة المجاعة بسبب العقبات التي تفرضها سلطات الاحتلال الصهيونية المجرمة على دخول المساعدات إلى المنطقة.
وقد حذرت الأمم المتحدة من أن 2.2 مليون شخص في قطاع غزة، الذي يتعرض لهجوم كثيف من قبل الكيان الصهيوني، يواجهون خطر المجاعة.
عدد القتلى المدنيين في الحرب الروسية الأوكرانية
ومع مرور عامين على بدء حرب روسيا وأوكرانيا، وفقًا لبيانات بعثة مراقبة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في أوكرانيا (HRMMU) التي نُشرت في 7 فبراير/شباط 2024، قتل في البلاد 10 آلاف و378 مدنيًا منذ بداية الحرب، بينهم 579 طفلاً و2992 امرأة، وجُرح 19 ألفاً و632 مدنيًا.
ومن بين هؤلاء، فإن 8 آلاف و95 شخصاً قتلوا على الأراضي الأوكرانية، في حين أن 2283 قتلوا في الأراضي التي ضمها النظام الروسي بشكل غير قانوني.
وتشير التقارير إلى أن الأرقام قد تكون أعلى بكثير.
ويعادل عدد وفيات الأطفال والنساء في غزة الذين قتلوا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 من قبل الكيان النازي الصهيوني أكثر من 6 أضعاف عدد النساء والأطفال الذين قتلوا في حرب روسيا وأوكرانيا في غضون عامين.
لا يوجد مكان آمن ليلجأ إليه سكان غزة
ومع بدء حرب روسيا وأوكرانيا، اضطر الملايين من النساء والأطفال الأوكرانيين إلى ترك بلادهم واللجوء إلى الدول المجاورة بسبب الهجمات.
ومنذ بداية الحرب، فقد قدمت الدول الأوروبية الدعم لأوكرانيا وفتحت أبوابها للمدنيين، خاصة النساء والأطفال.
من ناحية أخرى، يعيش حوالي 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، الذي يتعرض للحصار البري والجوي والبحري من قبل الكيان الصهيوني منذ عام 2007، في مساحة تقدر بنحو 365 كيلومتر مربع.
بسبب هجمات الكيان الصهيوني، لا يوجد مكان آمن في غزة يمكن للفلسطينيين اللجوء إليه.
ونتيجة لهجمات وقعت في شمال ووسط وجنوب غزة، لجأ نحو 1.5 مليون فلسطيني إلى مدينة رفح، التي تبلغ مساحتها حوالي 64 كيلومتر مربع.
وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، زاد عدد السكان في رفح من 280 ألف شخص قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى أكثر من 5 مرات بفعل هجرة الفلسطينيين النازحين، وهذا يظهر أن أكثر من نصف سكان غزة لجأوا إلى هذه القطعة الضيقة من الأرض.
ونظرًا لعدم وجود أماكن كافية، يكافح الفلسطينيون الذين لجأوا إلى رفح في مخيمات مؤقتة تتألف في الغالب من خيم.
وأعلنت قوات الاحتلال الصهيوني النازي مؤخرًا عن نيتها شن هجوم بري على رفح، مما يشير إلى أن الفلسطينيين الذين لجؤوا إليها قد يواجهون أيامًا صعبة إذا وقع الهجوم.
وبسبب التحديات والعراقيل التي تفرضها قوات الاحتلال الصهيوني، يتعذر توفير مساعدات كافية للمنطقة.
وكالة الأناضول تستعرض حالة المدنيين في غزة وأوكرانيا
وقد وثقت وكالة الأناضول (AA) حالة المدنيين في غزة وأوكرانيا بالصور منذ بداية الحرب.
وتُشبه الصور المؤلمة التي تعكس أبعاد الحرب في أوكرانيا والتي أصبحت جزءًا من الذاكرة، الصور اللامعة للهجمات الإسرائيلية على غزة.
كما تشبه النظرات اليائسة والرعب على وجهي امرأتين مصابتين؛ إحداهما أولينا كوريلو التي أصيبت في هجوم جوي نفذته روسيا على مدينة خاركيف الأوكرانية، والأخرى امرأة فلسطينية أصيبت جراء الهجمات الإسرائيلية على غزة.
كما أن تضرر الأماكن المقدسة ينعكس ألماً في قلوب الناس في الحروب، حيث تظهر الصور الملتقطة من قبل AA تشابهًا بين الكنيسة التي دمرها الهجوم في حي شيفشينكو في مدينة زابوروجيا الروسية وكنيسة القديس بورفيريوس الأرثوذكسية الرومانية التي تعرضت لأضرار وكانت تؤدي دورًا كمأوى للمدنيين في غزة.
كما أن صورة طفل يحتضن في الطابق السفلي لمستشفى الولادة في كييف أثناء هجوم روسيا وصورة طفل يُحمَل وهو مصاب عند نقله إلى مستشفى الشفاء في غزة، تكشف عن حالة المدنيين.
وتظهر صور امرأة كبيرة في العمر جالسة أمام منزلها الذي أصبح لا يصلح للسكن في قرية بوساد-بوكروفسك في أوكرانيا، بجانب صور امرأة تقف أمام منازل دمرت في مدينة رفح في غزة، وتُحفظ هذه الصور في الذاكرة كشاهد على الوحشية التي تعيشها المناطق.
وتُعتبر صور مرور المدنيين الأوكرانيين الذين غادروا البلاد إلى بولندا بعد الحرب وتجاوزهم الحدود في منطقة ميديكا، وصور المدنيين الذين اضطروا إلى الهجرة إلى المناطق الوسطى والجنوبية في غزة بسبب القصف الكثيف من قبل الكيان الصهيوني النازي، كـ “لقطات لا تتغير” في الحروب.
وتُظهر صور المدنيين الذين يحاولون إنقاذ ممتلكاتهم تحت الأنقاض في أوكرانيا وغزة أنهم يواجهون وضعًا مماثلاً، حينما نلقي نظرة على الصور التي التقطتها وكالة الأناضول.
إعداد وتحرير: عبد الجواد حميد