اقترح زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي إنشاء ميثاق القدس بمبادرة من دول المنطقة، وخاصة تركيا وسوريا والعراق ومصر.
ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير كوزال نت عن موقع قناة “OdaTV“، فقد أدلى رئيس حزب الحركة القومية التركية دولت باهتشلي بتصريح جديد بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين.
زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشيلي القائل “لقد بلغ الإرهاب الإسرائيلي حداً يستحيل حمله وإزالته وهضمه”، شدد على أنه “إذا استمر هذا الأمر، وإذا لم تتوقف الفظائع، وإذا استمرت الاعتداءات الصارخة على العقيدة وحقوق الإنسان، فإن الحرب العالمية أو الإقليمية ستكون الخيار الأخير”.
مقترح إنشاء ميثاق القدس
أكد رئيس حزب الحركة القومية التركي، دولت باهتشيلي، على ضرورة إنشاء ميثاق القدس بمبادرة من الدول الإقليمية، بما في ذلك تركيا وسوريا والعراق ومصر.
وقال باهتشيلي: “يجب محاكمة واعتقال نتنياهو الذي يواصل الإبادة ضد الفلسطينيين رغم معارضة العالم كله.”
وفيما يخص الهجمات الإسرائيلية على فلسطين، نشر باهتشيلي تصريحًا جاء فيه:
“الهجمات الإسرائيلية على غزة، التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مستمرة بدون توقف. تستمر إسرائيل، المدعومة من الولايات المتحدة، في هجماتها التي تحولت إلى إبادة جماعية ومأساة إنسانية. بينما يستشهد الآلاف من الرضع والأطفال والنساء والشيوخ بشكل همجي، لم تتخذ العالم ولا الدول الإسلامية أي خطوات فعالة لوقف هذه الإبادة. الإرهاب الإسرائيلي قد وصل إلى حد لا يمكن تحمله أو معالجته. إذا استمرت الوحشية ولم تتوقف، وإذا استمرت الهجمات المتكررة على القيم الإنسانية وحقوق الإنسان، فقد يظل خيار الحرب العالمية أو الإقليمية هو الخيار الأخير أمامنا. في هذه المرحلة، من الضروري أولاً تنفيذ نظام هدنة بسرعة لوقف الإبادة. ثم يجب اتخاذ خطوات سريعة لضمان السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. لهذا الغرض، يجب إنشاء ميثاق القدس بمبادرة من الدول الإقليمية، بما في ذلك تركيا وسوريا والعراق ومصر.”
تأكيد على التحالف الإقليمي
وشدد دولت باهتشيلي على أن “حزب الحركة القومية هو صوت ضمير الأمة التركية وعينها المتبصرة. بناءً على ذلك، فإن وقف إسرائيل التي تُدمر غزة اليوم، وتعتدي يوميًا على المسجد الأقصى في القدس، ولا تمنح الفلسطينيين في الضفة الغربية أي شعور بالأمان، هو رغبة الأمة التركية وأيضًا ضرورة ملحة من أجل السلام في المنطقة والعالم”.
أضاف باهتشيلي “لن يكون بالإمكان تحقيق كل ذلك بدون تضامن إقليمي قوي. يجب على الدول الإقليمية الرد بصدق وإيجابية على دعوات تركيا وجهودها. في هذا السياق، هناك حاجة إلى تحالف إقليمي أكثر تماسكا وقوة يشمل جميع أسس الحوار والتعاون الإقليمي المستند إلى فلسطين أو القدس بشكل أعمق وأقوى.
في عصر الإنسانية الحالي، حيث يتعين على المجتمعات الإسلامية أن تكون واحدة وصوتًا واحدًا، يجب أن يدرك الجميع أنه إذا لم ندافع عن حقوقنا، فإننا سنفقد شرفنا. قضية القدس ليست فقط مشكلة الفلسطينيين، بل هي قضية جميع المسلمين، وكذلك جميع من يهتمون بالعدالة والإنصاف. القدس هي مفتاح السلام والهدوء العالمي. إذا لم يُستخدم هذا المفتاح بشكل صحيح، فإن الفوضى الناتجة ستؤثر على الشرق الأوسط وتدمر العالم بأسره. حزب الحركة القومية سيواصل الدفاع عن كرامتنا وإيماننا وقضيتنا وحقوق الوجود والحياة للمظلومين حتى النهاية، ولن يتنازل في هذا السبيل. موقفنا هو مع الأبرياء ضد الطغاة، ومع الحق والحقيقة والعدالة ضد الوحوش ومآسي الإنسانية. لطالما أكدت تركيا على أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة فوراً على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هي الخيار الوحيد لتحقيق سلام دائم وحل دائم في الشرق الأوسط.”.
” نعتبرُ إنشاء ميثاق القدس ضروريًا”
وتابع دولت باهتشيلي “تركيا هي المدافعة الصادقة عن قضية فلسطين. تستمر الأمة التركية العزيزة، بمختلف أطيافها من حكومة ومعارضة، في هذه الكفاح. كحزب الحركة القومية، نعتقد أن الحفاظ على بيئة السلام والرفاهية والاستقرار في بلدنا مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتطورات الإقليمية. نولي أهمية كبيرة لاستقرار المنطقة السياسية والاقتصادية التي تقع ضمن دائرة أمن تركيا، وهي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من ناحية الأمن القومي. في هذا السياق، نرى أن إنشاء ميثاق القدس بمشاركة تركيا ودول إسلامية أخرى هو أمر ضروري لأمن بلادنا.
في المرحلة التي وصلنا إليها، أصبحت قدرة المنطقة على الوقوف على أقدامها، واستخدام إمكاناتها ومواردها لمستقبل شعوبها بدلاً من اتباع السياسات التي تفرضها الدول الإمبريالية، وكذلك تخليص دول المنطقة من كونها مركزًا للإرهاب الذي يمثل جريمة ضد الإنسانية، حاجة ملحة لجميع دول المنطقة. من الضروري تقديم حلول لبنية سوريا التي تنتج الفوضى ضمن إطار وحدة أراضيها وسيادتها لضمان استقرار المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، هناك مسؤولية إنسانية تتمثل في توفير الأمن والطمأنينة لجميع شعوب المنطقة وضمان تمتعهم بفضيلة العيش الكريم.”
“يمكن أن تتولى تركيا زمام المبادرة”
وواصل دولت باهتشيلي “في غزة، حيث يتم تجاهل القيم العالمية مثل الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان، ويومًا بعد يوم تفقد معناها، يجب أن تنتهي فورًا سياسة الإبادة التي تطبقها إسرائيل على الفلسطينيين المظلومين. يجب محاكمة نتنياهو واعتقاله، فهو يواصل ارتكاب المجازر متحديًا العالم بأسره. الوضع الحالي في غزة يبرز من جديد ضرورة الحل القائم على دولتين وفق شروط وحدود 1967. لذا، هناك حاجة ملحة إلى خطوة من شأنها أن توفر السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية في هذه المنطقة المأزومة، مما يتيح التشارك والتضامن.
يمكن لتركيا أن تقود إنشاء ميثاق القدس الذي سيُساهم في تحويل المنطقة إلى “حزام سلام”. إذ أن قدرة الدول الإقليمية على اتخاذ المبادرة وحل المشكلات الإقليمية بالتضامن والتعاون تعتبر حيوية لمستقبل المنطقة. من الضروري تحويل الهيكل المسبب للفوضى في هذه المنطقة إلى هيكل يُصدر الرفاهية والاستقرار إلى العالم. نعتقد أن هذه المبادرة ستلقى استجابة من البلدان المعنية وستكون خطوة تاريخية تغير مصير غزة والقدس والمنطقة بشكل جذري.”
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد