قالت مصادر صحفية أمس أن حالات الانتحار التي ظهرت نتيجة تداعيات الأحداث الدامية في المجتمع السوري، بدأت تظهر كما لو أنها عادية كأخبار الموت الأخرى.
ووفقاً لمتابعة كوزال نت ، منذ بداية العام الحالي 2022 ،وحتى نهاية حزيران من الماضي ، بلغ عدد حالات الانتحار المسجلة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام 93 حالة من بينهم 69 رجلاً و 24 امرأة.
وقد سجلت محافظة حلب أعلى معدل انتحار بين المحافظات ب25 حالة.
للإطلاع على المصدر اضغط هنا.
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام في سوريا، قال المدير العام للمؤسسة العامة للطب الشرعي د. زاهر حجو، أن دمشق تلي حلب ، بـ 19 حالة ثم طرطوس بـ 12 حالة انتحار.
وكان عام 2020 هو العام الذي شهد أكبر عدد من حالات الانتحار حيث بلغ عدد حالات الانتحار فيه 197 حالة ، بينما انتحر حوالي 124 شخصاً في عام 2019 و 166 خلال العام الماضي.
من ناحية أخرى ، سُجلت 31 حالة انتحار منذ بداية العام الجاري ، بينها 11 طفلاً و 11 امرأة و 9 رجال في مناطق سيطرة المعارضة السورية .
وبحسب المصدر ، تُشكل الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب والهوس وتعاطي المخدرات أبرز أسباب الانتحار ، بالإضافة إلى الصعوبات في تلبية الاحتياجات الأساسية ، وقد بدأت تظهر هذه الأمراض بشكل متكرر بين السوريين بسبب الإرهاب والحزن وانعدام الأمن وتفكك الأسرة ونقص الدعم الاجتماعي خلال سنوات الحرب.
و تظهر التقارير الغربية أن سوريا تحتل المرتبة الثانية ما قبل الأخيرة (162 من 163) في مؤشر السلام العالمي.
ومع تنامي هذه الظاهرة انخفض علاج الأمراض النفسية بسبب نقص الأطباء المختصين والمعالجين نتيجة الحرب والهجرة ، حيث يعمل في العيادات 70 طبيباً نفسياً فقط ، كما أن هناك مستشفيان فقط في سوريا للعلاج النفسي، هما مستشفى ابن سينا في دمشق ومستشفى ابن خلدون في حلب .
أما المستشفى النفسي الخاص الوحيد في ريف دمشق ، فهو خارج الخدمة منذ اندلاع الأحداث عام 2011.
كما أن المستشفيين المختصين بالأمراض النفسية يستقبلان فقط المصابين بأمراض عقلية شديدة ، ويُقدر عدد المرضى النفسيين في دمشق ما بين 20 و 30 حالة في اليوم. وبحسب الأرقام الرسمية ، هناك نقص خطير في الكوادر الطبية المتخصصة التي تتعامل مع هذه الحالات.
و في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور ، أصبح العلاج النفسي في العيادات باهظ التكلفة ، فالزيارة الواحدة للعيادة تكلف مبالغ طائلة، كما أن الأدوية الفعالة نادرة ومُكلفة جداً في حال توفيرها.