حظيت تصريحات وزارة الدفاع التركية الأخيرة حول قوات سوريا الديمقراطية، إضافة إلى توقيع مذكرة للتعاون العسكري بين أنقرة ودمشق، باهتمام واسع في وسائل الإعلام الإسرائيلية، ما دفعها إلى التخمين بأن صبر في تركيا في سوريا قد شارف على الانتهاء بعد مراوغات قسد المكشوفة والمفضوحة لكل من تركيا وسوريا.
صبر تركيا في سوريا على وشك النفاذ!
ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن صحيفة “Sabah” التركية، فقد نشرت صحيفة جيروزالِم بوست الصهيونية تقريراً بعنوان: “تركيا ستزود سوريا بأنظمة أسلحة ومعدات بموجب الاتفاق الجديد”، وأشارت فيه إلى أن “عدم تنفيذ الاتفاق الموقع في مارس/آذار، الذي كان ينص على دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن الهياكل السورية، أدى إلى نفاد صبر تركيا تدريجياً”.
تقرير أممي حول أحداث طائفية
وفي سياق متصل، أوضحت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا، في تقرير لها، أنها “لم تعثر على أي دليل يثبت وجود سياسة حكومية سورية رسمية أو تعليمات رسمية لارتكاب الهجمات” التي شهدتها المناطق الساحلية السورية وأسفرت عن سلسلة من جرائم قتل ذات طابع طائفي في مارس الماضي.
تحركات العشائر في تل أبيض
من جهة أخرى، أعلن عشيرة البقارة، إحدى أكبر العشائر في منطقة عملية نبع السلام التي نفذتها تركيا فقبل سنوات في محافظة الرقة – وتحديداً في مدينة تل أبيض – عن بدء مواجهة مفتوحة ضد قوات سوريا الديمقراطية.
كما أكد المئات من شباب العشيرة، المقيمين في تل أبيض التي كانت قد طُهرت من هذه القوات خلال عملية نبع السلام، أنهم مستعدون للقتال ضدها في المناطق الواقعة شرق نهر الفرات.
يذكر أن اتفاق 10 مارس/آذار الذي جرى توقيعه بين الرئيس السوري أحمد الشرع وبين قائد قسد مظلوم عبدي، الذي نصّ على دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن البنية الرسمية للدولة السورية، يشهد حالة من التسويف والمماطلة الواضحة من جانب هذه القوات، ما أثار استياءً متزايداً لدى تركيا.
فبدلاً من المضي في خطوات عملية لتنفيذ بنود الاتفاق، لجأت قسد إلى إطالة أمد المفاوضات وطرح ذرائع أمنية وسياسية لتأجيل دمجها، الأمر الذي انعكس على المشهد الميداني بتعقيد أكبر. هذه المماطلة اعتُبرت دليلاً على غياب الجدية، وأدت إلى تصاعد التوتر مع أنقرة التي رأت في ذلك تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة وفرصة ضائعة لإيجاد تسوية دائمة.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد