الاشتباكات دخلت يومها الخامس: ماذا يحدث على الحدود اللبنانية السورية؟

تتواصل الاشتباكات على الحدود اللبنانية السورية لليوم الخامس على التوالي، في حين أرسل الجيش اللبناني تعزيزات عسكرية إلى المنطقة.

ووفقاً لمتابعة فريق تحرير منصة كوزال نت، واندلعت المواجهات بين العشائر عقب إطلاق السلطات السورية في دمشق حملة لمكافحة التهريب، ما أدى إلى امتداد التوترات على طول الحدود اللبنانية السورية.
وعقب تصاعد الاشتباكات وفي ظل التصعيد، تكثفت الاتصالات الدبلوماسية سعياً لحل الأزمة.

كيف بدأت الاشتباكات؟

وكان جهاز الأمن العام السوري وإدارة العمليات العسكرية التابعة للإدارة الجديدة في سوريا، قد أطلقوا في السادس من فبراير/شباط، عملية عسكرية في المنطقة الحدودية.
وأعلنت القوات السورية عن تنفيذ عملية ضد عصابات التهريب في منطقة القصير بريف حمص الجنوبي الغربي، متهمة هذه الجماعات بتزويد حزب الله بالأسلحة وتهريب المخدرات.
وخلال العمليات، استُهدفت قرى يقطنها أفراد من عشائر لبنانية متورطة في عمليات التهريب.

وبعد فرض سيطرتها على معظم القرى الحدودية، خاضت القوات السورية اشتباكات مسلحة مع مسلحين يتبعون للعشائر.
ورداً على ذلك، دعت العشائر اللبنانية، في السابع من فبراير/شباط، السلطات السورية إلى وقف استهداف أبنائها.
وعلى الرغم من التوصل إلى هدنة قصيرة بين دمشق والعشائر، فقد تجددت الاشتباكات في الثامن من فبراير/شباط.

كيف كانت ردة فعل الجيش اللبناني؟

وأصدر الرئيس اللبناني الجديد، جوزيف عون، أوامراً للجيش بالرد على مصادر النيران القادمة من الأراضي السورية.
ووجّه الجيش اللبناني تعليمات إلى الوحدات المنتشرة على الحدود باستخدام “الأسلحة المناسبة” للرد. كما أقامت القوات العسكرية نقاط مراقبة على طول الخط الحدودي، وكثّفت دورياتها الأمنية.

وبالتزامن مع ذلك، أرسل الجيش تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، حيث تم نشر وحدات جديدة، خصوصاً في منطقة مشاريع القاع. واتخذت القوات اللبنانية إجراءات أمنية مشددة، بما في ذلك إقامة حواجز مؤقتة، بهدف حماية المدنيين وتعزيز الأمن في المناطق الحدودية.

ما هي المناطق المتأثرة بالاشتباكات على الحدود اللبنانية السورية؟

وقد امتدت الاشتباكات إلى معظم المناطق الواقعة على الحدود اللبنانية السورية، حيث تشهد المنطقة الممتدة من سقيّة جوسيه وصولاً إلى ضواحي الهرمل مواجهات عنيفة.
ويستمر القتال بشكل مكثف على محور مطربا، في حين تستهدف القوات السورية المناطق الحدودية اللبنانية بإطلاق الصواريخ.

وتعيش بلدتا القصر وسحلات الماء حالة من المواجهات المستمرة منذ أربعة أيام، بينما تتعرض مناطق تقطنها عشيرة جعفر لقصف مدفعي وصاروخي من الجانب السوري. وحتى بعد ظهر يوم الأحد، سقطت خمسون قذيفة صاروخية ومدفعية على الأراضي اللبنانية، مصدرها القوات السورية.

كيف يتأثر المدنيون؟

وأعلن مخاتير منطقة الهرمل أن سلامة المدنيين وأمن ممتلكاتهم باتا في خطر، حيث أسفرت الهجمات القادمة من سوريا عن سقوط ضحايا مدنيين وإصابة العديد بجروح. ونقل الصليب الأحمر اللبناني أكثر من 20 مصاباً إلى مستشفيات الهرمل.

وطالت عمليات القصف والهجمات على الأهداف المدنية مقابر بلدة سحلات الماء، فيما تم إخلاء عدد من المناطق السكنية. وفي بلدة شوجر، عمد السكان إلى إغلاق الطرق احتجاجاً على أنشطة التهريب التي تجري بدعم من حزب الله اللبناني.
كما مُنع المدنيون من العودة إلى منازلهم وسط استمرار التوترات.

كيف تجري المباحثات الدبلوماسية؟

تتواصل الاتصالات رفيعة المستوى بين لبنان وسوريا لخفض التصعيد على الحدود اللبنانية السورية، حيث أجرى الرئيس اللبناني جوزيف عون، يوم السبت، اتصالاً هاتفياً بنظيره السوري أحمد الشرع. وأفادت مصادر دبلوماسية بأن المحادثات مستمرة في محاولة لخفض حدة التوتر.

ومع ذلك، أكدت مصادر عسكرية أنه لا توجد مؤشرات على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن سوريا قررت إخلاء القرى الحدودية.
كما لوحظ تراجع حدة الاشتباكات خلال ساعات الليل بسبب الظروف الجوية، في حين تزداد وتيرتها خلال النهار.

الكيان الصهيوني يواصل عملياته في لبنان على الرغم من وقف إطلاق النار

 

ورغم سريان وقف إطلاق النار، يواصل الجيش الصهيوني عملياته العسكرية في سهل البقاع وجنوب لبنان.
وشنت المقاتلات الصهيونية غارة استهدفت نفقاً تحت الأرض يمتد من الأراضي السورية إلى داخل لبنان، والذي يُعتقد أنه كان يُستخدم لنقل الأسلحة لحزب الله، علماً بأنه تعرض للاستهداف سابقاً. كما استهدفت القوات الإسرائيلية منصات أسلحة وصواريخ تابعة لحزب الله.

وفي محافظة النبطية، تعرضت مناطق عزّة، بيفروية وزفتا للقصف الإسرائيلي، فيما قصفت المقاتلات مرتفعات جبل الريحان بين صيدا والريحان. من جهتها، أفادت قناة MTV بأن الجيش الإسرائيلي استهدف معبر كالد السبعة الحدودي قرب الهرمل. وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، يواصل الكيان الصهيوني خرق الهدنة بشكل يومي.

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

إدارة العمليات العسكريةاشتباكات على الحدود اللبنانية السوريةالأمن العام السوريالتهريب على الحدود السورية اللبنانيةالتوتر بين سوريا ولبنانالجيش السوريالجيش اللبنانيالحدود السورية اللبنانيةالحدود اللبنانية السوريةالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرعالرئيس اللبناني جوزيف عونالعشائر اللبنانية على الحدود السورية اللبنانيةالمناطق المتأثرة بالاشتباكات على الحدود اللبنانية السوريةحدود سوريا ولبنانحدود لبنان وسورياسورياعصابات تهريب المخدرات والسلام على الحدود اللبنانية السوريةلبنانمناطق الاشتباكات على الحدود اللبنانية السورية