أعرب الرئيس السوري أحمد الشرع عن تطلعه لتعزيز العلاقات السورية التركية وتحويلها إلى تعاون استراتيجي وثيق، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب لقائه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المجمع الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة.
ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن وكالة الأناضول التركية الرسمية، وجّه الرئيس السوري الشرع شكره العميق للرئيس أردوغان على دعوته، وللشعب التركي على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، مشددًا على أن “الشعب السوري لن ينسى الموقف التاريخي للدولة والشعب التركي، الذين فتحوا أبوابهم لملايين اللاجئين، مؤكداً أن هذا التضامن بلغ ذروته في السنوات الأخيرة عندما امتزج الدم السوري والتركي في معارك التحرير.”
كما أكد الشرع أن دعم تركيا للنجاحات السياسية والاقتصادية للإدارة السورية الحالية يحمل أهمية كبيرة على صعيد ضمان استقلال البلاد، ووحدة أراضيها، وأمنها القومي.
وأشار الرئيس الشرع إلى أن العلاقات السورية التركية تستند إلى روابط تاريخية متينة، مضيفًا أن الشعب والقيادة التركية، رغم كل التحديات التي واجهوها، حافظوا على قوة هذه العلاقات وساهموا في تعزيزها.
العلاقات السورية التركية تاريخية وستستمر عبر الأجيال
وأكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن العلاقات العميقة والتاريخية بين الشعبين السوري والتركي ستظل قائمة وستمتد عبر الأجيال، مشددًا على التزامهم بتحويل هذه العلاقات إلى شراكة استراتيجية شاملة.
وأضاف الشرع:
“نعيد التأكيد على عزمنا في تحويل هذه العلاقات إلى شراكة استراتيجية متينة في جميع المجالات. وفي هذا الإطار، أطلقنا تعاونًا مشتركًا في الجوانب الإنسانية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. كما نعمل معًا على ملفات استراتيجية رئيسية، وفي مقدمتها وضع استراتيجية مشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية في المنطقة. هذه الجهود تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار المستدام لسوريا وتركيا. خلال لقائنا، بحثنا التهديدات التي تستهدف وحدة الأراضي السورية في شمال شرق البلاد، كما ناقشنا أهمية الضغط الدولي لضمان انسحاب إسرائيل من المنطقة العازلة جنوب سوريا، وتفعيل اتفاق 1974.”
وأشار الشرع إلى أن البلدين يعملان على تعزيز الشراكات التجارية والاستثمارية، خاصة في مجال إعادة تأهيل البنية التحتية، بهدف دعم الاقتصاد وبناء مستقبل تنموي أكثر استقرارًا.
وأعرب عن شكره للرئيس أردوغان على دعوته الكريمة والأجواء الإيجابية التي سادت اللقاءات، مشيدًا بجهود الرئيس التركي في دعم نجاح المرحلة الانتقالية، وحرصه على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
وفي ختام حديثه، أعرب الشرع عن تشرفه بدعوة الرئيس أردوغان لزيارة سوريا في أقرب وقت ممكن.
أردوغان: زيارة الشرع إلى تركيا تاريخية وتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والصداقة
أكد الرئيس التركي أردوغان أن أنقرة ودمشق متفقتان في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشددًا على أن تركيا لم تتخلَّ عن أشقائها السوريين في أصعب الظروف، وستواصل تقديم الدعم لهم في المرحلة المقبلة.
وأشار إلى أن السياسة التركية تجاه سوريا لطالما ارتكزت على احترام وحدة أراضيها وسلامتها، معتبرًا أن زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى أنقرة تشكل محطة تاريخية تمهّد لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون الدائم بين البلدين.
وأضاف أردوغان: “ناقشت مع أخي العزيز الشرع الخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها لضمان الأمن والاستقرار الاقتصادي في سوريا، وأكدت له استعداد أنقرة لتقديم كل أشكال الدعم لمكافحة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله.”
وأعرب عن ثقته في أن التعاون المشترك مع سوريا سيجعل المنطقة خالية من الإرهاب، وسيساهم في تعزيز أجواء السلام والازدهار، مؤكدًا استعداد تركيا للمشاركة في جهود إعادة إعمار المدن السورية المتضررة.
كما أبدى تفاؤله بأن التنمية الاقتصادية المتسارعة في سوريا ستسهم في تسريع وتيرة العودة الطوعية للاجئين السوريين، مشددًا على أن السوريين الذين ألهموا المنطقة بصمودهم سيعيدون بناء وطنهم من جديد.
ودعا أردوغان العالمين العربي والإسلامي إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي للإدارة الجديدة في سوريا وشعبها خلال هذه المرحلة الحساسة.
وفي سياق العلاقات السورية التركية الثنائية، أوضح أن تركيا تعمل على تطوير شراكة متعددة الأبعاد مع سوريا تشمل مجالات التجارة والطاقة والطيران المدني والصحة والتعليم، مشيرًا إلى أن بلاده أثبتت منذ البداية وقوفها إلى جانب الشعب السوري دون تردد.
وختم بالإشارة إلى أن أنقرة افتتحت سفارتها في دمشق، أعقبها افتتاح القنصلية العامة في حلب، بعد تولي الإدارة السورية الجديدة زمام الحكم، في خطوة تعكس عمق الالتزام التركي بدعم استقرار سوريا ومستقبلها.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد