أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا والسفير الأمريكي في أنقرة توماس بارّاك، أن الكيان الصهيوني يفضّل تقسيم سوريا على وحدتها، مشدداً على دعم واشنطن للحكومة الانتقالية، وموجهاً انتقادات مباشرة لممارسات الاحتلال.
وفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن موقع “bbc بالتركية” قال توم باراك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا والسفير في أنقرة، أن الكيان الصهيوني يُفضِّلُ تقسيم سوريا على وحدتها، في تصريح أثار تفاعلاً واسعاً، تزامناً مع تأكيده دعم الحكومة الانتقالية وانتقاده لتدخلات الاحتلال الصهيوني في سوريا.
وأشار باراك إلى أن سوريا لا تزال خارجة من سنوات من الحرب والصراعات الطائفية، وقال إنهم لا يملكون خطة بديلة للتعاون مع الحكومة السورية.
باراك: التدخلات الأخيرة تكشف أن الكيان الصهيوني يفضّل تقسيم سوريا على وحدتها
انتقد باراك التدخلات التي ينفذها الكيان الصهيوني في سوريا، واصفاً إياها بأنها جاءت في توقيت سيئ، وتُعقّدُ الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وخلال أسبوع من القتال بين الجماعات الدرزية والبدو المسلحين والقوات الحكومية جنوب سوريا، شنّت طائرات الاحتلال غارات جوية استهدفت مقر وزارة الدفاع السورية في العاصمة دمشق، وهدفاً آخر بالقرب من القصر الرئاسي.
ويزعم الكيان الصهيوني أن تدخله جاء لحماية الأقلية الدرزية ومنع سقوط المنطقة في قبضة القوات المسلحة السنية.
وفي المقابلة التي أجرتها معه وكالة “أسوشيتد برس”، أوضح باراك أن الضربات لم تُطلب من الولايات المتحدة، وأن واشنطن لم تشارك في اتخاذ القرار.
ومع ذلك، علّق باراك بالقول إن التدخل العسكري الصهيوني يفتح فصلاً جديداً محيّراً للغاية.
قال السفير الأمريكي: “يبقى السؤال الآخر ما إذا كنتم ستقبلون بتدخل إسرائيل في شؤون دولة ذات سيادة.”
كما شدد على أن القتل والانتقام والمجازر من كلا الجانبين غير مقبول في الصراع الدائر جنوب سوريا.
وتابع باراك قائلًا: “أعتقد أن الحكومة الحالية، وعلى الرغم من مواردها المحدودة، تبذل قصارى جهدها لمواجهة التحديات المتمثلة في الجمع بين مجتمع متنوع”.
وكانت الاشتباكات بين الجماعات الدرزية والقبائل البدوية قد بدأت في 13 تموز/يوليو في محافظة السويداء، الواقعة قرب الحدود مع الكيان الصهيوني.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمقتل أكثر من ألف شخص جراء هذه الاشتباكات الدامية.
وتُعد سوريا موطناً لحوالي 700 ألف درزي قبل اندلاع الثورة عام 2011، ولا تزال أغلبية هذه الأقلية تعيش في محافظة السويداء.
كيف تنظر الولايات المتحدة إلى العلاقة بين أنقرة ودمشق؟
كما شارك “باراك” مؤخراً في المفاوضات التي جرت بين النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وعلّق أيضاً على التصريح بشأن إمكانية تقديم تركيا دعماً عسكرياً لسوريا.
وتعتبر تركيا قوات سوريا الديمقراطية، التي يشكّل وحدات حماية الشعب (YPG) عمودها الفقري، منظمةً إرهابية، وتطالب بإنهاء وجودها الفعلي في سوريا.
وشدد باراك على أن الولايات المتحدة لم تتبنَّ موقفاً بشأن احتمال توقيع اتفاق دفاعي بين تركيا وسوريا في أعقاب الهجمات التي نفذها الكيان الصهيوني، موضحاً: “ليس من شأن الولايات المتحدة، وليس من مصلحتها، أن تملي على أي من دول العالم ما يجب أن تفعله مع بعضها البعض”.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع التركية زكي أكتورك، قد وصف في بيان الأسبوع الماضي الغارات الجوية للكيان الصهيوني على العاصمة دمشق بأنها استفزاز واضح، مؤكداً استعداد أنقرة لتقديم الدعم العسكري لدمشق إذا دعت الحاجة.