بدأت أمس القوات العسكرية السورية تنفيذ المرحلة الثانية من عملياتها ضد فلول النظام البائد في الأرياف والجبال، وذلك عقب استعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل السوري.
وتهدف هذه المرحلة إلى ملاحقة العناصر المتبقية من فلول النظام السابق، وسط تصعيد في العمليات العسكرية الرامية إلى إحكام السيطرة على المناطق المحررة ومنع أي محاولات لزعزعة الاستقرار.
وفقًا لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن إدارة العمليات العسكرية، شهدت الساعات الأخيرة تطورات ميدانية متسارعة، حيث شنت مجموعات من فلول النظام هجومًا على قسم غاز بانياس في محاولة لاستهداف البنية التحتية، إلا أن قوات جهاز الأمن الداخلي تصدت للهجوم وأفشلته.
وأسفرت الاشتباكات الدائرة في الساحل عن سقوط عدد من الشهداء الذين كانوا في الصفوف الأمامية للتصدي لمحاولات الاختراق، وسط تأكيدات رسمية بأن هذه الاعتداءات تأتي في إطار مساعٍ مستمرة لعرقلة الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار الأمني.
وفي تطور آخر، تم العثور على مقبرة جماعية في أحد أودية مدينة القرداحة، تضم عددًا من عناصر قوات الأمن العام الذين استهدفتهم فلول النظام أثناء تأديتهم لواجبهم، قبل أن يتم دفنهم في محاولة لطمس معالم الجريمة.
تصاعد المواجهات ضد فلول النظام البائد واستمرار الجهود الأمنية
وفي السويداء، نفت مصادر أمنية صحة المزاعم المتداولة بشأن وجود توترات أمنية أو استقدام تعزيزات عسكرية إلى المدينة، مؤكدة أن فلول النظام البائد تحاول تأجيج الفتنة عبر نشر خطاب تحريضي يستهدف النسيج الاجتماعي.
وشددت المصادر على أن الأجهزة الأمنية قطعت شوطًا كبيرًا في إعادة هيكلة المؤسسات التي تضررت بفعل سياسات النظام السابق، في إطار الجهود المستمرة لضمان الاستقرار. وفي هذا السياق، جرى التوصل إلى اتفاق مع وجهاء منطقة مصياف بريف حماة، أسفر عن تسليم كميات من الأسلحة إلى إدارة الأمن العام، فيما أُرسلت تعزيزات إضافية إلى المنطقة لتعزيز الأمن وفرض الاستقرار.
من جانبها، كشفت وزارة الدفاع السورية تفاصيل ما جرى ليلة الثامن من مارس/آذار، مشيرة إلى أن هجمات ما يسمى بـ”المجلس العسكري لتحرير سوريا” شهدت في ساعاتها الأولى تقدمًا على نقاط استراتيجية داخل المدن الكبرى ومراكز محافظتي اللاذقية وطرطوس، إلى جانب مدينة جبلة، قبل أن تتمكن القوات من استعادة السيطرة واحتواء الموقف.
ومع استمرار العمليات العسكرية، صدر قرار رئاسي بتشكيل لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار في المناطق المحررة وإحباط أي محاولات لإعادة الفوضى إليها.