قال خبراء اقتصاديون أمس، إن نظام بشار الأسد يهدف إلى تحويل العملات الأجنبية للسوريين في أوروبا إلى البلاد من خلال تخفيض قيمة العملة المحلية، الليرة السورية، في مشتريات النقد الأجنبي والتحويلات المالية إلى سوريا.
ووفقا لما نقلته كوزال نت عن وكالة الأناضول التركية، فإن نظام الأسد، -الذي خفض قيمة الليرة السورية بنسبة 50 % في 3 كانون الثاني / يناير 2023،- قد خفض قيمة العملة المحلية مرة أخرى بمقدار النصف تقريبا مطلع فبراير/شباط الحالي، وبهذا يكون النظام قد ذهب إلى تخفيض قيمة العملة للمرة الثانية خلال شهر واحد.
وبحسب التفاصيل، فقد قام البنك المركزي لنظام الأسد، بتحديث سعر العملات الأجنبية الواردة من مكاتب تحويل الأموال الدولية والبنوك في البلاد.
وبعد تخفيض قيمة الليرة السورية، ارتفع سعر صرف الدولار الواحد أمامها من 4 آلاف و500 إلى 6 آلاف و650 ليرة سورية، وبدءا من 2 شباط/فبراير الحالي، أصبح الدولار الواحد يساوي 6 آلاف و900 ليرة سورية في السوق السوداء بدمشق.
العلاقة بين قرار نظام الأسد بتخفيض قيمة الليرة السورية والعملات الأجنبية
وفي السياق، أجرى خبراء اقتصاديون سوريون تقييماً لقرار تخفيض البنك المركزي لنظام الأسد لقيمة الليرة السورية مقابل العملة الأجنبية لمراسل الأناضول.
وقال الباحث السوري في مركز جسور للأبحاث خالد تركوي أن نظام الأسد يحاول جمع أكبر قدر ممكن من النقد الأجنبي لتلبية احتياجاته، وبهذه الطريقة يهدف النظام إلى تغطية نفقاته من الوقود والغذاء والحرب.
ومشيرا إلى أن النظام اتخذ هذا القرار من خلال عقد اجتماعات عديدة مع التجار، قال تركوي إن النظام يهدف إلى إجراء تحويلات مالية بهذه الطريقة من خلال “مراكز تحويل الأموال المرخصة”.
وأوضح تركوي أن النظام يحاول إدخال العملة الأجنبية إلى البلاد من خلال السوريين الذين يعيشون في أوروبا ومنظمات الإغاثة بهذه الطريقة، لكن النظام سيطبع المزيد من العملة المحلية مقابل ذلك.
وأضاف تركوي أن النظام سيطبع الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية في بيئة لا توجد فيها زيادة في الإنتاج والصناعة في البلاد، مشددا على أن ذلك سيؤدي ذلك إلى انخفاض قيمة الليرة مرة أخرى.
بدوره، أشار كبير الباحثين في قسم الدراسات الاستراتيجية في شركة عمران، سنان حتاحت، إلى أن النظام اختار هذا المسار من أجل توفير المزيد من تدفق العملات النقدية الأجنبية إلى البلاد عبر السوريين في الخارج.
وأشار حتاحت إلى أن نظام الأسد يتخذ مثل هذه الخطوات منذ عام ونصف العام، مؤكدا على أن النظام يسعى إلى زيادة التحويلات المالية من خلال المكاتب التي تعمل بالتعاون معه.
واختتم حتاحت حديثه بالتأكيد على أن البنك المركزي السوري قد لجأ إلى هذا الأسلوب من أجل زيادة تدفق النقد الأجنبي إلى البلاد وإحياء الأنشطة التجارية والصناعية.