دعت سوريا إلى إعادة تطبيق اتفاق فصل القوات الموقع مع الكيان الصهيوني عام 1974، والخاص بإنشاء “منطقة عازلة” على خطوط التماس في الجولان المحتل.
جهود سورية لإعادة تفعيل اتفاق فصل القوات
ووفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت، جاء ذلك على لسان وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني، الذي أكد في بيان صدر يوم الجمعة عقب اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو، استعداد دمشق للعمل مع واشنطن لإعادة تفعيل الاتفاق.
من جانبه، أوضح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أنه ناقش مع الشيباني ملفات متعددة، شملت “مكافحة الإرهاب، والنفوذ الإيراني، والعلاقات السورية-الإسرائيلية، بالإضافة إلى مسألة إزالة ما تبقى من برنامج الأسلحة الكيميائية التابع لنظام الأسد”.
وفي سياق متصل، كشف توماس باراك، السفير الأمريكي في أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، في مقابلة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الخميس الماضي، أن واشنطن دخلت على خط الوساطة لإبرام اتفاق تطبيع بين سوريا والكيان الصهيوني.
وكان وزير الخارجية الصهيوني جدعون ساعر قد صرّح الإثنين بأن تل أبيب تسعى إلى تطبيع العلاقات مع كل من سوريا ولبنان، إلا أنه شدد على أن مرتفعات الجولان ستبقى “جزءاً لا يتجزأ من أراضي الكيان الصهيوني” في أي اتفاق مستقبلي محتمل.
في المقابل، نقلت وسائل الإعلام الرسمية السورية، في تقارير نشرتها الأربعاء، أن “الحديث عن توقيع اتفاق تطبيع مع الكيان الصهيوني لا يزال مبكرًا”، في موقف يعكس تحفظ دمشق تجاه المسار المطروح.
الاحتلال الصهيوني للجولان السوري
تجدر الإشارة إلى أن الكيان الصهيوني تحتل مرتفعات الجولان السورية منذ عام 1967، وقد تم توقيع اتفاق فصل القوات عام 1974 بين الجانبين برعاية الأمم المتحدة، نص على إنشاء منطقة عازلة ومنطقة منزوعة السلاح.
إلا أن الوضع الميداني شهد تحولاً كبيراً بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث دخل الجيش الصهيوني في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى المنطقة العازلة، مبرراً الخطوة بدواعٍ أمنية ومؤكداً أنها “إجراء مؤقت”. غير أن القوات الصهيونية لا تزال تواصل وجودها داخل المنطقة حتى الآن.
وفي خطوة أثارت جدلاً واسعاً، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى عام 2019 إعلانًا يعترف بسيادة الكيان الصهيوني على مرتفعات الجولان، لتصبح الولايات المتحدة الدولة الوحيدة في العالم التي تعترف رسمياً بهذا الاحتلال.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد