قالت صحيفة ذا إيكونوميست البريطانية أن المسؤولين الأتراك يتجولون في القواعد الجوية في سوريا منذ أسابيع، يخططون لتجهيز بعضها بأنظمة الدفاع الجوي والطائرات المسيرة المسلحة.
ووفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن صحيفة “ذا إيكونوميست البريطانية، “قيل إن التحضيرات مستمرة لتسيطر تركيا على قاعدة T4 الجوية القريبة من تدمر. ثم جاءت الهجمات الإسرائيلية في وقت متأخر من يوم 2 أبريل/نيسان 2025، إذ قصفت الطائرات الإسرائيلية مدرج قاعدة T4 وأنظمة الرادار الخاصة بها، كما استهدفت أيضاً ما لا يقل عن قاعدتين وأهداف عسكرية أخرى في سوريا.
كاتس: سيدفعون ثمنًا باهظًا
جاء الرد من تل أبيب لأولئك الذين تبقى لديهم شكوك بشأن قلق إسرائيل من أنشطة تركيا في سوريا، إذ حذّر وزير الخارجية الصهيوني جدعون ساعر من أن سوريا تواجه خطر الوقوع تحت حماية تركيا.
بدوره حذّر وزير الدفاع الصهيوني إسرائيل كاتس من أن زعماء سوريا “سيدفعون ثمنًا باهظًا” إذا سمحوا للقوى المعادية للكيان الصهيوني بدخول سوريا وتعريض مصالح تل أبيب الأمنية للخطر.
ذا إيكونوميست البريطانية: “إسرائيل تبدو عازمة على إبقاء سوريا ضعيفة ومنقسمة”
تشعر إسرائيل بالقلق من أبعاد تدخل تركيا في سوريا بما في ذلك خططها لإنشاء قواعد عسكرية وتزويد الجيش الجديد للحكومة الناشئة بالسلاح.
في المقابل تخشى تركيا أن إسرائيل ترغب في انهيار أو تقسيم سوريا. كل من البلدين يتهم الطرف الآخر بالاستعداد للحرب عبر وكلاء.
وفي إطار ذلك، تذكر صحيفة ذا إيكونوميست البريطانية تبدو إسرائيل عازمة على إبقاء سوريا ضعيفة ومنقسمة، إذ أن الهجمات المتتالية التي شنتها على بنية الجيش السوري القديم أدت إلى تدمير الغالبية العظمى من الطائرات السوفيتية الصنع لنظام الأسد.
الدبلوماسي التركي السابق ألبر كوشكون، الذي يعمل حاليا في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، يقول: “لقد قضت إسرائيل على كل القدرات العسكرية التي رأت فيها تحديًا محتملاً لمصالحها الأمنية”.
ما هي مخاوف الكيان الصهيوني؟
المسؤولون الصهاينة لا يثقون بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، الذي وصفه كاتس بأنه “إرهابي جهادي من مدرسة القاعدة”، رغم أن الشرع وعد بمنع بلاده من أن تصبح مركزًا للأجانب المتطرفين كما كانت في عهد آل الأسد.
لكن المسؤولين الإسرائيليين يخشون من أن الزعيم الجديد لسوريا، المدعوم من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد يستقبل قريبًا حماس.
ويختلف الكيان الصهيوني وتركيا أيضا بشأن الحكم، إذا اقترحت إسرائيل بوضوح نموذجًا فدراليًا لسوريا يكون فيه للأقليات المختلفة، بما فيها الأكراد والعلويين، استقلالية واسعة، مدعيةً أن مذابح الجماعات المسلحة الموالية للحكام الجدد في سوريا التي راح ضحيتها مئات المدنيين العلويين تظهر أن الشرع غير جدير بالثقة.
فكر الشرع وحلفاؤه الأتراك في نظام مختلف تمامًا: حكومة مركزية قوية يرأسها رئيس ذو سلطات تنفيذية واسعة.
إذ وقع الشرع في 13 مارس/آذار 2025 دستورًا جديدًا يعتمد على مثل هذا النموذج. قبل ذلك بقليل، وافقت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تتكون أساسًا من الأكراد وتحكم جزءا كبيرا من شمال شرق سوريا، على الانضمام إلى الحكومة المؤقتة.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد