شهدت مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية تصعيداً جديداً مع قصف الاحتلال الإسرائيلي لقوات الجيش السوري التي دخلت المدينة، وسط تحذيرات أمريكية عاجلة من تصاعد التوتر في سوريا.
وفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن صحيفة “Milliyet” التركية، وصلت الاشتباكات التي اندلعت يوم الأحد 13 الشهر الجاري بين الجماعات الدرزية والبدو إلى مرحلة تصعيد جديدة.
وفي وقت سابق من الثلاثاء، أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة وقف إطلاق النار في السويداء، بعد التوصل إلى اتفاق مع قيادات المجموعات المحلية لنشر قوات الأمن في المدينة.
رغم ذلك، دعا الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، المقاتلين المحليين إلى الاستمرار في المقاومة.
وانتشرت قوات الجيش السوري في محافظة السويداء للمرة الأولى منذ سنوات، في خطوة تُعد الأوسع منذ بدء التوترات ضد حكم الأسد.
وفي الوقت نفسه، عادت الاشتباكات لتشتد مجدداً عقب البيان الذي أصدره الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ حكمت الهجري.
قصف الاحتلال الإسرائيلي للسويداء بذريعة حماية الدروز يشعل التوتر السياسي
ونفذ الاحتلال الصهيوني هجوماً بالصواريخ الثقيلة استهدف مواقعاً في منطقة السويداء، حيث زعم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه أمر بشن ضربات على القوات السورية والأسلحة الموجودة هناك، بحجة أن الحكومة السورية تخطط لاستخدامها ضد الدروز.
من جانبها، أدانت دمشق هذا التصعيد، مؤكدة أن الهجمات أسفرت عن ارتقاء شهداء في صفوف الجيش السوري والمدنيين.
وفي بيان صدر مساء الثلاثاء، حمّلت وزارة الخارجية السورية الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن قصفها للسويداء وما قد يترتب عليه من تبعات في جنوب سوريا.
واشنطن تضغط لوقف قصف الاحتلال الإسرائيلي للسويداء
كشف موقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي، نقلاً عن مسؤول في إدارة ترامب، أن الولايات المتحدة طلبت من الاحتلال الصهيوني وقف هجماته على مواقع الجيش السوري.
ووفقاً للتقرير، وافق الاحتلال على وقف القصف اعتباراً من مساء الثلاثاء. في السياق نفسه، نقلت “بي بي سي عربي” عن أحد سكان السويداء قوله إن الوضع في المدينة “كارثي”، مشيراً إلى أن الأهالي “يفرّون إلى الريف” هرباً من إطلاق النار العشوائي، رغم فرض السلطات السورية حظر تجول صارم.
الاحتلال الصهيوني يعد بوقف القصف على السويداء ويهدد بالتصعيد لاحقاً
وأفادت القناة الـ 12 العبرية، نقلاً عن مصدر أمريكي، أن الولايات المتحدة طلبت من الاحتلال الصهيوني وقف ضرباته العسكرية على جنوب سوريا.
وبحسب المصدر ذاته، تعهّد الاحتلال بوقف الهجمات اعتباراً من مساء يوم الأربعاء 16 الشهر الجاري.
وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة “هآرتس” عن مصدر أمني صهيوني قوله إن الاحتلال مستعد لتكثيف هجماته على سوريا إذا لزم الأمر، رغم تراجع وتيرة الاشتباكات في السويداء تدريجياً.
كيف بدأت الاشتباكات في السويداء بين الدروز والبدو؟
وبدأت الاشتباكات في السويداء عقب اختطاف تاجر درزي وسرقة ممتلكاته على طريق دمشق السريع يوم الجمعة الماضي، حسب تقارير محلية.
وفي يوم الأحد 13 تموز/يوليو 2025، أفادت هيئة الإذاعة البريطانية بأن مجموعات درزية مسلحة حاصرت حي المقاصف البدوي ثم استولت عليه، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين الطرفين.
امتدت الاشتباكات لاحقاً إلى مناطق أخرى في محافظة السويداء، حيث شنت مجموعات البدو هجمات على القرى والبلدات الدرزية المحيطة بالمدينة.
وأفادت التقارير بأن عدد القتلى وصل إلى 30 شخصاً، فيما أعلنت وزارة الداخلية السورية بالتعاون مع وزارة الدفاع التدخل لاستعادة النظام، مشيرة إلى أن التصعيد الخطير يحدث في ظل غياب المؤسسات الرسمية المعنية.
شهدت السويداء ليلة الأحد فترة وجيزة من الهدوء، وفقاً لموقع السويداء 24 الإخباري الذي يديره ناشطون محليون.
جاء هذا الهدوء بعد وساطة بين زعماء الدروز والبدو أدت إلى إطلاق سراح المختطفين من الجانبين.
ومع ذلك، استؤنفت الاشتباكات يوم الاثنين في الريف الحضري، حيث أفادت التقارير بأن طائرات بدون طيار هاجمت القرى في الوقت ذاته الذي شهدت فيه الأجزاء الشرقية من درعا انتشاراً للقوات الحكومية.
لاحقاً، أفاد موقع السويداء 24 أيضاً بأن القرى تعرضت لقصف بقذائف الهاون، ما أسفر عن نقل عشرات القتلى والجرحى إلى المستشفيات المحلية.
وفي تطور ميداني، أعلن الاحتلال الصهيوني ضرب بعض الدبابات السورية المتجهة نحو مدينة السويداء.
ووصف وزير دفاع الاحتلال إسرائيل كاتس، هذه الضربات بأنها تحذير واضح للأمن العام.