بين القبور والسجون والمنافي، يحل شهر رمضان قاسياً على السوريين في كل مكان، مع استمرار معاناتهم وترقب أي حلول تخفف من وطأتها فكيف يقضي السوريون في العالم شهر رمضان المبارك؟
يستمر السوريون في محاولة معايشة شهر رمضان والاستمتاع به ما أمكنهم ذلك، وبما توفر لديهم من سوس ومعروك وبقية المأكولات والأجواء الرمضانية التي تذكرهم بشيء من أيامهم الماضية وبلادهم الجميلة.
فريق كوزال نت أعد هذه المادة لتسليط الضوء على واقع السوريين الصعب، حيث أصبح السوريون منتشرون في كثير من الدول حول العالم بعيدين كل البعد عن أجواء بلدهم وترابها، وحتى من هم داخل الوطن مازالوا يعانون ويتمنون الخروج مما قد يوصف بالجحيم الاقتصادي والأمني داخل سوريا.
كيف يُحي السوريون في العالم شهر رمضان المبارك؟
يحاول السوريون في العالم الاتصال مع بعضهم عن طريق تقنية الفيديو للاطمئنان على بعضهم والترابط عن طريق الشاشة الصغيرة، و أداء صلاة التراويح وهي الشيء الأكثر دواماً مع رمضان السوريين باعتبارها طقوساً دينياً روحانية هامة لإحياء الشهر الفضيل ولكسب الأجر.
ويفتقد اللاجئون السوريون في العالم إلى طقوس رمضان في بلادهم، ولايزالون يحاولون استرجاع الذكريات تلك والتفاعل بقوة مع كل مايعود بذاكرتهم إلى أرضهم وأهلهم الغائبين عنها وعنهم.
معاناة كبيرة
في إحصائية منشورة العام الماضي تبين أن عدد سكان سوريا وصل إلى 26.7 مليون نسمة، منهم 16.76 مليوناً داخل البلاد، و9.12 ملايين سوري خارجها، فضلاً عن 897 ألف مفقود ومعتقل.
وأظهرت الدراسة التي أصدرها مركز جسور في وقت سابق، إن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية وصل عدد السكان فيها إلى 4.3 ملايين نسمة تقريباً، في الوقت الذي بلغ عدد سكان مناطق سيطرة مليشيات سوريا الديمقراطية “قسد” نحو 2.6 مليون نسمة، أما مناطق سيطرة النظام السوري فوصل عدد السكان فيها إلى 9.6 ملايين شخص، مستنداً إلى معلومات منظمات المجتمع المدني، ودخول المؤسسات الدولية إلى سوريا، وما أصدرته من تقارير وتقييمات حالة، واحتياجات وأوضاع النزوح داخلياً واللجوء خارجياً.
فيما وصل عدد اللاجئين السوريين المسجلين إلى 5.6 مليون لاجئ، وتشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد اللاجئين في العالم يزيد على 6 مليون لاجئ، وهي أعداد كبيرة لجأت إلى الدول المجاورة ودول العالم المختلفة؛ بسبب الحرب الدائرة في سوريا.
لم يزد عدد اللاجئين السوريين في العالم 2023 كثيرًا عن الأعوام السابقة، بل بقي العدد كما هو تقريبًا، واللافت أن أعداد اللاجئين تتوزع على العديد من الدور، ومنها: الجمهورية التركية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وهي من الدول التي لديها أكبر حصة من اللاجئين في العالم؛ نظرًا للحدود المشتركة مع سوريا والأوضاع المستقرة التي تشهدها هذه الدول.
وبخصوص المعتقلين والمفقودين، وفي مطلع العام الحالي، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنّ النظام السوري اعتقل خلال العام الماضي نحو 386 شخصا كانوا قد أجروا تسوية لأوضاعهم الأمنية، كما اعتقل مواطنين عائدين إلى مناطقهم الأصلية من النازحين واللاجئين المقيمين في الخارج.
وأوضحت الشبكة، في تقريرها، أن مراسيم العفو الصادرة عن النظام مؤخرا أفرجت عن 7351 معتقلا تعسفيا، في وقت لا يزال فيه لدى النظام السوري قرابة 135 ألفا و253 معتقلا أو مختفيا قسريا.