عقد القائد العام لإدارة العمليات العسكرية، أحمد الشرع، اجتماعاً مع أول وفد أمريكي في دمشق يصل بعد إسقاط نظام بشار الأسد.
ووفقاً لما نقله فريق منصة كوزال نت عن مصادر سورية، فإن الوفد الأمريكي كان برئاسة مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، حيث تناول الطرفان عدداً من القضايا المرتبطة بسوريا في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد.
وفي وقت سابق من أمس الجمعة، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن دبلوماسيين رفيعي المستوى من إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن سيزورون دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة، في أول لقاء رسمي ومباشر بين واشنطن والقادة الجدد في سوريا.
وتعتبر هذه الزيارة المتمثلة في تواجد وفد أمريكي في دمشق الأول من نوعها منذ الثورة السورية عام 2011، والوفد الأبرز من نوعه منذ سقوط الأسد.
وفد أمريكي في دمشق للقاء أحمد الشرع.. ماذا بحث الطرفان؟
وتأتي هذه الزيارة بالتزامن مع مساعي الحكومات الغربية لفتح قنوات اتصال تدريجية مع الحكومة السورية الجديدة وزعيمها أحمد الشرع، بالإضافة إلى مناقشة احتمالية إزالة الهيئة من قائمة المنظمات الإرهابية.
وضم الوفد الأميركي إلى جانب باربرا ليف كلاً من المبعوث الرئاسي لشؤون الرهائن، روجر كارستينز، والمستشار المعيّن حديثاً، دانيال روبنشتاين، الذي أُوكلت إليه قيادة جهود الخارجية الأميركية في سوريا.
ليف: رسائل إيجابية من السلطة السورية الجديدة
وصرحت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، للصحافيين عقب لقائها مع ممثلي السلطة المؤقتة، ومن بينهم أحمد الشرع، أنها ناقشت معهم المبادئ التي تم الاتفاق عليها مع الشركاء في اجتماع العقبة.
وأكدت ليف أن الإدارة الأميركية تدعم بشكل كامل عملية سياسية بقيادة سورية وملكية سورية تهدف إلى تشكيل حكومة شاملة وتمثيلية تحترم حقوق جميع السوريين، بما في ذلك حقوق المرأة والمجتمعات المتنوعة عرقياً ودينياً.
وأضافت أن أحمد الشرع تعهد بمكافحة الجماعات الإرهابية ومنع تمددها داخل سوريا، مشيرة إلى أن واشنطن أكدت له أنها لن تضع أي شروط تتعلق بالمكافأة المعلنة عنه مقابل جهود مكافحة تنظيم الدولة.
وأثنت ليف على شخصية الشرع، واصفة إياه بأنه “رجل عملي وبراغماتي”، مشيرة إلى أن المناقشات معه كانت إيجابية ومثمرة وتطرقت إلى قضايا محددة. وأضافت أنها سمعت منه تصريحات معتدلة للغاية بشأن المرأة والمساواة في الحقوق.
كما أشارت إلى أن الوفد الأميركي أعرب عن ترحيبه بالرسائل الإيجابية الصادرة عن السلطات السورية الجديدة خلال الاجتماع مع الشرع، مؤكدة أن الحديث لم يتطرق إلى مسألة العقوبات.
وأوضحت ليف التي كانت على رأس أول وفد أمريكي في دمشق بعد نجاح الثورة، أن التواصل المباشر مع السوريين والاستماع إلى آرائهم يمثل فرصة مهمة للإدارة الأميركية، مضيفة أن السوريين أمامهم فرصة نادرة لإعادة بناء بلادهم وتحديد ملامح مستقبلها.
وفيما يتعلق بشمال شرقي سوريا، لفتت ليف إلى أن الظروف التي دفعت الأكراد إلى الدفاع عن أنفسهم قد شهدت تغييرات كبيرة، مشددة على أن وقف إطلاق النار في عين العرب (كوباني) والانتقال المنظم لدور قوات سوريا الديمقراطية يمثلان خطوات أساسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
قضية انتقال السلطة ودعم الشعب السوري على طاولة اللقاء
وأفاد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لقناة تلفزيون سوريا أمس الجمعة، أن الوفد الذي زار دمشق ناقش مبادئ انتقال السلطة التي تم الاتفاق عليها بين الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين خلال اجتماع العقبة الأخير في الأردن، بالإضافة إلى التطورات الإقليمية وأمور متعلقة بمحاربة تنظيم “الدولة” (داعش).
وأضاف المسؤول أن الوفد تناول أيضاً قضايا مرتبطة بمصير الصحفي الأمريكي المفقود في سوريا، أوستن تايس، وماجد كم ألماز، وكذلك مواطنين أميركيين آخرين اختفوا خلال فترة نظام الأسد المخلوع. كما أكد الوفد للقيادة السورية الجديدة دعم واشنطن لجهود الشعب السوري في تحقيق المساءلة والعدالة.
وأوضح المسؤول أن المستشار والسفير الأميركي دانيال روبنشتاين سيقود الجهود الدبلوماسية الخاصة بسوريا نيابة عن وزارة الخارجية، مشيراً إلى أن روبنشتاين سيتعامل بشكل مباشر مع الشعب السوري والأطراف الرئيسية في سوريا.
المشاركة في إحياء ذكرى الضحايا المدنيين على يد نظام الأسد
وكان من ضمن برنامج أول وفد أمريكي في دمشق بعد نجاح الثورة، إجراء محادثات مباشرة مع ممثلين عن المجتمع المدني السوري، بالإضافة إلى ناشطين وأفراد من مختلف الطوائف والمكونات السورية.
وأفادت السفارة الأميركية في دمشق عبر منشور على منصة إكس، أن مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، “التقت اليوم في دمشق بمجموعة متنوعة من السوريين، بما فيهم قادة المجتمع المدني والناشطين وغيرهم، للاستماع إلى آرائهم بشكل مباشر حول رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيفية دعم الولايات المتحدة لهم”.
وأوضحت السفارة أن ليف “أحيت ذكرى عشرات الآلاف من السوريين وغير السوريين الذين تعرضوا للاعتقال والتعذيب والاختفاء القسري، والذين لقوا حتفهم بوحشية على يد نظام الأسد”، مشيرة إلى أن “التزام الولايات المتحدة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الفظائع لا يزال ثابتًا”.
أعاد تحريرها: عبد الجواد أمين حميد