لليوم الثاني.. استمرار أعمال مؤتمر الحوار الوطني في سوريا

خلال كلمته في اليوم الثاني من جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني في سوريا، دعا الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الوحدة الوطنية والتكاتف لإعادة بناء الدولة بعد سنوات من المعاناة والتحديات، مشدداً على أن سوريا عادت لأهلها، وأن مستقبلها مرهون بقدرة شعبها على النهوض بها.

وأكد أن البلاد مرت عبر قرن من الزمن بتحولات كبرى، من الاستعمار إلى حكم الأسدين، مشيراً إلى أن قوى متعددة نهشت البلاد وأوغلت في دمائها، حتى جاءت الثورة السورية المباركة وحققت النصر، لتقف سوريا اليوم بين أيدي أبنائها، جريحة ولكنها متفائلة، تنتظر منهم الوحدة والعمل الجاد لمداواة جراحها.

وشدد الشرع على أن المرحلة الحالية تمثل تحولاً تاريخياً جديداً يسطره السوريون بأنفسهم، داعياً إلى الاتفاق والتشاور حول مستقبل البلاد بدلاً من الانقسام والاختلاف.
كما أكد أن إعادة بناء الدولة تحتاج إلى خطط إسعافية، متوسطة، واستراتيجية، مع ضرورة تحويل النكبات إلى فرص استثمارية حقيقية، مشدداً على أن سوريا لا تقبل القسمة، وأن قوتها تكمن في وحدتها واستقرارها.

وأكد الرئيس السوري أن البلاد بحاجة إلى قرارات جريئة تعالج مشكلاتها الحقيقية، حتى لو كانت مؤلمة وصادمة، مشيراً إلى أهمية تسريع عودة سوريا إلى محيطها الإقليمي والدولي عبر خطوات مدروسة، ومؤكداً أن السلم الأهلي مسؤولية جميع أبناء الوطن، وأن أي دعوات مشبوهة لخلق انقسامات طائفية لن تمر على وعي السوريين.
كما لفت إلى أن الانتصار الذي تحقق للشعب السوري أزعج كثيرين، وهناك محاولات لإفشال منجزاته، مما يستدعي مواجهة أي تهديدات للوحدة الوطنية بصلابة وحزم.

وفي سياق آخر، شدد الشرع على أن كل بلد يحتاج إلى نظام حكم يتناسب مع تاريخه وثقافته، ولا يمكن استيراد أنظمة لا تتلاءم مع الواقع السوري. وكشف أن حكومته عملت خلال الأشهر الماضية على ملاحقة مرتكبي الجرائم بحق السوريين، وستعمل على تشكيل هيئة للعدالة الانتقالية تضمن إعادة الحقوق لأصحابها، وإنصاف المظلومين، وتقديم المجرمين للعدالة.

جهود اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر

وكان المتحدث باسم  اللجنة التحضيرية لعقد مؤتمر الحوار الوطني في سوريا، حسن ضُغيم قد صرح أول أمس، قائلاً: “سيتم البدء بإرسال الدعوات إلى المشاركين في المؤتمر من داخل سوريا وخارجها اعتباراً من يوم الإثنين، بينما سيتم تحديد مكان انعقاد المؤتمر في وقت لاحق.”

ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن وكالة الأناضول التركية الرسمية، جى الإعلان عن بدء إرسال الدعوات للمشاركين في مؤتمر الحوار الوطني في سوريا اعتباراً من يوم أمس الإثنين.

وفي هذا السياق، عقد أعضاء لجنة التحضير لمؤتمر الحوار الوطني اجتماعاً مع الصحفيين في العاصمة دمشق، حيث قدّموا تفاصيل حول سير التحضيرات.

وأوضح المتحدث باسم اللجنة، حسن ضُغيم، أن الدعوات ستُرسل إلى المشاركين من داخل البلاد وخارجها، مؤكداً أن موقع المؤتمر لم يُحدد بعد.

وأضاف ضُغيم أن مقترحات مؤتمر الحوار الوطني في سوريا لن تكون مجرد توصيات أو وثائق شكلية، بل ستُشكل أساساً لإعلان دستوري، وهوية اقتصادية، وخطة إصلاح مؤسسي.

وأشار إلى إدخال تعديلات على البرنامج استجابةً للملاحظات المطروحة، مع التركيز على عقد اجتماعات مع مختلف الفئات في المناطق الشرقية، بما في ذلك العائلات المتضررة، الجرحى، وذوي المعتقلين، لضمان إشراكهم في العملية.

كما أوضح ضُغيم أن الحكومة الانتقالية ليست مرتبطة بشكل مباشر بعملية الحوار الوطني، إلا أن التوصيات الناتجة عن هذا الحوار قد تُسهم في تنفيذ السياسات المستقبلية بعد اكتماله.

4 آلاف شخص حضروا أكثر من 30 اجتماعاً استعداداً لعقد  مؤتمر الحوار الوطني في سوريا

من جانبها، أكدت هدى الأتاسي، عضو لجنة الحوار الوطني، على أهمية إصدار إعلان دستوري لإدارة المرحلة الانتقالية، إلى جانب وضع خطة اقتصادية تتناسب مع متطلبات المرحلة، وإعادة هيكلة القطاع العام.

وشددت الأتاسي على ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار لتسهيل إعادة بناء مؤسسات الدولة، مشيرةً إلى أن اللجنة عقدت أكثر من 30 اجتماعاً لضمان تمثيل جميع مكونات المجتمع السوري.

وأوضحت الأتاسي أن الحوار الوطني ليس مجرد فعالية مؤقتة، بل هو عملية مستمرة تهدف إلى معالجة القضايا الوطنية بمنهجية مستدامة، لافتةً إلى أن التعددية الاجتماعية والاختلاف في وجهات النظر يشكلان مصدر قوة للمجتمع السوري.

كما أكدت أن العدالة، وإعادة الهيكلة الدستورية، والإصلاح المؤسسي والاقتصادي، ووحدة البلاد، والحريات العامة والفردية، والحقوق السياسية تعد أولويات أساسية في مسار الحوار.

وكشفت الأتاسي أن الاجتماعات شهدت مشاركة نحو 4 آلاف شخص، كما استمعت اللجنة إلى آراء أكثر من 2200 شخص ممن رغبوا في تقديم وجهات نظرهم، إضافةً إلى تلقي أكثر من 700 مساهمة مكتوبة.

وفي ختام حديثها، دعت الأتاسي جميع السوريين إلى دعم هذه العملية، باعتبارها خطوة حاسمة في رسم مستقبل البلاد.

 

اللجنة التحضيرية لعقد مؤتمر الحوار الوطني في سوريا

وكانت الرئاسة السورية قد أعلنت عن تشكيل “اللجنة التحضيرية” لمؤتمر الحوار الوطني، والتي تضم سبعة أعضاء، بينهم امرأتان، وهم: حسن الضيغم، ماهر علوش، محمد مستت، مصطفى موسى، يوسف الهجر، هند قبوات، وهدى الأتاسي.

وقد عقدت اللجنة اجتماعها الأول في 16 فبراير/شباط 2025 بمدينة حمص، قبل أن تواصل لقاءاتها مع ممثلي المناطق في طرطوس، إدلب، حماة، السويداء، درعا، دير الزور، وحلب.

كما أجرت اللجنة جلسات حوارية في العاصمة دمشق مع ممثلين عن محافظتي الحسكة والرقة، الواقعتين تحت سيطرة تنظيم “بي كي كي/ي ب ك”.

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

أعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوريأعمال مؤتمر الحوار الوطني في سورياالحوار الوطني السوريالحوار الوطني في سوريااللجنة التحضيرية لعقد مؤتمر الحوار الوطني في سورياثاني أيام مؤتمر الحوار الوطني السوريثاني أيام مؤتمر الحوار الوطني في سورياحسن الضيغمكلمة الرئيس السوري أحمد الشرع في مؤتمر الحوار الوطني في سورياكلمة الرئيس السوري في مؤتمر الحوار الوطني في سورياكلمة الشرع في مؤتمر الحوار الوطني في سوريامؤتمر الحوار الوطني السوريمؤتمر الحوار الوطني السوري في دمشقمؤتمر الحوار الوطني في سورياماهر علوشمحمد مستتمصطفى موسىهند قبواتوهدى الأتاسييوسف الهجر