شهدت محافظة السويداء جنوب سوريا موجة عنف دامية يوم الأحد، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة بين مجموعات بدوية وميليشيات درزية، في السويداء أسفرت عن مقتل أكثر من 30 شخصًا وإصابة ما يزيد عن 100 آخرين.
كيف بدأت الاشتباكات بين مجموعات بدوية وميليشيات درزية في السويداء؟
ووفقاً لما تابعه فريق تحرير منصة كوزال نت، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الإثنين، أن ما لا يقل عن 37 شخصًا لقوا حتفهم، بينهم 27 من الطائفة الدرزية و10 من البدو، وذلك عقب اختطاف تاجر درزي على طريق دمشق الدولي، وفق ما ورد في تقارير محلية.
وأشارت وسائل إعلام سورية إلى أن حادثة الاختطاف أشعلت سلسلة من عمليات الخطف المتبادلة بين الطرفين، سرعان ما تصاعدت إلى مواجهات مسلحة واسعة امتدت إلى مدينة السويداء وعدد من القرى المجاورة.
واندلعت المواجهات في 13 يوليو/تموز الجاري بحي “المقوى”، الذي تقطنه عشائر بدوية، حيث فرضت الفصائل الدرزية طوقاً على الحي وسيطرت عليه. ورداً على ذلك، شنت مجموعات بدوية هجمات على قرى وبلدات درزية في شمال وغرب المحافظة، مما وسّع رقعة العنف.
وقال الباحث الدرزي ريان معروف، مدير موقع “السويداء 24″، في تصريحات لـ”رويترز“، إن “السويداء تشهد لأول مرة اشتباكاً طائفياً بهذا الشكل”، مضيفاً أن “المنطقة تتجه نحو حمام دم إذا لم يتم احتواء التصعيد”.
وتداول صحفيون سوريون على منصة “إكس” مقاطع مصورة قيل إنها تُظهر مقاتلين دروز يرددون شعارات معادية للسُّنة فوق جثث جنود سوريين.
وفي أعقاب اندلاع الاشتباكات، دعا الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز المرجعيات الروحية للطائفة الدرزية والمعروف بمعارضته للدولة السورية الجديدة، إلى “تدخل دولي لحماية المدنيين”، واتهم قوات الحكومة بـ”دعم العصابات التكفيرية”، في إشارة إلى الجماعات السنية التي زعم أنها “مُتطرفة”.
الكيان الصهيوني يشن غارات جوية على دبابات للجيش السوري عقب مقتل أكثر من 30 شخصًا في اشتباكات مسلحة بمحافظة السويداء
وفي وقت لاحق، أعلنت القوات الصهيونية أنها شنت غارات جوية استهدفت دبابات عسكرية في جنوب سوريا، مشيرة إلى أنها تتحرك لحماية الطائفة الدرزية وسائر الأقليات، حسبما ورد في بيانها.
الجدير بالذكر أن الاشتباكات الجارية حالياً بين مجموعات بدوية وميليشيات درزية في السويداء، تُعد الأوسع نطاقًا منذ أيار/مايو الماضي، حين قُتل أكثر من 130 شخصًا في أعمال عنف شهدتها ضواحي العاصمة دمشق ومحافظة السويداء.
وعقب تلك الأحداث، توصلت الحكومة السورية إلى اتفاق مع ميليشيات درزية في السويداء، ينص على تجنيد عناصر محلية ضمن قوى الأمن الداخلي في السويداء.
الداخلية والدفاع تتعهدان بإعادة فرض الأمن
وفي بيان صدر الإثنين، أعربت وزارة الداخلية السورية عن “بالغ القلق” إزاء “التطورات الدموية” في السويداء، وعزت التصعيد إلى غياب مؤسسات الدولة الفاعلة.
وأكدت الوزارة أن “وحدات من قوى الأمن، بالتنسيق مع وزارة الدفاع، ستتدخل مباشرة لوقف الاشتباكات، فرض الأمن، ملاحقة المتورطين، وتقديمهم إلى القضاء المختص”.
من جانبه، دعا محافظ السويداء مصطفى البكور الأهالي إلى “الاستجابة للنداءات الوطنية من أجل الإصلاح”، محذرًا من الانزلاق نحو مزيد من العنف.
وبحسب موقع “السويداء 24″، أطلقت جهود وساطة بين قادة بدو ودروز أدت إلى الإفراج عن بعض المختطفين من الطرفين، إلا أن التوتر تصاعد مجدداً صباح الاثنين 14 يوليو/تموز 2025، مع وصول تعزيزات موالية لدمشق إلى أطراف المنطقة، بالتزامن مع شن هجوم بطائرات مسيرة استهدف إحدى القرى في ريف السويداء.
ويُشكل الدروز، وهم أقلية دينية وإثنية تقطن بشكل رئيسي في سوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، نحو 3% من سكان سوريا، وتتركز غالبيتهم في محافظة السويداء.
ومنذ سقوط بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، برزت الطائفة الدرزية كقوة سياسية معارضة للحكومة الانتقالية بقيادة الرئيس السوري أحمد الشرع، في ظل مزاعم متزايدة من التهميش في ظل السياسات الجديدة المتبعة.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد