خلال الأيام الماضية، شهدت بلدة جرمانا توتراً خطيراً إثر اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومجموعات مسلحة درزية.
ووفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن موقع “T24” تحولت الاحتجاجات التي اندلعت في عدة مناطق سورية بعد انتشار تسجيل صوتي على مواقع التواصل الاجتماعي لشخص درزي قيل إنه أساء للنبي، إلى اشتباكات مسلحة في بلدة جرمانا بريف دمشق.
وقد امتدت الاشتباكات بين القوات المسلحة الدرزية وقوى الأمن الداخلي التابعة للحكومة السورية إلى أجزاء كثيرة من المنطقة، بما في ذلك مدينة السويداء الجنوبية. وفي الوقت الذي تم فيه إرسال قوات الجيش إلى منطقة النزاع مدعومة بالأسلحة الثقيلة، بدأت القوات المسلحة بالدخول إلى منطقة جرمانا بعد انتشار مكثف لقوات الجيش في المنطقة.
وكانت حدة الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن الداخلي التابعة لدمشق ومجموعات مسلحة درزية في محيط بلدة جرمانا بريف دمشق قد تصاعدت أول أمس، في ظل ارتفاع متزايد في أعداد القتلى والجرحى نتيجة اشتداد المواجهات.
وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا، مشاركة مجموعات مسلحة درزية في اشتباكات ضد القوات الحكومية المركزية في دمشق، وذلك في عدد من المدن والبلدات في المنطقة.
وامتدت الاشتباكات من الشوارع إلى الطرق بين المدن، حيث سُجّلت مواجهات في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، بين القوات الحكومية والمجموعات المسلحة، ما أدى إلى إغلاق طريق دمشق _السويداء أمام حركة المرور.
مواجهات بين الجيش السوري ومجموعات مسلحة درزية في جرمانا
نشرت قوات الجيش السوري حواجزاً على الطرق المؤدية إلى مدينة السويداء وأغلقت جميع النقاط التي تؤدي إليها، واندلعت اشتباكات في شوارع مدينة جرمانا بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة الدرزية التي دخلت المدينة، فيما تمكنت قوات دمشق من السيطرة على أجزاء منها بعد معارك عنيفة.
الطائفة الدرزية تنفي التصريحات المسيئة وتدعو لوقف الفتنة
وقد بدأت محادثات بين الحكومة السورية وزعماء الطائفة الدرزية بهدف نزع فتيل التوتر ووقف الاشتباكات، حيث تم التأكيد على أن التسجيل الصوتي الذي يحتوي على إساءة لا يعكس آراء أبناء الطائفة الدرزية.
وفي بيان صادر عن حركة “رجال الكرامة” الدرزية بشأن التسجيل الصوتي المسيء للنبي، أكد البيان: “نحن بريئون تماماً من هذه التصريحات المسيئة، ونؤكد أن ما قاله هذا الشخص لا يعكس القيم الأخلاقية لأبناء السويداء.”
كما أدان المجلس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في جرمانا أي إساءة موجهة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ودعا إلى وقف الاشتباكات في المنطقة، موضحاً في بيانه أن التسجيل المفبرك الذي تم التحقق من عدم صحته من قبل وزارة الداخلية، هو جزء من مؤامرة تهدف إلى زرع الفتنة والانقسام بين أبناء الوطن الواحد.
تسجيل صوتي مفبرك يثير الاشتباكات والاحتجاجات في سوريا
أثارت الاشتباكات بين قوات الجيش السوري والمجموعات المسلحة الدرزية في بلدة جرمانا حشوداً غاضبة واحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد بعد تداول تسجيل صوتي يسيء للنبي محمد “عليه الصلاة والسلام” على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي بيان صادر عن وزارة الداخلية السورية، أُشير إلى أن التسجيل الصوتي قد يكون مفبركاً، وأكد البيان أن التحقيقات قد بدأت للكشف عن الفاعل الحقيقي، وأوضح البيان أن التحاليل الفنية الأولية كشفت أن الصوت قد لا يعود للمشتبه به، مشيراً إلى أن التحقيقات تجري بدقة، وأنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة فور تحديد الجاني الحقيقي.
محافظ السويداء: “لن نسمح بالإساءة للمقدسات، وكل من يسيء سيحاسب”
أكد محافظ السويداء مصطفى بكور في تصريح له بعد انتشار التسجيل الصوتي المسيء على مواقع التواصل الاجتماعي، أن السلطات لن تحاسب أحداً بسبب أخطاء الآخرين، وأضاف: “لم نسمح بأي إساءة للرسول الكريم حتى اليوم، ولن نسمح بها في المستقبل، وكل من يسيء إلى المقدسات سيحاسب”.
وأوضح بكور أنه قد أصدر تعليماته للوحدات الأمنية للبدء بالتحقيق مع مرتكب التسجيل المسيء وإحالة الملف إلى القضاء.