هل ستنقل تركيا منظومات S-400 إلى سوريا؟

وجّه عضوا مجلس النواب الأميركي، غوس بيليراكيس وبراد شنايدر، رسالة إلى وزارة الخارجية الأميركية أعربا فيها عن قلقهما بشأن التقارير التي تفيد بإمكانية نقل منظومات S-400 إلى سوريا، وهي منظومات دفاع جوي روسية الصنع، وحذّر النائبان من أن هذه الخطوة قد تترتب عليها تداعيات جيوسياسية خطيرة.

ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن موقع “rudaw” الكردي، أفادت تقارير بأن تركيا تدرس مقترحاً لنقل منظومات S-400 إلى سوريا، وهو ما أدى إلى دق ناقوس الخطر في أروقة الكونغرس الأميركي، بالرغم من أن الفكرة لم تُطرح رسمياً حتى الآن. لكن مجرد ورودها ضمن المشاورات الدبلوماسية يثير تساؤلات جدية حول النهج الاستراتيجي الأميركي في المنطقة.

في الرسالة الموجهة إلى وزارة الخارجية الأمريكية، شدّد النائبان على أن إعادة تموضع منظومات S-400 إلى سوريا يُعد تصعيداً خطيراً، قد يُلحق ضرراً كبيراً بأمن الكيان الصهيوني، ويقوّض مصداقية واشنطن في تطبيق العقوبات، ويهدد استراتيجيتها الشاملة للردع.

وأضافا أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تكافئ التحدي الاستراتيجي التركي، وترسل رسالة مقلقة إلى كل من الحلفاء والخصوم.

 

نقل منظومات S-400 إلى سوريا تهديد مباشر لأمن الكيان الصهيوني

ولفت بيليراكيس وشنايدر في رسالتهما إلى أن نقل منظومة S-400 إلى سوريا من شأنه أن يغيّر موازين القوى العسكرية في المنطقة بشكل كامل، مؤكدين أن نشرها في المناطق الغربية من سوريا، حيث تتمتع بتقنيات رادار متقدمة وقدرات على رصد الطائرات الشبحية، سيُقيد بدرجة كبيرة القدرات العملياتية للكيان الصهيوني.

وجاء في الرسالة:
“هذه الخطوة ستُصعّب على الكيان الصهيوني تنفيذ عملياته ضد أهداف إيرانية أو خطوط إمداد حزب الله، كما أنها تتعارض مع سياسة التفوق العسكري النوعي التي تدعمها الولايات المتحدة منذ زمن طويل.”

غموض بشأن الجهة المسيطرة على النظام

ومن أبرز نقاط القلق التي أُثيرت في الرسالة، مسألة الجهة التي ستتولى تشغيل النظام، حيث أشار المشرّعان إلى أنه في حال بقيت المنظومة تحت إشراف أفراد من الجيش التركي، فإن ذلك قد يُفضي إلى احتمال نشوب مواجهة مباشرة مع القوات الصهيونية. أما إذا انتقل التحكم بها إلى الجيش السوري أو جماعات موالية له، فإن ذلك قد يُقوّض نفوذ الولايات المتحدة ورؤيتها الاستخباراتية في المنطقة.

موقف صارم بشأن قانون العقوبات الأميركي (CAATSA)

وأكد المشرّعان أن نقل منظومة S-400 خارج الأراضي التركية لا يُلغي انتهاك أنقرة لقانون مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA)، بل ينقل الانتهاك إلى موقع جديد.

وأشارا صراحة إلى أن:
“تغيير موقع النظام لا يزيل المخالفة، بل ينقلها فقط إلى مكان آخر.”
وحذّرا من أن قبول مثل هذا النقل من شأنه أن يُضعف من المنظومة القانونية الأميركية، ويشكل سابقة خطيرة توحي بأن انتهاك القوانين الأميركية قد يكون قابلاً للتفاوض.

انتقادات لسياسات أردوغان الإقليمية

وفي سياق الرسالة، وجّه النائبان أيضاً انتقادات لسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيرين إلى الانتهاكات المتكررة للطائرات التركية للأجواء اليونانية والقبرصية، إضافة إلى دعم أنقرة الصريح لحركة حماس، وقرارها قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الكيان الصهيوني.

دعوة لتحليل استراتيجي شامل

طالب النائبان في ختام رسالتهما بإجراء تحليل استراتيجي شامل لتقييم تأثير نقل منظومة S-400 إلى سوريا على توازن القوى الإقليمي، والقدرات العسكرية الأميركية، وعلى تفوق الكيان الصهيوني العسكري. كما دعوا إلى تقديم إحاطة سرية لأعضاء الكونغرس والهيئات الأمنية المعنية.

واختُتمت الرسالة بالتأكيد على أن هذه المسألة لا تتعلق فقط بنقل نظام صواريخ، بل تشكل اختباراً حقيقياً لمصداقية الولايات المتحدة، وانسجام قوانينها، وقدرتها على الردع في سياق سياستها الخارجية.

 

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

أمن إسرائيلأمن الكيان الصهيونيالتعاون العسكري السوري التركيالمخاوف الأمريكية في سوريابراد شنايدرعضوا مجلس النواب الأميركيغوس بيليراكيسغوس بيليراكيس وبراد شنايدرمجلس النواب الأمريكيمنظومات S-400 إلى سوريامنظومات S-400 في سوريانقل إزالة العنصر: منظومات S-400 إلى سوريا منظومات S-400 إلى سوريانقل تركيا لمنظومات S-400 إلى سوريانقل منظومات S-400 إلى سوريانقل منظومات S-400 من تركيا إلى سوريانقل منظومات الدفاع الجوي الروسية الصنع S-400 من تركيا إلى سورياوزارة الخارجية الأمريكية