أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن تركيا تقف ضد مخطط تقسيم سوريا، ومستعدة للتدخل في سوريا للتصدي لأي محاولات تقسيم أو زعزعة للاستقرار، مشدداً على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها.
ووفقاً لما نقله فريق تحرير “منصة كوزال نت” عن موقع “BBC بالتركية”، شدد وزير الخارجية التركي فيدان على أنه لا ينبغي لأي جماعة أن تقوم بأي عمل من شأنه أن يؤدي إلى التفكك في سوريا، مضيفاً: “إذا اتجهتم نحو مخطط تقسيم سوريا التقسيم وزعزعة الاستقرار باستخدام العنف، فسنعتبر ذلك تهديداً مباشراً لأمننا الوطني، وسنتدخل”
فيدان يحذر من تهديد الأمن القومي التركي ويؤكد موقف تركيا ضد مخطط تقسيم سوريا
عقد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووزيرة خارجية السلفادور ألكسندرا هيل، التي كانت قد قامت بزيارة رسمية إلى تركيا، مؤتمراً صحفياً مشتركاً في أنقرة يوم 22 تموز/يوليو.
وخلال المؤتمر، تحدث فيدان عن الأوضاع في سوريا، مشيراً إلى أن هناك جهات فاعلة في المنطقة لا تريد لسوريا أن تتحول إلى دولة قوية ومستقرة تستعيد وحدة أراضيها، وتمارس سيادتها، وتعيد بناء اقتصادها، وتستقبل اللاجئين، وتُرمم بنيتها التحتية، وأضاف أن الكيان الصهيوني يأتي على رأس هذه الجهات.
وأوضح فيدان أن هدف بعض القوى الإقليمية والدولية هو تقسيم سوريا إلى أربعة أجزاء على الأقل وجعلها غير مستقرة وعاجزة، مضيفاً: “إن شاء الله، سَنحوِّل دون تحقيق هذه السياسة”.
من جانبه، أكد السفير الأمريكي في أنقرة والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك، دعم بلاده للحكومة الانتقالية في سوريا، معرباً عن رفضه لتصرفات قوات الاحتلال بحق الشعب السوري.
فيدان: الرد سيكون مباشراً على أي فوضى في سوريا
واصل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان تصريحاته بتحذيرٍ مباشر إلى الأطراف المتصارعة في سوريا، مؤكداً أن من يسير وفق أجندات خارجية لن يخرج مستفيداً، وقال: “تذكّروا أنكم لن تستفيدوا من لعبة يضعها الآخرون”، داعياً إلى التكامل والعيش الآمن والمشترك، وأضاف: “اسعوا إلى أن تكونوا شرفاء، متساوين، وآمنين على الأرض التي تنتمون إليها”.
وانتقد فيدان ما وصفه بالأفكار البالية التي ظهرت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، والتي أدت إلى إراقة الكثير من الدماء، محذراً من استخدامها كأيديولوجيات تُستغل من قبل قوى خارجية وتحشد عبر عناصر عميلة، وقال: “نعرف كيف نُزيل هذه الأفكار عندما تُستخدم بهذه الطريقة”.
كما شدد فيدان على أن تركيا تواصل جهودها الدبلوماسية مع جميع الأطراف، لكنه حذّر من أن أي محاولة لتقسيم سوريا أو زعزعة استقرارها من خلال العنف ستُعد تهديداً مباشراً للأمن القومي التركي، مؤكداً أن بلاده لن تتردد في التدخل إذا لزم الأمر.
فيدان: الهجري يرفض الحلول ويضعف التهدئة في جنوب سوريا
أشار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى التطورات الأخيرة في جنوب سوريا، متناولًا الاشتباكات بين المقاتلين من الدروز والبدو، إلى جانب التدخلات العسكرية التي نفذها الاحتلال الصهيوني في دمشق والمناطق الجنوبية.
وأوضح فيدان أنه كان من المتوقع أن تتدخل قوات الأمن العام بشكل متوازن لاحتواء التوتر، من دون الانحياز لطرف ضد آخر، لكنّ قوات الاحتلال الصهيوني استغلت الوضع وشنت ضربات على دمشق وعلى القوات المتجهة إليها، بذريعة رفضه لوجود قوات تابعة للحكومة في تلك المنطقة.
وأشاد فيدان بالجهود التي بذلها المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا والسفير الأمريكي في أنقرة توم باراك، من أجل تهدئة التصعيد، لافتاً إلى أن ممثلي العشائر من الدروز والبدو أبدوا مواقف بنّاءة خلال اجتماع الأردن، باستثناء أحد الشخصيات الدرزية، وهو الهجري، الذي خرج عن هذا التوافق.
ووصف فيدان الهجري بأنه يتصرف كوكيل للاحتلال، معتبراً أنه يعارض أي مبادرة أو وساطة يمكن أن تفتح باب الاستقرار والسلام في المنطقة.
وفي ختام تصريحاته، أشار فيدان إلى أن معظم مناطق الجنوب السوري تشهد هدوءاً نسبياً، رغم استمرار بعض الاشتباكات المحدودة، مضيفاً أن قوات الأمن العام السورية تمركزت حول السويداء، ويجري التعامل مع بؤر التوتر عبر تدخلات دقيقة ومحددة.