توفي مطلع يناير/كانون الثاني 2024 المعارض السوري والملقب بلقب “مانديلا السوري” رياض الترك، في فرنسا حيث كان يعيش في المنفى عن عمر ناهز 93 عامًا.
وبحسب ما ذكرته مصادر إخبارية، فقد أمضى “مانديلا السوري” ما يقرب من 20 عامًا في سجون النظام السوري دون محاكمة عدة مرات بسبب اتهامات بارتكاب جرائم متنوعة خلال حكم حافظ الأسد وابنه بشار الأسد.
ووفقاً لما نقله فريق كوزال نت، أدلت ابنته خزامى ترك بتصريح لوكالة الصحافة الفرنسية (AFP) قائلة: “توفي والدي وهو يحيط به الفخر بما حققه وفي سلام وسعادة، وهو محاط بابنتيه وأحفاده.”
وعلقت السفيرة الفرنسية في سوريا، بريجيت كورمي، على وفاة الترك عبر حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي قائلة: “رياض الترك، السوري الذي يشبه مانديلا، تركنا بعد صراع مدى حياته من أجل سوريا حرة وديمقراطية. نأمل أن يستمر إلهامه للسوريين في رغبتهم في حياة كريمة.”
ملامح من حياة ونضال “مانديلا السوري”
الولادة والطفولة والتعليم
رأى رياض الترك النور، والملقب كذلك بـ “ابن العم”، في عام 1930 في مدينة حمص السورية، حيث قضى طفولته في دار أيتام تابعة للجمعية الإسلامية الخيرية.
تلقى الترك تعليمه في كلية الحقوق بجامعة دمشق، وحاز على إجازة في المحاماة عام 1958، وفي هذا الوقت بدأ نشاطه السياسي.
المسيرة السياسية
دخل الترك السجن للمرة الأولى في عام 1952 لمدة خمسة أشهر خلال فترة حكم الرئيس السوري أديب الشيشكلي (الذي قاد الانقلاب العسكري الثالث في تاريخ سوريا). واعتقل مرة أخرى في عام 1960 لمدة 15 شهرًا خلال فترة اتحاد سوريا ومصر.
غادر سوريا في عام 1963 بعد تولي حزب البعث السلطة، وعاد بعد نحو عامين.
في سبعينيات القرن الماضي، تسلم الترك منصب الأمين العام لحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي، وكان في ذلك الوقت محظورًا من قبل النظام السوري. وعندما تولى بشار الأسد رئاسة البلاد، تم تغيير اسم الحزب إلى “حزب الشعب الديمقراطي السوري”.
وكان رياض الترك قد نجح في الفرار من سوريا إلى فرنسا عام 2018 بعد نقله من قبل مقاتلين.
وكان الترك قد ألقي عليه القبض وتعرض للسجن بعد تصريحات له في برنامج تلفزيوني قال فيها “مات الديكتاتور” في إشارة واضحة إلى وفاة رئيس النظام السوري السابق حافظ الأسد، وبدأ يختبئ بعد خروجه من السجن عام 2002.
وقد أمضى رياض الترك ما يقرب من 20 عامًا في السجن دون محاكمة عدة مرات بسبب اتهامات بارتكاب جرائم متنوعة خلال حكم حافظ الأسد وبعد ذلك حكم ابنه بشار الأسد.
وقد كان الترك زعيمًا طويل الأمد للمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري المعارض، الذي أعلنه بشار الأسد غير قانوني وأعيد تسميته لاحقًا بحزب الشعب الديمقراطي السوري.
وقد دعم المناضل السوري الترك الثورة السورية والاحتجاجات السلمية المعارضة للحكومة التي اندلعت في سوريا في عام 2011 ودعم مجلس الوطن السوري الذي جمع المعارضين للرئيس بشار الأسد بينما تصاعدت أحداث الانتفاضة السورية في البلاد.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد