تستضيف العاصمة السورية دمشق أول معرض يُنظَّم في البلاد منذ سقوط نظام البعث الذي استمر 61 عامًا، تحت عنوان معرض خان حرير.
ووفقاً لما ترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن وكالة الأناضول التركية الرسمية، وبعد انهيار النظام في 8 ديسمبر 2024، اجتمعت غرفتا الصناعة في حلب ودمشق لتنظيم أول معرض في البلاد، الذي انطلق رسميًا بحضور الزوار.
90 شركة محلية تشارك في معرض خان حرير
افتُتح معرض خان حرير أمس في مركز دمشق الدولي للمعارض، بمشاركة نحو 90 شركة محلية متخصصة في مجال النسيج والملابس الجاهزة.
وقد شهد معرض خان حرير حضور زوار من خارج البلاد، مع التركيز على عروض أزياء الأطفال والملابس النسائية. وحظي المعرض بإقبال واسع، وسيظل مفتوحًا أمام الزوار حتى يوم غد.
محمد زيزان، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة حلب، صرّح لوكالة الأناضول بأن الإقبال على معرض خان حرير في دمشق رائع، وأن هناك حضورًا لرجال أعمال من الداخل والخارج.
وأعرب عن فخره بسوريا “الحرة”، مشيرًا إلى التحديات الاقتصادية التي كانت تعيق القطاع الصناعي في عهد النظام السابق، حيث أوضح أن الصناعيين كانوا مجبرين على دفع إتاوات، وكانت تكاليف الإنتاج مرتفعة، إذ فرض النظام السابق ضرائب بنسبة 30%، لكن بعد سقوطه، تحرروا من هذا العبء، معبرًا عن تفاؤله بالتحسن المستمر في الأوضاع.
وأشار إلى التحديات التي يواجهها المنتجون في ظل البنية التحتية المتهالكة، موضحًا أن النظام السابق ترك بنية تحتية مدمرة، ولا تزال إمدادات الكهرباء غير مستقرة، لكنه أعرب عن أمله في تحسن الأوضاع خلال الأشهر الستة القادمة، مؤكدًا أهمية التعاون والتضامن بين الجميع. كما شدد على ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا لدعم عملية التعافي الاقتصادي.
أحمد عمر، منظم المعارض في غرفة صناعة دمشق، أشار إلى أن أكثر من 88 منتجًا من مختلف المحافظات يشاركون في معرض خان حرير، الذي يمثل فرصة مهمة للترويج للمنتجات المحلية، لافتًا إلى أن الصناعيين من شمال البلاد، الذين كانوا محرومين من المشاركة في عهد النظام السابق، أصبح بإمكانهم الآن الانضمام إلى الفعالية. كما دعا إلى تقديم مزيد من الدعم للمنتجين لتعزيز الصناعة المحلية.
منى جبان، التي تعمل في قطاع الملابس النسائية منذ 25 عامًا، أكدت أنها رغم كل الصعوبات ما زالت مستمرة في مهنتها، معبرة عن حماسها الكبير للمشاركة في المعرض. وأشارت إلى أنها كانت تُصدر منتجاتها إلى العديد من الدول قبل اندلاع الحرب، لكنها فقدت مصنعها في دمشق عندما اقتحمت قوات النظام البعثي السابق منشأتها وقامت بتفجيرها قبل سنوات.
ويُعد معرض خان حرير مؤشرًا على التحولات التي تشهدها البلاد في ظل الإدارة الجديدة، حيث يسعى الصناعيون والتجار إلى إعادة بناء الاقتصاد المحلي رغم التحديات المستمرة.
”إن شاء الله، ستكون هناك علاقات تجارية جيدة بين تركيا وسوريا“
رجل الأعمال عبد السميح أوز، الذي جاء من تركيا إلى دمشق لزيارة المعرض، وصف معرض خان حرير بأنه”معرض جيد وسوق واعد”، معربًا عن أمله في تحسن الأوضاع في سوريا وتعزيز العلاقات التجارية بين أنقرة ودمشق.
وأكد أوز أنهم يخططون لافتتاح مشروع تجاري في سوريا، داعيًا المستثمرين الأتراك إلى المشاركة في المعارض التي تُنظَّم في البلاد.
من جهته، حمزة موسى، الذي قدم من إدلب إلى دمشق لحضور المعرض، أشار إلى أنه لم يكن بإمكانهم حضور مثل هذه الفعاليات في عهد الأسد، مؤكدًا أن المعرض يضم مجموعة متنوعة من المنتجات، وأن الأسعار المعروضة تعدّ مناسبة للغاية.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد