تستمر الخلافات بين المستأجرين في تركيا وأصحاب العقارات في الحل باستخدام أساليب الوساطة. ومؤخراً، انتهى نزاع بدأ عندما كان مستأجر يدفع 20 ألف ليرة تركية كإيجار شهري، في حين طالب المالك بمبلغ 35 ألف ليرة تركية بعد أن ذكر أن القيمة السوقية للإيجار تبلغ 40 ألف ليرة، بحل لافت للانتباه من خلال جلسة وساطة.
ووفقاً لما نقله وترجمه فريق تحرير كوزال نت عن موقع “ملييت” التركية، تُعدّ تطبيقات الوساطة الإلزامية التي دخلت حيز التنفيذ في الأول من سبتمبر/أيلول 2023 فعّالة في حل نزاعات الإيجار والخلافات بين الملاك والمستأجرين في تركيا.
وقد روى المتحدث باسم مراكز الوساطة والوسطاء في تركيا (TURAMEP)، الدكتور أوموت متين، ثلاثة أمثلة بارزة لحالات وساطة تمت بنجاح.
المثال الأول: النزاع حول قيمة الإيجار وتعهد الإخلاء في قضايا الخلافات بين الملاك والمستأجرين في تركيا
في هذا المثال، طالب المالك بمبلغ 35 ألف ليرة تركية من المستأجر، مشيرًا إلى أن الإيجارات المماثلة في المنطقة تصل إلى 40 ألف ليرة.
وقد أعرب المستأجر عن عدم قدرته على دفع هذا المبلغ.
وبعد مفاوضات تمت بوساطة المُحَكّم، جرى الاتفاق على أن يبقى الإيجار عند 20 ألف ليرة كما هو، مقابل أن يقدم المستأجر تعهدًا بإخلاء العقار بعد 6 أشهر. بذلك، تمكن المستأجر من تجنب دفع مبلغ أعلى، فيما حصل المالك على ضمان استعادة ملكيته في المستقبل.
المثال الثاني: شكوى المستأجر إلى مكتب المدعي العام
جرى نقل النزاع حول قيمة الإيجار بين المستأجر والمالك إلى النيابة العامة.
حيث أعلن المستأجر أنه سيستمر في دفع 3 آلاف و500 ليرة تركية كإيجار، رافضًا دفع مبلغ أعلى، في حين أصر المالك على أن الإيجارات المماثلة تتراوح بين 10 آلاف و 12 ألف ليرة تركية.
وخلال عملية الوساطة، تنازل المستأجر عن الشكوى المقدمة إلى النيابة، كما قدّم تعهداً بالإخلاء. وبذلك حصل المستأجر على فرصة للبقاء في المنزل لفترة محددة مع دفع 3 آلاف و500 ليرة فقط.
المثال الثالث: حل النزاع على الضوضاء بين الجيران من خلال الوساطة
وقد بدأت الحالة الثالثة من الخلافات بين المُلاك والمستأجرين في تركيا عندما تم رفع نزاع بين الجيران بسبب الضوضاء إلى النيابة العامة.
وخلال عملية الوساطة، اتفق الطرفان على التنازل عن شكاواهم المتبادلة. وجرى الإشارة إلى أن مصدر الضوضاء هو طفل، وسيتم اتخاذ التدابير اللازمة للحد منها. كما جرى التوصل إلى اتفاق بتقليل الضوضاء عن طريق تغيير تغطية الأرضية.
ويُظهر هذا المثال كيف يمكن للوساطة أن توفر حلولًا سلمية حتى في العلاقات بين الجيران.
نطاق واسع في ممارسات الوساطة
إلى جانب نزاعات الإيجار والجوار، تجد الوساطة مجالاً واسعاً للتطبيق في العديد من المجالات مثل الملكية المشتركة.
وتساهم الوساطة في تخفيف العبء عن النظام القضائي، كما تساعد في حل النزاعات بين الأطراف بشكل سريع وفعال.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد