مع اقتراب احتفال المسلمين بعيدهم الكبير، يتزايد الاهتمام بخصوص شروط المضحي في عيد الأضحى المبارك. فما هي هذه الشروط؟
ويسعى المسلمون، في طاعة لله واتباعًا لسُنة الأضحية، إلى تنفيذ شروط المضحي في عيد الأضحى المبارك، وهو ما سنتعرف عليه في هذا المقال الذي أعده فريق كوزال نت.
تتضمن هذه الشروط اختيار الأضحية بعناية، والالتزام بمواعيد الذبح وطرقه، وتوزيع اللحم على الأسرة والأقارب والمحتاجين والفقراء.
كما أن ذبح الأضاحي في عيد الأضحى ليس مجرد عمل شعائري، بل هو سُنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتجلى شرعيتها في قول الله تعالى في سورة الكوثر في قوله تعالي: “فصل لربك وانحر”.
وفي حديث عائشة رضي الله عنها، ذكر الرسول قدر أهمية هذه العبادة، إذ قال: “ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم…”.
تثير هذه العبادة الكثير من الاستفسارات حول شروط المضحي في عيد الأضحى وهل يوجد فرق بين المضحي من الرجال والنساء، وأيضاً حول شروط الأضحية ذاتها.
شروط المضحي في عيد الأضحى:
- النية: يجب على كل من يرغب في ذبح الأضحية أن يحدد نية التضحية، حيث يكون الهدف من الذبح هو القربة والطاعة لله، وفقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ”.
- الإسلام: تُصح الأضحية من كل مسلم حر، ولا تُصح من غيره، إذ أن عبادة الأضحية مخصصة للمسلمين فقط، كونها قُربة إلى الله تعالى.
- البلوغ: يشترط أن يكون المضحي بالغًا، ويختلف الرأي حول إلزامية الأضحية للصغير؛ فبينما يرون بعض الفقهاء أنها سنة للصغير، يعتبرها آخرون واجبة إن كان ذا مال، ويُسن للصغير أن يأكل من أضحيته، بينما تُنظر إليها عند بعض الفقهاء الآخرين على أنها لا تجب على الصغير من ماله، وتُعتبر غير مسنونة للصغير عند الشافعية والحنابلة.
4- القدرة المالية:
المقدرة المالية كشرط للأضحية وفق ما نشره موقع وزارة الشؤون الإسلامية السعودية:
رأي الحنفية: يعتبرون المقدرة المالية شرطًا من شروط المضحي في عيد الأضحى المبارك، حيث تسقط هذه الشروط عن العبد غير الحر، الذي لا يملك ما يُعتبر نِصابًا زائدًا عن حاجته اليومية.
رأي الشافعية: يُعرفون المقدرة المالية بأنها أن يمتلك المضحي في يوم النحر وأيام التشريق ما يزيد عن حاجته ويُحصل به الأضحية.
رأي المالكية: يرون أن القادر هو من لا يحتاج إلى ثمن الأضحية لأمر ضروري.
رأي الحنابلة: يعتبرون القادر من يستطيع تحصيل ثمن الأضحية حتى لو استدان ثمنها، بشرط أن يكون قادرًا على سداد الدين.
- غير حاجّ: يشترط عدم كون المضحي حاجًا؛ حيث تكون السنة للحاج الهدي وليس الأضحية، وهو شرط مختص للمالكية.
6.الإقامة: يجمع الفقهاء على وجوب الأضحية على المُسافر كالمُقيم، إلا أن الحنفية استثنت المسافر من هذا الشرط، حيث لا تجب عليه.
حكم الأضحية في عيد الأضحى:
من بين شروط المضحي أيضاً في عيد الأضحى الاستعداد للتضحية، حيث يقوم باتباع السُنة المؤكدة عن رسول الله، ويتبع قائمة المستحبات والمحظورات لإتمام ما يلي:
- الحفاظ على الشعر والأظافر: يجب على المضحي ألا يأخذ شيئًا من شعره أو أظافره من بداية الأيام العشر من ذي الحجة حتى يتم الذّبح.
- عدم بيع أي جزء من الأضحية: يحرم على المضحي بيع أي جزء من الأضحية، حتى شعرها وأظافرها، ولا يُعطى أجرًا على عمله منها، بل يُجوز إعطاؤه على سبيل الهدية أو الصّدقة.
- توقيت الذبح:يتم ذبح الأضحية من طلوع شمس أول أيام عيد الأضحى (العاشر من ذي الحجة)، إلى غروب آخر أيام التشريق (الثالث عشر من ذي الحجة).
- التصرف في اللحم: يجب على المضحي أن يأكل من أضحيته ويهدي منها للأقارب، ويتصدق بها للفقراء، ويدخر منها.
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد