أشار أستاذ تاريخ الجمهورية التركي المساعد الدكتور جليل بوزكورت إلى مشاركة جنود قادمين من البلقان والسعودية وسوريا وفلسطين وإيران والعراق وأذربيجان وأفغانستان في معركة تشاناكالي، مُشدِّدًا على أهمية مشاركتهم.
سوريا الأكبر من بين عدد الجنود العرب المشاركين في معركة تشاناكالي
ووفقاً لما نقله وترجمه فريق كوزال نت عن جريدة ومجلة “geredemedyatakip” التركي الإخباري، فقد أشار بوزكورت إلى أنه قد جرى تسجيل عدد كبير من الشهداء، خصوصاً من سوريا، حيث بلغ عددهم حوالي 680 شهيدًا
كما أشار إلى وجود 92-93 شهيدًا رسميًا من فلسطين.
أدلى الدكتور جليل بوزكورت، أستاذ التاريخ الجمهوري وعضو هيئة التدريس في قسم العلاقات الدولية بجامعة دوزجه، بتصريحات بمناسبة يوم تذكار الشهداء في 18 مارس والذكرى الـ 109 لانتصار معركة تشاناكالي. وأكد بوزكورت أن معركة تشاناكالي كانت واحدة من أكثر المعارك دراماتيكية في الحرب العالمية الأولى، مشيرًا إلى أنه لا يمكن تحديد عدد الشهداء بشكل دقيق، ولكن أكد أن الأكثر المصداقية هي المعلومات الموجودة في وزارة الدفاع الوطني التركي.
وأشار بوزكورت إلى وجود حوالي 50-55 ألف شهيد وفقًا لمصادر وزارة الدفاع الوطني التركية، قائلاً: “علينا تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي يجب تصحيحها في الرأي العام. يُقال إن حوالي 250 ألف شهيد قُتل في الحرب. هذا غير صحيح. رقم 250 ألف قد يشير إلى الخسائر في معركة تشناق قلعة أو تشاناكالي. ماذا يعني الخسائر؟ في المصطلح العسكري، تشير الخسائر إلى مجموع الأشخاص الذين خرجوا عن السيطرة العسكرية، بما في ذلك المصابين والمرضى والمفقودين. إجمالي الخسائر حوالي 210 ألف شخص. لدينا بين 50 و55 ألف شهيد. هذه الأرقام غير دقيقة للغاية. نعتقد أن هناك العديد من الشهداء الذين لم يتم تسجيلهم. نعتقد أيضًا أنه لم يتم تسجيل جميع الجنود المتطوعين القادمين من مناطق مختلفة بشكل صحيح. يمكننا القول إن عدد الشهداء يتجاوز بكثير الأرقام التي نقدمها.”
توزيع الشهداء الأتراك حسب الولايات والمناطق التركية
بوزكورت، أولاً، أشار إلى أن الجنود الذين شاركوا في المعركة جاءوا بشكل رئيسي من تشاناكالي والمناطق المجاورة، مشيرًا إلى أنه مع استمرار الحرب، جرى إرسال جنود من مناطق مختلفة إلى الجبهة.
وأوضح بوزكورت قائلاً: “عند النظر إلى هذا السياق، نجد أن أكبر عدد من الشهداء جاءوا من تشاناكالي والمناطق المحيطة بها. إذ جرى تسجيل أكبر عدد من الشهداء في بورصة، حيث بلغ عددهم أكثر من 4000 شهيد. تليها بورصة، مع ولايات مثل باليكسير، قونيا، كاستامونو، ودينيزلي. وعند النظر على مستوى الولايات، نجد أن بورصة كانت أيضًا أكثر الولايات إسهامًا في الشهداء.
وقد بلغ عدد الشهداء في بلدة أورهانلي في بورصة أكثر من ألف شهيد. تلتها بلدة مصطفى كمال باشا في بورصة، وبلدة بيغا في تشاناكالي، وبلدتا تاشكوبرو وجيدة في كاستامونو. وعلى الرغم من أن كاستامونو بعيدة عن جبهة تشاناكالي، فإنها تبرز كواحدة من المناطق التي سجلت أكبر عدد من الشهداء على مستوى الولايات والمناطق”.
لمحة تاريخية عن حرب تشاناكالي التاريخية
تشاناكالي معركة حدثت لمدة تقريباً 10.5 سنة، وأشار جيليل بوزكورت إلى أن الجنود لم يأتوا فقط من تركيا، بل جاءوا أيضًا من البلقان والسعودية وسوريا وفلسطين وإيران والعراق وأذربيجان وأفغانستان وشاركوا في معركة تشاناكالي. وأوضح الأستاذ المساعد جيليل بوزكورت: “إجمالاً، يبلغ عدد الشهداء من الدول الأخرى حوالي 2.5% من إجمالي عدد الشهداء في تركيا، وهو يعادل حوالي 1260 شهيدًا، وهذا رقم كبير”.
ونرى خصوصاً أن هناك عددًا كبيرًا جدًا من الشهداء قد جاءوا من سوريا. ووفقًا للأرقام المتوفرة، فقد جرى تسجيل حوالي 680 شهيدًا فقط من سوريا. وهناك 92-93 سجل رسمي للشهداء في فلسطين. ومن المناطق الملفتة للانتباه الأخرى حلب. حيث أن حلب تبرز بوصفها منطقة تركمانية كثيفة السكان. ونرى هناك حوالي 550 شهيدًا على مستوى المحافظة. وهذه المحافظة تشمل بعض المدن في جنوبنا. عندما نستبعد هذه المدن، نرى أن حوالي 250 شهيدًا تم تسجيلهم. بالطبع، هذه ليست أرقام دقيقة أو نهائية. يمكننا أن نقول بأن عدد الشهداء الفعلي يتجاوز بكثير هذه الأرقام التي ذكرتها.”
إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد