التخريب يضرب الإنتاج بسبب خوف السوريين في ولاية قيصري من الذهاب إلى العمل!

تأثر قطاع الصناعة سلبًا بأعمال التخريب التي أدت إلى حرق منازل ومتاجر بعض  السوريين في ولاية قيصري وسط تركيا.

ووفقاً لما ترجمه ونقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن صحيفة يني شفق التركية المقربة من حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، فمع بقاء جزء من حوالي 30-35 ألف سوري يعملون في المنطقة الصناعية داخل منازلهم خوفًا على سلامتهم، تعطل الإنتاج في بعض المصانع.

العمليات الأمنية ضد مثيري الفوضى ومخربي ممتلكات  السوريين في ولاية قيصري مستمرة

وبحسب الصحيفة، تستمر العمليات ضد المحرضين الذين حولوا مدينة قيصري إلى ساحة للفوضى بعد حادثة تحرش بفتاة سورية تبلغ من العمر 7 سنوات.

وخلال الليلة الماضية، جرى حوالي 100 شخص، أغلبهم تحت سن 18 عامًا. 

وبينما تستمر استجوابات المشتبه بهم المعتقلين، أجرت شرطة قيصري عملًا مهمًا بخصوص الأشخاص الذين شاركوا في الهجمات ونظموا أعمال التخريب ضد ممتلكات  السوريين في ولاية قيصري.

 وقد حددت الشرطة التركية، من خلال الرسائل التي تم تداولها في 5 مجموعات واتساب مختلفة، أن المهاجمين لم يكن لديهم أي مشكلة تتعلق بحادثة التحرش، بل كانوا منظمين للإضرار بحياة وممتلكات  السوريين في ولاية قيصري.

 ورغم أن المتحرش السوري “أ.إ” جرى اعتقاله في وقت قصير، فإن مجموعة لا علاقة لها بالموضوع أو حتى علم لها به استهدفت السوريين، مما يوضح أن هذا الأمر كان مخططًا له من قبل المجموعات المنظمة.

أبرز ما كتب في رسائل مجموعة واتساب حول تنظيم الهجمات ضد  السوريين في ولاية قيصري

E: المعلومات التي تلقيناها عن مستشفى المدينة غير صحيحة يا أصدقاء، لقد أخلوا الجميع بالمركبات القاطرة أمس.

B: منطقتا “فوزي باشا” و”كيليش أرسلان” نظيفتان، يجب تنظيفها دون تجمع حشود كبيرة، وإلا فإنهم سيسيطرون علينا.

B: إنهم يزيدون النار اشتعالاً بالتصرف مع الشرطة التي تتدخل في الحدث. المباراة الحقيقية تبدأ الآن.

D: قالت لي صديقتي إن فتاة تركية تعرضت للهجوم. الهجوم وقع بالقرب من منزلها.

S: لا يهم، يكفي شرارة واحدة. سواء كان طفلاً أم لا، هذا جيد. لو كنت أنا لكسرت وجهه وفمه. الحل لهؤلاء هو الموت، يجب أن تعذبهم.

السوريون في قيصري يخافون الذهاب إلى العمل

وفي مدينة قيصري، التي تُعد واحدة من أهم المدن الصناعية في تركيا، توقفت المصانع عن العمل تقريبًا. 

في قيصري، حيث لا يوجد مشكلة في التوظيف، يجد أرباب العمل صعوبة في العثور على عمال للعمل في الصناعات والأعمال المختلفة، لذلك يملأ السوريون جزءًا من هذا النقص. 

ومع ذلك، فإن الإرهاب العنصري الذي ظهر في المدينة عطل ذلك، إذ أن حوالي 30-35 ألف سوري يعملون في المنطقة الصناعية بالمدينة، لم يتمكنوا من مغادرة منازلهم منذ أيام بسبب الخوف على حياتهم. 

وتعتبر عدم قدرة العمال  السوريين في ولاية قيصري، الذين يشكلون ثلث القوى العاملة في الصناعة، على أداء مهامهم أدى إلى تعطيل الإنتاج في العديد من المصانع وحتى توقفه. 

وفي منطقة قيصري الصناعية، التي تضم 1605 شركة، يشكل السوريون حوالي 30% من إجمالي القوى العاملة. 

وقد جاء السوريون إلى تركيا منذ 12 إلى 13 عامًا وبدأوا العمل هنا، ثم قاموا فيما بعد بتدريب موظفين غير مؤهلين.

و يعمل السوريون في العديد من الوظائف التي لا يرغب الشباب الأتراك في العمل بها ولا تزال تعاني من نقص في العمال، إذ ترغب بعض الشركات في المنطقة في توسيع أعمالها وزيادة قدراتها التصديرية، لكنها لا تستطيع العثور على عمال. 

كما أن الشباب التركي الذين يبدأون العمل في المنطقة الصناعية يتركون العمل في وقت قصير. وفي معرض التوظيف الذي عُقد في المدينة الشهر الماضي، جرى تقديم 10 آلاف طلب عمل، ولكن 1000 فقط قبلوا الوظائف المعروضة في الصناعة، أما البقية رفضوا العمل لأنهم يريدون أن يكونوا ذوي ياقة بيضاء. 

وقد عُلم أن رئيس أحد البلديات في قيصري أجرى مقابلات مع 1500 من المتقدمين للوظائف في الشركات في مكتب التشغيل والتوظيف، وجرى تعيينهم في وظائف، لكن 30 منهم فقط ما زالوا يعملون، فيما ترك الآخرون وظائفهم بحجة بعد المسافة وظروف العمل.

المحرضون على  السوريين في ولاية قيصري والولايات الأخرى في السجن

وقد امتدت الهجمات العنصرية من قيصري إلى مدن أخرى. ففي منطقتي عثمان غازي ويلديريم في بورصة، قام مجموعة منظمة بالاعتداء على ممتلكات السوريين من محلات تجارية وسيارات. 

وقد تمكنت الشرطة التركية من السيطرة على الأحداث قبل أن تتفاقم بفضل تدخلها في الوقت المناسب، وفي الليلة نفسها، جرى اعتقال 60 مشتبهًا بهم، وتم حبس 13 منهم.

10 اعتقالات في إسطنبول

في قونيا، جرى اعتقال 91 مشتبهًا بهم بسبب مشاركتهم في أعمال شغب ضد السوريين، وأُحيل 11 منهم إلى السجن. 

وفي كوجالي، جرى اعتقال 8 مشتبهين بسبب منشورات تحريضية على وسائل التواصل الاجتماعي. 

وفي إسطنبول، جرى اعتقال 4 أشخاص لمشاركتهم في التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي في أحداث الفوضى والتحريض على اللاجئين  السوريين في ولاية قيصري، و6 آخرين بسبب مشاركتهم في مظاهرات غير مرخصة.

تسللوا إلى أعزاز بحجة السلام

وجرى الكشف عن معلومات جديدة تتعلق بالمجموعة التي قامت بتمزيق العلم التركي في شمال سوريا. 

وقد استغل المحرضون أحداث الهجمات على  السوريين في ولاية قيصري لإثارة الفوضى في أعزاز. ووفقًا لمصادر تحدثت لـ”يني شفق”، شهدت المنطقة أحداثًا مثيرة للاهتمام قبل الهجمات، إذ جاءت مجموعة كبيرة من إدلب إلى أعزاز بحجة “إحلال السلام بين قبيلتين عربيتين”. 

وأفادت المصادر المحلية أن المجموعة استغلت هذا العذر لاختراق المنطقة. 

وتبين أن المجموعة انتقلت إلى أعزاز قبل يوم من أحداث قيصري وقامت بتحريض السكان، وأكد أحد رجال الأعمال السوريين: “جاءوا هنا بأعداد كبيرة قبل وقوع الأحداث التي استهدفت  السوريين في ولاية قيصري، وأضاف” شهدت بنفسي أنهم يحرضون الناس. وأبلغت عن بعضهم إلى قوات الأمن. وفي اليوم التالي وقعت هذه الأحداث”.

لن نسمح بتنفيذ الأعمال التخريبية

وأوضحت الصحيفة أن تركيا لن تتهاون مع المحرضين في سوريا. 

وقد أفادت مصادر في وزارة الدفاع التركية بأن بعض العناصر التي تعمل ضد تركيا في سوريا تجري مراقبتها بعناية. 

وأشارت إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة هذه الأعمال، مؤكدة أن “الدولة التركية لن تسمح بأي شكل من الأشكال بتنفيذ هذه الأعمال ضدها”. 

وأوضحت الوزارة أنه لا يوجد أي وضع سلبي حاليًا في مناطق العمليات بسوريا. 

وأكدت الوزارة فيما يتعلق بتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، أن “تركيا موجودة في سوريا لمواجهة الهجمات والتهديدات الإرهابية التي تستهدف أراضيها، وحماية حدودها، ومنع إنشاء ممر إرهابي شمال سوريا. كما تسعى تركيا إلى القضاء على الإرهاب وضمان وحدة الأراضي، وإعادة الاستقرار السياسي، وتحقيق الأمن والطمأنينة للشعب السوري”.

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة.