كتب الكاتب التركي إرباي كوجيت اليوم في مقالة له نُشرت على موقع Milat.
………………………………………………
إن حقيقة اضطرار الناس إلى مغادرة الأراضي التي ينتمون إليها ، حيث ولدوا وترعرعوا ، وغادروا وطنهم لأسباب مختلفة وانطلقوا لإيجاد وطن جديد ،كانت حالة موجودة منذ العصور الأولى من التاريخ .
ووفقاً لترجمة كوزال نت ، قال الكاتب كوجيت ” بما أن ظاهرة الهجرة تحمل آثارًا في عالمنا الروحي ، يجب أن ننظر إلى القضية بشكل مختلف عن الغربيين. علاوة على ذلك ، دعونا نتذكر هجرة المسلمين الأوائل إلى بلاد مختلفة ، ولا سيما الحبشة ، بسبب القهر في مكة ، وهجرة النبي إلى المدينة المنورة مع الأمة للحماية من الاضطهاد في مكة”.
وتابع الكاتب ” نقطة أخرى تلفت الانتباه في علاقة أمتنا بالهجرة عبر التاريخ تتعلق بحماية الأشخاص الذين تم نفيهم من وطنهم أو اضطروا إلى الفرار ؛ فبعد انهيار الدولة الإسلامية في الأندلس ، طرد الإسبان ، الذين فرضوا سيطرتهم على المنطقة ، اليهود من وطنهم مع المسلمين الذين عاشوا في تلك الأراضي منذ قرون ، وكان سليمان القانوني هو من احتضنهم ، وفي النصف الأول من القرن التاسع عشر ، لجأ البولنديون الذين فروا من الاضطرابات السياسية في بلادهم إلى الإمبراطورية العثمانية ، و في الوقت نفسه ، دفع التوسع الروسي في القوقاز والاضطراب في البلقان ملايين المسلمين إلى طلب اللجوء في الأناضول”.
وأشار الكاتب في مقالته إلى أن تحركات السكان امتدت على مدى سنوات طويلة حتى الحرب العالمية الثانية ،وأن السبب الأكبر لعدم ظهور القضية على أجندة الرأي العام العالمي هو أن أوروبا لم تتأثر بموجات الهجرة حتى ذلك اليوم. و عندما شكلت ظاهرة الهجرة مشكلة خطيرة لأوروبا ، سعوا بعد تلك الفترة إلى حل القضية على المنصات الدولية وتم إنشاء المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عام 1950.
وأضاف الكاتب ، كشخص في هذا العصر ، شهدنا أن الأمم المتحدة ، التي لم تتمكن من إيجاد حل لأزمة اللاجئين التي وقع فيها الشرق الأوسط منذ بداية القرن الحادي والعشرين ، قد كشفت عن خطورة المشكلة السورية بكل أبعادها.
وأكد الكاتب أن تركيا مدت يدها للشعب السوري قائلاً “لم نبقى غير مبالين بالمأساة الإنسانية التي تعيشها سوريا ، حيث نشارك حدودنا البرية التي يبلغ طولها 911 كيلومترًا ، منذ اليوم الأول ، ومن خلال سياسة “الباب المفتوح” ، حاولنا تلبية جميع احتياجات إخواننا اللاجئين ، من التعليم إلى الصحة ومن الحاجات الاجتماعية إلى العمل وإلى مداواة جراحهم “.
وتابع الكاتب ” عندما أصبح من الواضح أن الأسلحة الكيميائية قد استخدمت في سوريا ، فإن دخول إخواننا إلى تركيا ، و الذين لم يتمكنوا من العودة إلى بلدانهم ، كان له صدى في الصحافة العالمية ، في حين أن أولئك الذين فروا من الصراعات الساخنة في المناطق المجاورة غادروا منازلهم ، ووقفوا على حدودنا ،و بالإضافة إلى الدول التي لا تقبل اللاجئين على أراضيها أو تعامل الأشخاص الذين لجأوا إلى بلادهم بطريقة غير إنسانية ، فإن مسؤولينا ، وخاصة رئيسنا ، قاموا بأعمال واعدة لمستقبل الإنسانية ويواصلون أعمالهم الصالحة”.
وختم الكاتب بالإشارة إلى موقف الأحزاب المعارضة الرافض لاستقبال اللاجئين قائلاً ” بينما تتمنى أن تتعلم الدول ، التي ترى على الورق أنها أصبحت حامية لحقوق الإنسان ، من موقف تركيا ، فإن ما فعلته حكومتنا عندما فتحت أبوابها لأولئك الذين اضطروا إلى مغادرة وطنهم مع شعورها بالواجب الإنساني ، وبغض النظر عن الدين أو اللغة أو اللون ، من المستحيل أن تفهمه أحزاب المعارضة “حزب النصر و ديفا ، والمستقبل، ، والحزب الديموقراطي والحزب الجمهوري “.
و لهذا السبب أود أن أعبر عن امتناني وتحياتي لحزب العدالة والتنمية على ممارساته تجاه إخواننا السوريين.
التعليقات مغلقة.