الولايات المتحدة تشطب “هيئة تحرير الشام” من قائمة التنظيمات الإرهابية

وفقًا لمذكرة داخلية صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية، أعلنت الإدارة الأمريكية أمس عن إزالة اسم “هيئة تحرير الشام” (HTŞ)، وهي جماعة إسلامية سورية، من قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية.

دور “هيئة تحرير الشام” في إسقاط الطاغية الأسد

ووفقاً لما نقله فريق تحرير منصة كوزال نت عن “BBC Türkçe “كانت “هيئة تحرير الشام” قد قادت ما يُعرف بإدارة العمليات العسكرية التي خططت وأطلقت الانتفاضة التي أنهت حكم نظام الأسد، الذي دام 54 عامًا في سوريا، خلال شهر ديسمبر الماضي.

ولا يزال أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام سابقاً، يشغل منصب الرئيس المؤقت للدولة السورية.

وكانت هيئة تحرير الشام تُعرف سابقًا باسم “جبهة النصرة”، وقد عملت كفرع لتنظيم القاعدة في سوريا حتى عام 2016، حين أعلن الشرع فك الارتباط بين الجماعتين.

وفي الأشهر الأخيرة، سعت الدول الغربية إلى إعادة العلاقات مع سوريا، بعد أن واجهت البلاد عقوبات مشددة استهدفت النظام السابق.

إزالة النصرة من قائمة الإرهاب… خطوة تكمّل رفع العقوبات

تأتي خطوة إزالة “جبهة النصرة” من قائمة المنظمات الإرهابية بعد أسبوع واحد فقط من توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً أنهى بموجبه برنامج العقوبات المفروضة على سوريا.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تهدف إلى إنهاء عزلة سوريا عن النظام المالي العالمي، وتشكل امتداداً لتعهد واشنطن بدعم جهود إعادة الإعمار بعد سنوات الحرب الأهلية المدمرة.

وفي حين لم يصدر أي تعليق رسمي من وزير الخارجية السوري حتى الآن، فإن هذه التطورات تعكس تغيراً ملحوظاً في مقاربة الإدارة الأميركية تجاه دمشق.

يُذكر أن الرئيس ترامب كان قد التقى الرئيس السوري أحمد الشّـرع في العاصمة السعودية الرياض في مايو/أيار الماضي، حيث أعلن بشكل مفاجئ عن قراره برفع العقوبات، وهو ما مهّد لتخفيف كبير في القيود الاقتصادية الأميركية المفروضة على سوريا.

الولايات المتحدة كانت قد ألغت العقوبات المفروضة على سوريا

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وقع في نهاية شهر حزيران/يونيو 2025، مرسوماً يضع حداً رسمياً للعقوبات التي كانت تفرضها بلاده على سوريا.

وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أن هذه الخطوة تهدف إلى “دعم طريق الاستقرار والسلام”.

وأوضح البيان أن الإدارة الأميركية ستتابع خطوات الحكومة السورية الجديدة، بما في ذلك “اتخاذ إجراءات ملموسة نحو تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني”، و”مكافحة الإرهابيين الأجانب”، و”حظر التنظيمات الفلسطينية المصنّفة كإرهابية”.

من جهته، صرّح وزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، أن رفع العقوبات الأميركية سيُزيل “العقبة الأساسية أمام التعافي الاقتصادي” ويفتح المجال أمام انفتاح سوريا على المجتمع الدولي.

وكانت سوريا قد أعلنت في الرابع من تموز استعدادها للتعاون مع الولايات المتحدة من أجل إعادة تفعيل اتفاقية فصل القوات التي وُقعت مع الكيان الصهيوني عام 1974.

أول زيارة على مستوى وزاري من المملكة المتحدة إلى سوريا منذ 14 عاماً

وفي ذات السياق، زار وزير الخارجية البريطاني دايفيد لامي سوريا نهاية الأسبوع الماضي، ليصبح أول وزير بريطاني يزور البلاد منذ أربعة عشر عاماً.

والتقى لامي بالرئيس أحمد الشّـرع، وأعلن عن حزمة دعم إضافية بقيمة 94.5 مليون جنيه إسترليني، تهدف إلى المساعدة في تعافي سوريا على المدى الطويل، ودعم الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين.

وكانت المملكة المتحدة قد رفعت سابقاً العقوبات المفروضة على وزارتي الدفاع والداخلية في سوريا.

وعندما سقط نظام الأسد بعد حرب أهلية مدمرة استمرت ثلاثة عشر عاماً، كان نحو 90٪ من السكان يعيشون تحت خط الفقر.

كما وعد الشّـرع بسوريا جديدة، لكن بالنسبة لمزاعم العالم الغربي لا تزال هناك مخاوف بشأن كيفية عمل الحكومة الجديدة في البلاد، كما يشكك البعض في الشّـرع بسبب ماضيه مع جبهة النصرة.

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.