من أجمل قرى إسطنبول لكنّها مغمورة ولا يلتفت إليها السياح!
عندما تفكر في زيارة إسطنبول غالبًا ما يتبادر إلى ذهنك الأماكن السياحية المشهورة، مثل ميدان تقسيم وجامع السلطان أحمد وساحل إمينونو، وإذا قررت الانتقال إلى الطرف الآسيوي حتمًا ستكون منطقة أسكودار وبيلر بيه على رأس القائمة، أما من حيث المناظر الطبيعية من بحيرات وجبال يكسوها الغطاء الأخضر فإنّ الوجهة ستكون إلى خارج إسطنبول أو أطرافها على الأقل، لكنك كما الجميع لن تدرك وجود مجموعة من القرى التي تصنف على أنها أجمل قرى إسطنبول.
في هذا المقال الذي أعده فريق تحرير كوزال نت، نسلط الضوء على أوحدة أجمل قرى إسطنبول المظلومة إعلاميا.
قرية آكبابا واحدة من أجمل قرى إسطنبول
قريةٌ لطيفة هادئة تغفو وتصحو في أحضان طبيعة ساحرة، تقع في القسم الآسيوي لمدينة إسطنبول، وتابعة إداريًا إلى منطقة بيكوز، إذ تبعد عن مركزها مسافة 5 كيلومترات، وهي من أجمل قرى إسطنبول، اسمها بالتركية “akbaba köyü”.
لماذا سُميت آك بابا؟
أسسها غازي آك بابا محمد أفندي، فاتخذت منه اسمًا لها، كان محمد أفندي أحد المقاتلين الشجعان الذين قدموا تضحياتٍ كبيرة لأجل فتح إسطنبول عام 1453 م، يقع قبر آك بابا محمد أفندي في مقبرة مسجد كانفيدا خاتون.
آك بابا سلة غذائية لذيدة
اشتهرت القرية عبر التاريخ بالكرز الأبيض والكستناء والجوز، وتُزرع في القرية سنويًا زهورٌ متنوعة يُنتج منها 10 أطنان من مربى الورد، تزامنًا مع تربية النحل أيضًا في القرية حيث تنتشر أشجار التفاح.
مسجد جان فيدا خاتون
بُني مسجد جان فيدا خاتون في عام 1580 على يد صالحة جان فداء خاتون، والدة السلطان مراد الثالث، ولا يزال المسجد الخشبي الذي رُممَ في فترات مختلفة في القرية، مفتوحاً للعبادة، بالإضافة إلى مسجدين آخرين في القرية.
إحصائيات القرية من أعجب ما سيكون
مدرسة واحدة فقط، ثلاثة مساجد ، 25 بقرة ، 25 خروف ، وتعداد السكان 2616 بحسب ما نقلناه عن دائرة السكان التركية “النفوس“.
وتخلو القرية تماماً من المستشفيات والمراكز الصحية حتى الآن، كما وصلتها الكهرباء عام 1965.
صناعات قروية خفيفة
تُصنع في القرية أعواد الكستناء ومقابض الفؤوس والمجارف وعصي المشي والسلال.
الآثار التاريخية في قرية آكبابا
عُثرَ على نوافير مائية خضعت للترميم في السنوات الأخيرة.
يذكر أوليا شلبي الرحالة العثماني قرية أكبابا في روايته الشهيرة عن رحلاته، ويسرد تفاصيلها،” كان هناك سوق وحمام في القرية في القرن السابع عشر، ووثق أن عدد المحلات التجارية في القرية في ذلك الوقت كان 20 محلاً تجارياً”.
وبحسب قوله فإن عدد الأسر في القرية 100 أسرة، وفي ضوء هذه المعلومات يمكن الاستنتاج أن أكبابا كانت قرية متطورة جدًا في الماضي، ويشير أوليا شلبي أيضًا إلى أنه خلال موسمي الكرز والكستناء، يذهب الأشخاص “الرحيمون” في إسطنبول إلى أكبابا سلطان وينصبون الخيام، ويتسامرون بأحاديث متنوعة، وتستمر هذه الأنشطة الترفيهية التي يطلق عليها “فصل الكستناء والكرز” لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر.
وتزين القرية مزرعة أحمد مدحت أفندي والتي تضم مكتبة تراثية، وقصر ملكوف حسن باشا، كان هناك أيضًا نُزُل( فندق ) بكتاشي حتى عهد السلطان محمود الثاني وبعد أن ألغى محمود القوات الإنكشارية، أُغلق ومنح مبناه للجماعة النقشبندية.
إعداد وتحرير: علاء الدين يوسف
التعليقات مغلقة.