حادثة الاعتداء على إمام جامع الفاتح تعود بالذاكرة إلى قصة متين يوكسال قبل 40 عامًا!
بعد حادثة الاعتداء على إمام جامع الفاتح قره حافظ غالب أسطى بالسكاكين قبل أيام، جرى تداول منشور لحساب مقرّب من حزب “النصر” التركي ورئيسه أوميت أوزداغ يتضمن تهديداً مبطّناً عبر التطرق إلى حادثة قتل الناشط متين يوكسال في جامع الفاتح عام 1979،إذ تشابهت المواقف وافترقتِ الأزمنة، إلّا أنّ يوكسال كان ناشطًا أقرب إلى الواجهة السياسية، فمن هو متين يوكسال الذي لمّح المنشور إلى قصته؟
نبذة عن متين يوكسال “Metin yüksel”
ووفقاً لما نقله فريق كوزال نت عن صحيفة “Yeni Akit“، ولد متين يوكسال في 17 تموز/يوليو 1958 في هضبة كولونغو في ولاية بيتليس.
والده هو صدر الدين يوكسال خوجة، أحد كبار علماء الإسلام، ووالدته ابنة نورشينلي شيخ معصوم أفندي، استقر متين يوكسل مع عائلته في منطقة الفاتح بإسطنبول عندما كان في التاسعة من عمره، تلقى دروسًا في القرآن الكريم والمعرفة الإسلامية الأساسية من والده، وأكمل تعليمه الابتدائي في مدرسة آك شمس الدين الابتدائية في منطقة حسامبي.
لاحقًا، التحق بمدرسة جيلين بيفي الثانوية في منطقة سنان آغا، لكنّه لم يرغب في مواصلة المدرسة الثانوية وترك المدرسة وهو في الصف الثاني الثانوي.
واتجه متين يوكسل إلى المشاركة في أعمال المنظمات الخيرية في المجتمع الإسلامي، في سن الثامنة عشر، أسس مكتب تمثيل الفاتح في منطقة أكينجيلار.
وفي وقت قصير،اتخذوا شعاراً واسماً خاصًا بهم في إسطنبول، وقدّموا مساعداتٍ إنسانية للمحتاجين.
هل هناك علاقة بين حادثة الاعتداء على إمام جامع الفاتح وبين ما حدث مع متين يوكسال؟
وخلال هذه الفترة التي عاش فيها متين يوكسل، كانت تركيا تعيش أحلك سنواتها، إذ انقسم الناس في صراع بين اليمين واليسار وكانت البلاد تنجرف نحو حرب أهلية، واضطر الناس إلى الاصطفاف داخل الانقسام بين اليسار واليمين.
وفي بيئة الصراع هذه، كان متين يوكسال يدعو الناس إلى التوقف عن الانقسام يمينًا ويسارًا، ذهابًا وإيابًا، وأن يجمعهم الإيمان والمحبة، فنظّم مسيرات لرفع مستوى الوعي العام، وكان في طليعة تلك المسيرات.
وبينما واصل دعوته للوحدة والتضامن في تركيا، تابع عن كثب أحوال الشعوب في المناطق الجغرافية الإسلامية الأخرى، وألقى الكثير من المحاضرات حول قضايا المنطقة، وشارك بالكثير من المؤتمرات، وفي أغلب الأحيان، كان يصمم المنشورات والملصقات المعلقة في المسيرة بنفسه.
أثار نشاط متين قلق المعارضين لمشروع التضامن التركي الذين أرادوا أن ينشطوا في منطقة الفاتح في ذلك الوقت، فبدؤوا بالتخطيط للتخلص منه.
حادثة قتله
وفي يوم الجمعة 23 فبراير/شباط 1979، وبينما كان الناس يستعدون لصلاة الجمعة في باحة مسجد الفاتح، كان متين وأصدقاؤه يتجهون نحو مسجد الفاتح، سار متين بخطوات ثقيلة، وكان ينتابه شعور لا يستطيع وصفه، وبعد أن أدى صلاته، سار ببطء نحو الباب، وأخذ حذاءه وخرج من الباب الكبير، نزل الدرج واتجه نحو الباب على الجانب المالطي ( سوق مالطة ).
وخطى بضع خطوات عندما اهتز صحن المسجد بصوت ينادي :”متييين”.. التفت فرأى مصدر الصوت، نظر في الاتجاه، فسمع صوت طلق ناري، كبّر متين وتشهّد قبل أن يسقط على الأرض.
لقد مرّ ما يزيدُ عن 40 سنة على وفاة متين يوكسل، ولم يعد لأحد في تركيا رغبة بعودة تلك الأحداث وتكرارها، بخاصة أنّ الحياة في تركيا خلال السنوات الأخيرة أخذت تميلُ إلى الهدوء، فهل حادثة إمام جامع الفاتح ستكون خاتمة المآسي؟
التعليقات مغلقة.