حتى وزير المالية شيمشيك لم يتمكن حتى من إيقاف تدهور الليرة التركية!

على الرغم من تراجع الدولار عالمياً، استمر تدهور الليرة التركية، حيث جاءت ضمن أسوأ العملات أداءً بين الاقتصادات الناشئة مقابل الدولار الأمريكي.

وبحسب ما نقله وترجمه فريق تحرير منصة كوزال نت عن صحيفة “SÖZÜCÜ” المعارضة، ففي حين أدى قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي الأمريكي) بخفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ 4 سنوات إلى إضعاف الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية، لم يطرأ تغيير على تدهور الليرة التركية المستمرة منذ سنوات.

 فمنذ تولي الإدارة الاقتصادية الجديدة، بقيادة وزير الخزانة والمالية “محمد شيمشك”، يستمر تدهو الليرة التركية أمام الدولار.

جهود كبح جماح تدهور الليرة التركية لم تؤتي أُكلها! 

وعلى الرغم من رفع نسبة الفائدة إلى 50%، فإن جهود الإدارة الاقتصادية للحفاظ على استقرار أسعار الصرف بهدف جذب رؤوس الأموال الساخنة أسفرت عن إضعاف الليرة الليرة التركية، إذ  خسرت الليرة التركية 3.5% من قيمتها خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، لتصبح من بين أسوأ العملات أداءً.

ويشير الاقتصاديون إلى أن تراجع قيمة الليرة ظل لفترة طويلة أقل من معدل التضخم. وو الإحصاء التركية، بلغ معدل التضخم للفترة من يناير إلى أغسطس 31.94%، في حين أن خسارة الليرة التركية مقابل الدولار خلال نفس الفترة وصلت إلى 15.7%.

المكسيك تحتل المرتبة الأولى

وقد بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بخفض قوي لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، مع توقعات بمزيد من التخفيضات في الفترة المقبلة، مما أدى إلى إضعاف الدولار وتقوية عملات الاقتصادات الناشئة.
وقد انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة الدولار مقابل العملات الرئيسية، من مستوى 104 نقاط في نهاية يوليو إلى 100.3 نقطة يوم أمس.

أما العملات التي قدمت أداءً أسوأ من تدهور الليرة التركية مقابل الدولار خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، فهي البيزو المكسيكي (بانخفاض بنسبة 7.1%)، والبيزو الأرجنتيني (بانخفاض بنسبة 5.8%)، والروبل الروسي (بانخفاض بنسبة 5.3%).

وبينما تحتل الأرجنتين، التي تعاني من تضخم مفرط، وروسيا، التي تخضع لعقوبات بسبب غزوها لأوكرانيا، مراتب متدنية في قائمة العملات الضعيفة منذ فترة طويلة، فإن البيزو المكسيكي تراجع نتيجة المبيعات الحادة التي أعقبت الانتخابات في المكسيك هذا الصيف.

آسيا تميزت إيجابياً  

وبينما اكتسبت العديد من عملات الدول الناشئة قيمة مقابل الدولار، تصدرت دول آسيا القائمة.
وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة، ارتفع الرينغيت الماليزي بنسبة 13.3%، والبات التايلاندي بنسبة 11.6%، والروبية الإندونيسية بنسبة 7.9% مقابل الدولار.
وبعد الدول الآسيوية، حقق الزلوتي البولندي أفضل أداء بارتفاع بنسبة 5.1%، استمدت الدول الآسيوية قوتها من الين الياباني الذي ارتفع بنسبة 10% مقابل الدولار خلال الأشهر الثلاثة.

قد يشجع تدفق رأس المال  

وأشار مدير أبحاث “ATA Yatırım“، أوموت أوزتورك، إلى أن تدفق رأس المال إلى الأسواق الناشئة، بما في ذلك تركيا، قد يزداد في الفترة المقبلة. وأوضح أوزتورك أن تراجع قيمة الدولار قد يعزز من عمليات “الكاري تريد”، حيث قال: “انخفاض قيمة الدولار قد يؤدي إلى زيادة في قيمة عملات الأسواق الناشئة (مثل الليرة التركية، الريال البرازيلي، والروبية الهندية). هذا قد يشجع تدفق رأس المال إلى اقتصادات الأسواق الناشئة، حيث يتجه المستثمرون بحثاً عن فرص تحقيق عوائد أعلى”.

 

إعداد وتحرير: عبد الجواد أمين حميد

التعليقات مغلقة.