بفعل الأزمة السورية المستمرة منذ سنوات، يجري تسليم المساعدات الإنسانية إلى سوريا مثل الغذاء والدواء والمأوى عبر نقلها من حدود تركيا إلى 4 ملايين شخص سوري يعيشون في شمال سوريا، معظمهم في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية.
ووفقا لمتابعة كوزال نت، استخدمت روسيا حق النقض “الفيتو” ضد مشروع القرار في مجلس الأمن الدولي، والذي ينص على تمديد تفويض بعثة الإغاثة التي تقدم المساعدات الإنسانية لسوريا عبر تركيا، لمدة 9 أشهر جديدة.
مشروع قرار روسيا لآلية المساعدات إلى سوريا فشل أيضاَ!
بعد ذلك، رُفض مشروع القرار الذي ينص على تمديد آلية المساعدات الإنسانية إلى سوريا لمدة 6 أشهر، بأغلبية 3 أصوات “لا” و 2 “نعم” و”امتناع”10 أصوات، وهو اقتراح روسيا نفسه.
روسيا قامت بالتصويت بالفيتو على مشروع قرار يهدف إلى تمديد مهمة البعثة المساعدة التي توفر المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر تركيا لمدة 9 أشهر في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
يشار إلى أن الآلية التي تمكن من توصيل المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي يتم تجديدها منذ عام 2014 بشكل مستمر.
وكانت روسيا قد أعلنت رفضها القرار سابقًا من حين لآخر.
ويتم توصيل المساعدات الإنسانية إلى سوريا مثل الغذاء والدواء والمأوى لأربعة ملايين شخص يعيشون في مناطق شمال سوريا، بشكل رئيسي في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية.
وقد انتهت يوم الاثنين الموافق 10 تموز/يوليو 2023 صلاحية السلطة التي منحها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعملية المساعدة المعروفة باسم “آلية سويسرا والبرازيل”.
يُذكر أن القرار يحمل اسم البلدين، سويسرا والبرازيل، لأنه تم تقديمه من قبلهما.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد تقدم بطلبً لتمديد آلية المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود لمدة 12 شهرًا.
وقبل أن يصوت رئيس البعثة الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، ضد عملية المساعدة، هدد في تصريحاته بأن بلاده ستعرقل العملية وتستخدم حق الفيتو إذا لم يتم التصويت على مشروع القرار الذي قدموه.
وصرح نيبنزيا قائلاً: “إذا لم يتم دعم مشروعنا، في هذه الحالة يمكننا إغلاق الآلية العابرة للحدود. لن نقبل أي تمديد فني لأي مدة”.
كما أشار السفير الروسي في تصريحه بعد رفض مشروع القرار الخاص ببلاده، قائلاً: “لقد قلت ذلك من قبل. الطريقة الوحيدة لإنقاذ آلية المساعدة هي الموافقة على مشروع القرار الروسي”.
وأثناء التصويت على مشروع القرار الذي تم إعداده بواسطة سويسرا والبرازيل، امتنعت الصين عن التصويت، في حين صوت الأعضاء الـ13 الباقون في مجلس الأمن لصالح المشروع.
وفيما يتعلق بمشروع القرار الذي قدمته روسيا لتمديد آلية المساعدات لمدة ستة أشهر، صوتت فقط روسيا والصين لصالحه، في حين امتنع عشرة أعضاء في مجلس الأمن عن التصويت، وصوتت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ضده.
ولكي يتم قبول قرار في مجلس الأمن الدولي، يجب أن يكون هناك تسعة أصوات مؤيدة على الأقل ولا يجب أن تستخدم روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة حق الفيتو.
الجدير بالذكر أنه هناك حاجة لهذه الصيغة المؤقتة بسبب عدم قبول حكومة النظام السوري لعمليات المساعدة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة.
الموقف الأمريكي من استخدام روسيا لحق النقض الفيتو
وفي كلمتها في المجلس بعد فيتو روسيا، انتقدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس-غرينفيلد، بشدة موسكو، قائلة: “إنه لحظة محزنة للشعب السوري. ما شهدناه للتو، أمرٌ وحشيٌ بالفعل”.
ودعت روسيا إلى إعادة النظر في موقفها وشددت على ضرورة مواصلة المساعدات، قائلة: “يجب أن نستمر في ذلك. يعتمد الشعب السوري علينا، ويجب أن نشجع روسيا جميعًا على العودة إلى الطاولة بحسن نية”.
مبررات روسيا لرفض القرار
وتدعي روسيا أن آلية المساعدات إلى سوريا التابعة للأمم المتحدة تنتهك سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وتؤكد على أنه يجب توصيل المساعدات من المناطق التي تخضع لسيطرة النظام السوري في دمشق.
وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد سمح في عام 2014 بتوصيل المساعدات إلى المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة السورية في سوريا من خلال نقطتين في العراق والأردن بالإضافة إلى تركيا.
لكن روسيا والصين حولته لاحقًا إلى نقطة حدودية واحدة في تركيا.
يشار إلى أن رئيس النظام السوري بشار الأسد قد قمع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية التي اندلعت في عام 2011، وأدى ذلك إلى حدوث أحداث داخلية دامية حيث دعمت موسكو الأسد بينما دعمت واشنطن المعارضة.
وفي السنوات الـ12 التي مضت من اندلاع الثورة السورية، فرَّ من سوريا الملايين من السوريين وتشرد الملايين داخل البلاد.
ووفقًا لبعض المصادر، فإن نحو نصف مليون شخص قد فقدوا حياتهم منذ اندلاع الثورة السورية والأحداث الداخلية.
إعداد وتحرير: عبد الجواد حميد
التعليقات مغلقة.