قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى أمس خلال حديثه لصحيفة ملييت التركية، أن تركيا تُبلغ حكومته والمعارضة السورية عن كل مرحلة عن الاتصال مع النظام السوري ، مُشيراً إلى أن مصادر مرتبطة بإيران تنشر أخباراً مُغرضةً حول الموضوع.
ووفقاً لما ترجمته كوزال نت ، وقال مصطفى أن الحكومة المؤقتة تؤمن بأن العملية التي ستوفر الحقوق العادلة للشعب السوري ستأتي عبر قرارات أممية ، مؤكداً على أنهم مستعدون لإجراء أي محادثات جديدة مع النظام تحت إشراف الأمم المتحدة.
وفي معرض رأيه حول تأثير- تصريحات وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو ، والتي أكد فيها أن تركيا ستدعم المحادثات بين النظام والمعارضة – على المعارضة السورية ، أفاد مصطفى أن تركيا قدمت الدعم للمعارضة السورية في جميع المجالات منذ عام 2011 ، مؤكداً على وقوفها إلى جانب المعارضة السورية ، إنسانيًا وسياسيًا ، وعلى أن تركيا هي أيضاً الضامن للمعارضة السورية.
وأشار مصطفى إلى أن هناك العديد من الدول قد كانت إلى جانب المعارضة السورية في السابق ، لكن حالياً لم يبقى سوى تركيا ، مشدداً على أن تركيا لم تفعل ذلك عاطفياً ، ولكن وفق سياسة الدولة ، ومؤكداً على ثقة المعارضة بتركيا منذ البداية.
وذَكَّرّ مصطفى بأن تركيا والمعارضة السورية قد قاتلتا معا ضد الإرهاب وضد إرهاب النظام وإرهاب حزب العمال الكردستاني و داعش مشيراً إلى أن هذه الوحدة ضد الإرهاب بين الطرفين لا زالت مستمرة.
وشدد مصطفى على أن مصالح الطرفين تتداخل مع بعضها ، مشيراً إلى أن المعارضة السورية بصفتها الحالية تدافع عن وحدة أراضي سوريا ، بينما تدافع الجمهورية التركية عن سلامتها الإقليمية.
وتحدث مصطفى عن لقائه بوزير الخارجية تشاووش أوغلو الأسبوع الماضي ، وأن الأخير أكد له استحالة حدوث اتفاقٍ بين تركيا والنظام وأن تركيا ما زالت تدعم المعارضة السورية ومؤسساتها.
ونوه مصطفى إلى أن المعارضة السورية موافقةُ على حل سياسي عبر التفاوض بين الطرفين بناءً على قرار الأمم المتحدة رقم 2254 ، كما أكد مصطفى على دعم المعارضة للحل السياسي منذ محادثات جنيف عام 2014 ، مُشدداً على أن النظام لا يزالُ مُصراً على الحل العسكري ، رغم توجه المعارضة السورية إلى أستانا وجنيف وسوتشي للتوصل لحل سياسي.
وأضاف مصطفى أن المفاوضات هي حل وسط ،مؤكداً على أهمية الحوار للتوصل إلى اتفاق ، وقال مصطفى أن اعتبار هذه العملية أنها “تسوية” هي خطأ ترجمة في رأيه ، مؤكداً على أنه ليس من مصلحة دولة الجمهورية التركية ولا من مصلحة الشعب السوري أن يتم فهم هذه التصريحات بشكل خاطئ أو التحريض على أحدهما من خلالها.
و في رده حول ما تنشره وسائل الإعلام الإيرانية من ادعاءات بأن تركيا ستطرد المعارضة السورية من تركيا قال مصطفى أن هذا النوع من الأخبار يهدف إلى التحريض وخلق اضطراب وفوضى ، مؤكداً على أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.
وأضاف مصطفى بأنه على العكس من ذلك ، فقد تم تأكيد دعم تركيا لنا باستمرار ، مشيراً إلى أن خبر خروج المعارضة السورية من تركيا يكشف عن مدى عجز إيران وإفلاسها حيال الأزمة في سوريا.
وشدد مصطفى على أن المعارضة السورية لن تقع في هذه الفخاخ، مؤكداً على أنها ستواصل الكفاح ضد الإرهاب حتى النهاية ، وأنها تشارك بعزم في العمليات العسكرية باسم الجيش الوطني السوري (SMO).
ورداً على سؤال طرحته ملييت حول جهوزية المعارضة التركية للقاء مع نظام الأسد أشار مصطفى إلى عقد مفاوضات مختلفة بين الجانبين منذ عام 2014 في جنيف وأن تشاووش أوغلو كان يقصد ذلك بتصريحاته.
ونوه مصطفى إلى اللجنة الخاصة بإقرار الدستور تضم وفداً يمثل النظام ووفداً يمثل المعارضة كما كشف مصطفى عن عقد 8 جولات من الحوار بين أعضاء اللجنة الدستورية من الجانبين وأن النظام قد رفض الجولة التاسعة، كما أكد على أن وزير الخارجية التركي يدعو في المقام الأول إلى تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 2245 حول الأزمة السورية.
وفي معرض رده على سؤال فيما إذا كان قد تم طرح اسمه في مشروع جديد للحل في سوريا ، أكد مصطفى على عدم وجود أي مشروع معروض على المعارضة من خارج الأمم المتحدة ، مشدداً على أن العملية التي ستضمن الحقوق العادلة للشعب السوري هي قرارات الأمم المتحدة.
ولفت مصطفى الانتباه في ختام حديثه إلى أن النظام يخرب العمليات السياسية في كل وقت ، مؤكداً على مواصلة التفاوض مع نظام الأسد تحت مظلة الأمم المتحدة ، وأن العملية السياسية مستمرةٌ على هذا النحو.
التعليقات مغلقة.